غزة – محمد حبيب
ذكرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعضو طاقم المفاوضات السابقة، حنان عشراوي، أنَّ "اتفاقية أوسلو ظلمت المقدسيين، وتركتهم تحت رحمة إسرائيل". قالت عشراوي، خلال تصريحات صحافية نشرت الاثنين، إنَّ "إسرائيل ما فتئت تستهدف المقدسيين بشكل منتظم، واضعة إياهم تحت حصار مضاعف ثلاثة أضعاف، إلى أنَّ وصلت الأمور في المدينة إلى وضع لا يحتمل".
كما رأت "أنه من الأخطاء القاتلة في اتفاقية إعلان المبادئ (اتفاق أوسلو) أنَّ هذا الاتفاق ترك المقدسيين تحت رحمة إسرائيل، ثم بعد ذلك سمح المجتمع الدولي لإسرائيل بمعاملة المقدسيين بصفة مواطنين في المدينة لدى إسرائيل كامل الصلاحيات بالتصرف بأنفسهم وبأراضيهم وبمواردهم".
ثم أشارت إلى أنَّ "إسرائيل، ومنذ اليوم الأول، عاملت القدس كما لو كانت قد ضُمت بحكم الأمر الواقع، وذلك حتى قبل أنَّ يقوموا بضمها فعليًا من الناحية القانونية، وبدأ الإسرائيليون في وقت مبكر بممارسة سياسة منتظمة من التطهير العرقي، فغيروا بشكل جذري معالم المدينة تاريخًا وثقافة".
وفق عشراوي، فقد بات الحصار والتقسيم هو ديدن السياسة الإسرائيلية يطبق في القدس كما يطبق في الضفة الغربية، حيث يقومون بفرض الحصار والتحكم في المعابر دخولاً وخروجًا، ثم بعد ذلك يفتتونها تفتيتًا كاملاً من الداخل.
وأضافت: "قاموا بزرع المستوطنات والمستوطنين داخل القدس، ثم أحاطوها بثلاث دوائر، وبذلك أصبح الحصار ثلاثيًا: المستوطنات التي أنشئت في وقت مبكر، ونقاط التفتيش العسكرية وجدار الفصل العنصري، ما حوّل القدس إلى مكان يحظر على كل فلسطيني لا يحمل هوية مقدسية الوصول إليه".
وأوضحت أنَّ "إسرائيل نجحت في سحب القدس تمامًا من قلب فلسطين من حيث الوحدة الترابية، ومن حيث التركيبة السكانية ومن حيث إمكانية الوصول إليها ومن حيث الثقافة ومن حيث المؤسسات، ورحم الله أيامًا كانت مستشفيات ومدارس القدس في خدمة كل فلسطين".
ثم اتهمت عشرواي "إسرائيل بالقيام بممارسات "وحشية ضد المقدسيين، الضرائب مرتفعة ولا توجد خدمات، وتم فعليًا تحويل المناطق الفلسطينية إلى غيتوات معزولة، هذا بينما تستمر سرقة الأراضي، بحيث لم يبق في أيدي الفلسطينيين سوى 12 إلى 13 في المائة من أراضيه، ناهيك عن الآلاف المؤلفة من المصادرات التي يقوم بها جيش الدفاع الإسرائيلي، والتسبب في تشتيت شمل العائلات، والعنف يولد العنف، لقد بلغت الأمور الآن حدًا لم يعد محتملاً على الإطلاق".
لكن عشراوي نفسها مقدسية تحمل هوية القدس، إلا أنَّ اثنتين من بناتها صودرت منهما هوياتهما المقدسية، فتقول إن الخلل الأساسي في اتفاقيات أوسلو هو أنها أجلت البت في قضية القدس، واعترفت بخطأ أوسلو قائلة: "ما كنت لأوقع على اتفاقية إعلان المبادئ لو عرفت أنها تتضمن التخلي عن السلطة في القدس، أنا لدي هوية مقدسية، وكذلك بناتي كن يحملن الهويات المقدسية إلى أنَّ صودرت منهن".
وأضافت: "نحن نسمي أنفسنا جماعة مدريد وواشنطن، ولسنا جماعة أوسلو، لقد كانت مقاربتنا مختلفة تمامًا، فنحن لم نؤجل القضايا الحقيقية. بل لقد ناقشنا قضية حقوق الإنسان، وقضية القدس، والدولة، والحدود، ووقتها طالب الطاقم المفاوض بأن تكون لنا السلطة على سجل السكان وعلى سجل الأراضي، إذا كانت إسرائيل تتحكم بالسجلين فأنى لك أنَّ تصبح حرًا؟ ولذلك ليس عجبًا أنَّ يشعر المقدسيون بأنه تم التخلي عنهم، وبأنهم عرضة للخطر وعرضة للاستهداف، وفعلاً، لم تتوقف إسرائيل يومًا عن استهدافهم، وبشكل منتظم".
وأكدت المسؤولة الفلسطينية أنه "ليس باستطاعة لا السلطة الفلسطينية ولا منظمة التحرير الفلسطينية أنَّ تمارسا أي عمل في القدس، قائلة: "إسرائيل مزقت الوعود التي قطعها على نفسه وزير خارجيتها السابق شمعون بيريز في خطاب وجهه إلى وزير الخارجية النرويجي جون هولست تعهد فيه بحماية المؤسسات الفلسطينية في القدس".
أرسل تعليقك