كشف ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، الأحد عن تقديم رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، مبادرة حلول جديدة للملفات الفلسطينية العالقة، والتي تعيق تنفيذ باقي بنود اتفاقات المصالحة الأخيرة، وأبرزها اتفاق الشاطئ الذي جرى توقيعه قبل عام تقريبًا في مدينة غزة.
وأكدّ بركة، في تصريح صحافي صباح الأحد، أن الحلول الثلاثة التي قدمها بري لوفدي حركتي "فتح" و"حماس"، خلال اللقاء الأخير الذي جمعهم في العاصمة اللبنانية، تتعلق بملفات "الموظفين، والحكومة والإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية".
ورفض بركة، الحديث عن طبيعة "الحلول" التي قدمها بري، واكتفى بالقول:" الحلول لن نكشف عنها، ولكنها إيجابية وهامة، وستساهم بشكل كبير في إزالة العقبات الداخلية التي تعترض طريق الوحدة الوطنية الداخلية".
وذكر أن الحلول التي قُدمت لاقت استحسانًا وموافقة مبدئية من قبل حركتي "فتح" و"حماس"، إلا أن الحركتين قررتا نقل "الحلول الثلاثة" إلى قيادة الحركتين لإجراء المشاورات الداخلية حول الموضوع، تمهيدًا لعملية الإعلان بشكل رسمي.
وأوضح بركة، أن اللقاءات الثلاثة التي جمعت بين القيادي في حركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، في بيروت، كانت إيجابية وهامة، وستكون لها نتائج على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة.
وأشار بركة إلى أن الحركتين اتفقتا خلال اللقاءات الأخيرة في بيروت، على ضرورة تذليل كل عقبة تعترض طريق المصالحة الداخلية، على مبدأ تنفيذ وتطبيق بنود اتفاقات المصالحة الأخيرة التي جرى توقيعها بين الطرفين.
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحركات إيجابية في ملف المصالحة الداخلية، خاصة بعد تدخل رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، في حل الخلافات القائمة بين حركتي "فتح وحماس"، وتقديم حلول للأزمات الرئيسة المتعلقة بالحكومة والموظفين والإطار القيادي لمنظمة التحرير.
ويذكرأن اللقاء المشترك بين "حماس" و"فتح" وبري عُقد بعد اجتماعين منفصلين عقدهما الرئيس بري مع كل وفد على حدة، وضم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمشرف على الساحة في لبنان، عزام الأحمد، والسفير أشرف دبور، وأمين سر "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، فتحي أبو العردات، في حين ترأس وفد "حماس" نائب رئيس المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، وضم ممثل الحركة في لبنان، علي بركة، ومسؤولين آخرين. وحضر اللقاء أيضًا عضو المكتب السياسي في حركة "أمل"، محمد جباوي.
وتمحور اللقاء، بحسب المكتب الإعلامي لنبيه بري، حول سبل تحقيق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وطرح جملة أفكار واقتراحات للدفع في هذا الاتجاه.
وكان قد اجتمع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق مع عضو المركزية لحركة فتح عزام الأحمد الخميس في العاصمة اللبنانية بيروت برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وذكرت مصادر إعلامية أنه طُرح خلال اللقاء أنه تابع سبل تحقيق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية، إذ طرح رئيس مجلس النواب اللبناني جملة أفكار واقتراحات للدفع في هذا الاتجاه، ولقيت ترحيبًا من الطرفين.
وقال أبو مرزوق بعد اللقاء المشترك: "كان اللقاء إيجابيًا مع دولة الرئيس بري، كرس المنطلق الذي ينطلق منه دولته، بأن فلسطين هي المعيار وهي القبلة السياسية لكل العرب".
وأوضح أن اللقاء ركز على الوضع الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية، وقدم بري اقتراحات بناءة من الواقع اللبناني، لأنه مما لا شك فيه أن الواقع اللبناني فيه الكثير من التعقيدات بحيث يصلح أن يكون نموذجًا لكثير من البقاع والأماكن التي يمكن أن يكون لها لبنان مضرب مُثل بالتوافق والعيش المشترك والمشاركات السياسية.
وذكر أن هذه الاقتراحات التي قدمها بري كانت اقتراحات بناءة لها علاقة بالمصالحة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني وأن نطبق كل ما توافقنا عليه في إطار الفصائل الفلسطينية.
وأكد أبو مرزوق أن اللقاء الثلاثي بحضور الأحمد "سيكون له مساهمة ممتازة في الوصول إلى المصالحة الفلسطينية وعمل الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة".
وقال الأحمد إن بري أكد خلال اللقاء أن فلسطين تشكل القبلة السياسية للأمة العربية، وهذا له معان كبيرة ويعبر عن أصالته وأصالة الشعب اللبناني الشقيق الذي احتضن الثورة الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين.
ورحب الأحمد بأفكار بري "التي تتعلق بإزالة العقبات من أمام حكومة الوفاق والتي حتى الآن لم تصبح حكومة فاعلة رغم مرور عام على تشكيلها في تحمل المسؤولية من أجل إعمار قطاع غزة وإعادة توحيد مؤسسة السلطة الفلسطينية والانطلاق باتفاق المصالحة الموقع برعاية مصرية".
وأضاف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن "الأفكار التي استمعنا لها من دولة الرئيس بري هي أفكار إيجابية وعملية، وقد اتفقت أنا والأخ أبو مرزوق أن نلتقي مرة أخرى ثنائيًا لمناقشة هذه الأفكار وكيفية تنفيذها للانطلاق نحو إزالة الانقسام وكل العقبات وتمكين حكومة الوفاق من العمل بمساعدة كل الفصائل التي وقعت الاتفاق وتنفيذ كل بنوده، سواء عمل الحكومة أو قضية الإعمار أو حل قضية الموظفين والبنود الأخرى المتعلقة بمنظمة التحرير".
وأعرب الأحمد، عن أمله أن تشهد الأيام القليلة القادمة جهدًا مميزًا، والبقاء على تواصل مع الرئيس بري "لأننا استمعنا منه كما إلى أفكار عملية تساعدنا في تنفيذ الاتفاق بكل بنوده
أرسل تعليقك