غزة – حنان شبات
أكد القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار على أن مشاركة حركته في السلطة المتمثلة في إدارة الضفة الغربية وقطاع غزة جاء بهدف تحويلها لأداة داعمة للمقاومة، لافتًا إلى أن ذلك تمّ دون الاعتراف باتفاقيات أوسلو.
وشبه الزهار في تصريحات صحافية، خوض حركة "حماس" لتجربة السلطة "كدخول الخمارة وتحويلها إلى مسجد".
وشدد على أن حركة "حماس" تحرص على إقامة علاقات جيدة مع جميع مكونات العالم الإسلامي، منوهًا إلى أن درجة القرب والبعد من أي نظام أو جماعة تتحدد بدعمها لبرنامج المقاومة.
وأضاف :"ما يحدد قربنا من أي مكوِّن من مكونات العالم الإسلامي هو دعمه لبرنامج المقاومة، الذي تتبناه حركة حماس أساسًا لتحرير فلسطين".
وأوضح عن اعتراف الفاتيكان الأربعاء رسميًا بدولة فلسطينية: "هذا موقف رمزي ومهم، ولكن في الحقيقة لا يكفينا".
وتابع: "الدولة في العُرف السياسي تتكون من أرض وشعب وسلطة، وبما أن هذا الاعتراف جاء لدولة تقع على حدود الأراضي التي احتلت عام 1967، فنقول هذه ليست كل الأراضي الفلسطينية، وأن من يعيش عليها جزء من شعبنا؛ فهنالك أهلنا وجماهير شعبنا في الداخل المحتل عام 1948، وأما السلطة فهي لا تمثل كافة جماهير شعبنا ومكوناته".
وأفاد الزهار بخصوص الزيارات الرسمية التي نظمها دبلوماسيون أوروبيون إلى غزة مؤخرًا، ولقائهم قيادات حركة "حماس" والقوى الفلسطينية المختلفة: "كانت لتوصيل رسائلنا عن برنامج المقاومة دون لَبس، ولا نعول كثيرًا على الموقف الرسمي الأوروبي".
وكشف الزهار عن أن الدول الأوروبية ترسل بعض الرسائل والممثلين الرسميين للقاء قيادات "حماس" في غزة، لكنها تعلن أنها تتحدث أو تجري اتصالات غير رسمية في الحركة.
وذكر أنه يجزم أن هذه اللقاءات سوف تستمر على اعتبار أن الاتحاد الأوروبي بات يدرك أن "حماس" تمثل الأغلبية في الشارع الفلسطيني، وأن ادعاءاتهم للديمقراطية تستدعي منهم التواصل مع الحركة.
وعلّق الزهار على ما كشفته صحيفة "إسرائيل اليوم" في عددها الصادر الخميس عن أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي طالبت "إسرائيل" بالتعاون معها في التحقيقات حول العدوان الأخير على غزة، وتهديدها بأنه في حال لم تقدم أجوبة حول اقتراحها، فسيتم فتح تحقيق من جانبها وسيتم الاعتماد على ادعاءات الفلسطينيين، قائلًا :" هذه خطوة يجب البناء عليها، ولكن يجب ألا نعلق آمالًا كبيرة على المجتمع الدولي".
وأضاف الزهار في ذكرى النكبة الفلسطينية الـ 67، أن المقاومة حققت انجازات، في الوقت الذي فشلت فيه مسيرة التسوية والتفاوض مع الاحتلال. وقال بهذا الصدد: " بعد هذه الأعوام الطويلة ثبت بالدليل القاطع فشل برنامج التفاوض في الحفاظ على الوطن؛ رغم أنه كان قبل العام 1948 من يؤمن بالعمل المسلح والتفاوض مع بريطانيا للحفاظ على الوطن".
وشدد القيادي في حركة حماس على أن 24 عامًا مضت على اتفاقيات أوسلو، التي فشلت في استرداد جزء من الوطن، وأن المقاومة تعطي شيئًا رمزيًا، بطردها الاحتلال من غزة، والحفاظ عليه والدفاع عنه في أربعة حروب شنت على القطاع
أرسل تعليقك