غزة ـ كمال اليازجي
كشفت تسجيلات مصورة، عن انتهاكات تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الفلسطينيين من خلال اقتحام عشرات المنازل في جوف الليل، وإيقاظ الأطفال من أجل استجوابهم والتحقيق معهم.
وأظهرت التسجيلات أنَّ قوات الاحتلال اقتحمت عددًا من المنازل في وادي الصحارى في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وأمرت الأهالي بإيقاظ أولادهم ليتم استجوابهم، وبدا الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم التسعة أعوام، مذعورين بينما يستجوبهم الجنود بشأن إلقاء الحجارة، فضلًا عن تصوير الأطفال بالرغم من اعتراض الأهالي.
وأكد مركز معلومات الاحتلال لحقوق الإنسان "بتسيلم"، أنَّ قوات الاحتلال استجوبت، صبيًا في سن المراهقة يعاني من ضعف نظر في الـ23 من شباط/ فبراير، وأبرز أنَّ جنودًا من قوات الاحتلال اقتحمت هذه المنازل، في الساعة 1:30 صباحًا، وهم يحملون أسلحة نصف آلية ويرتدون ملابس قتالية كاملة، وملثمون بأقنعة سوداء، وأشار إلى أنَّ متطوعين من "بتسليم" يعيشان في هذه المنازل وثقوا الحادث.
وأوضح "بتسيلم"، أنَّ الجنود أمروا الآباء والأمهات بإيقاظ أبنائهم وإخراجهم من غرف نومهم لاستجوابهم، وأشارت إلى أنه تم السماح للفتيان والفتيات الأصغر سنًا بالبقاء نائمين، في بعض الحالات التي اعترض فيها الأهالي بشدة، وكان الحال مختلفًا في البحث عن منزل سميح وماي دعنا، الذي تم تصويره حوالي 3:20 فجرًا.
وأظهرت التسجيلات اعتراض أحد الآباء على دخول الجنود في هذا الوقت المتأخر، حيث طالبوه بإيقاظ ابنه الذي يبلغ من العمر 16 عامًا؛ لاستجوابه بشأن إلقاء الحجارة، وأيقظ الأب ابنه وشرع إلى طمأنته عند بداية ظهور علامات الذعر على الطفل الذي يعاني من ضعف نظر، ثم اقتاده والده من غرفة نومه، إلى غرفة الصالون حتى تستجوبه القوات، وفي الاستجواب الذي استمر دقائق عدة، سأله الجنود عن علاقته بإلقاء الحجارة؛ لكنه نفى تمامًا وخرج الجنود وهم يقولون "كل شيء على ما يرام، تصبحون على خير".
وأضاف "بتسيلم"، "وفي حالة أخرى وبعد عشر دقائق اقتحم الجنود منزل نايف ودلال داعنة، وأظهرت اللقطات بينما يصرخ الجنود مطالبين بإيقاظ كل الأطفال في المنزل، وفتشوا جميع أرجاء المنزل، وحاول الأب تهدئة أولاده الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و13 عامًا، ثم اقتيدوا إلى غرفة المعيشة ليتم استجوابهم، بينما تصورهم الجنود على جهاز الأي فون، وسئل أحد الأولاد عن وجود إصابة في وجهه، وأجاب أنها بسبب الأسلاك الشائكة".
يُذكر أنَّ مدينة الخليل هي مدينة مقسمة بين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال، كما تعد واحدة من أكثر المدن المليئة بالنزاع في الضفة الغربية، وهي موقع للكثير من المعارك والتفجيرات والمذابح.
وتتسبب قرب المسافة بين منازل الفلسطينيين والمستوطنات الإسرائيلية، في تحويل المدينة، الى غابة من الأسلاك الشائكة والجدران العالية والطرق ونقاط التفتيش.
واتهمت "بتسيلم" الجيش الإسرائيلي بأنَّ هدفه الرئيسي يتمثل في إرهاب وتخويف الآباء والأمهات وأطفالهم، لمنعهم من إلقاء الحجارة، حتى يصبح من الأسهل إلقاء القبض عليهم في وقت لاحق.
أرسل تعليقك