هدمت جرافات الاحتلال فجر الأربعاء، قرية "بوابة القدس الشرقية" التي أنشأها الأهالي في أراضيهم المهددة بالاستيطان شرق المدينة المحتلة، بهدف الحفاظ عليها من الاستيطان ومنع تهجير سكانها البدو الذين تسعى سلطات الاحتلال إلى تهجيرهم من تلك المنطقة تمهيد للاستيلاء عليها لصالح الاستيطان.
واقتحمت كبيرة من قوات الاحتلال فجر الأربعاء، القرية التي أقيمت في منطقة "خلة الراهب" الواقعة إلى الشرق من بلدة أبوديس واعتدت على المواطنين وانهالت عليهم بالضرب بالهراوات.
وأوضح رئيس لجنة الدفاع عن عقارات بلدة أبوديس المحامي بسام بحر، أنَّ جيش الاحتلال اقتحم القرية، عند الساعة الثالثة فجرًا، وحاصرها من كل الجهات، واعتدى الجنود بالضرب على عدد من المتواجدين فيها، وأجبروهم على مغادرة المنطقة، ثم شرعت جرافة بهدم خيام القرية، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال ألقت القنابل الصوتية باتجاه الشبان، وانهالت عليهم بالضرب.
وكان العشرات من الناشطين الفلسطينيين والقوى الوطنية ومجلس محلي أبوديس واللجان الشعبية وأهالي البلدة قد أقاموا بعد عصر الثلاثاء قرية "بوابة القدس" رفضا للمخطط الإسرائيلي الرامي لتهجير البدو في المنطقة من مناطق سكنهم وتجميعهم في مناطق محددة، تمهيدا لمصادرة الأراضي وتنفيذ المخطط الاستيطاني المعروف باسم "ي 1" لفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها بالاستيطان في تلك المنطقة الواقعة شرق القدس.
ويواصل المواطنون الفلسطينيون رفضهم للاحتلال والاستيطان بمختلف الطرق والوسائل المتاحة حيث شيدوا قرية "بوابة القدس"، فيما نفذ ناشطون آخرون في الخليل "حملة الأرض لنا" في تل الرميدة وشارع الشهداء ومحيط مدرسة قرطبة في وسط المدينة وذلك بغرس المزيد من أشجار الزيتون لمواجهة أي تمدد استيطاني في المنطقة.
وصرَّح الناطق باسم المقاومة الشعبية في أبو ديس هاني حلبية، بأنَّ حوالي 250 من المواطنين وناشطي المقاومة الشعبية ووجهاء قرى أبو ديس والسواحرة والعيزرية وعرب الجهالين والشيخ سعد والزعيم، شاركوا في تشييد قرية "بوابة القدس" على أراض مهددة بالاستيلاء عليها، بين مستوطنتي "معاليه ادوميم" و"كيدار" شرق القدس المحتلة، ضد مخطط "ي 1 " الاستيطاني الذي يهدف إلى إنشاء تواصل عمراني بين مستوطنة معاليه أدوميم وبين القدس، وسيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أجزاء الضفة، وسيمس بالتواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها عبر الاستيلاء على تلك الأراضي.
وأكد حلبية أنَّ فكرة القرية تحمل رسالة رفض لإعادة تهجير البدو الذين يقطنون الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها شرقي القدس منذ عشرات السنين وقبل احتلال القدس عام 1967 وإعادة توطينهم في أماكن لا تَمُتُّ لهم ولبيئتهم بصلة.
يُذكر أنَّ المقاومة الشعبية شيدت عدة قرى منها، "باب الشمس" و"عين حجلة" وغيرها على الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها شرقي القدس وفي الأغوار، إلا أنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أزالتها.
ووصف القائم بأعمال هيئة مقاومة الجدار والاستيطان جميل البرغوثي "بوابة القدس" بأنها تعتبر ردًا ورفضًا لقرار الاحتلال بتهجير وتجميع البدو في مناطق العيزرية والنويعمة، بهدف تفريغ الأراضي من سكانها تمهيدًا للاستيلاء عليها، والتي تمتد من مشارف القدس وصولًا إلى البحر الميت.
وأضاف إنَّ لجان المقاومة الشعبية طردت الشركات التي رسا عليها العطاء لتنفيذ هذا المشروع العنصري، كما وضعت الخيام استعدادًا لإطلاق فعاليات شعبية تضامنية رفضًا لقرار تهجير البدو من أرضهم وتجميعهم في مناطق أخرى.
وأشاد البرغوثي بالقرارات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية بإطلاق حملة دولية لمساندة البدو، وطلبها من وزارة الحكم المحلي عمل مخطط مكاني للبدو في أماكن تواجدهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم بهدف تمكين صمودهم داخل أراضيهم.
ودعا القائم بأعمال الهيئة جميع القوى الشعبية والمؤسسات ذات العلاقة للمشاركة في الفعاليات المقبلة التي ستنطلق في المنطقة نفسها؛ ليكون عام 2015 مميزًا على صعيد إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، كما أكد البرغوثي على دور القاعدة الجماهيرية المهم في مساندة القيادة والتصدي لانتهاكات الاحتلال المتواصلة.
أرسل تعليقك