كشف القيادي في حركة "حماس" ناجح عاصي، تفاصل اختطافه على يد مجموعة مسلحة في منطقة كفر عقب شمال القدس، حيث احتجز ثلاثة أيام في جهة مجهولة في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية.
وأوضح عاصي، أنَّ أربعة مسلحين اقتادوه من شقته الكائنة في منطقة كفر عقب، بعد أن استدرجوه إليها من عمله في مستشفى رام الله، بدعوى استئجارها".
وأضاف في تصريحات صحافية، "بعدما وصلت الشقة وجدت أربعة مسلحين في سيارة، وضعوني فيها بالقوة واقتادوني إلى جهة مجهولة، بعدما وضعوا قناعًا على وجهي"، مشيرًا إلى أنَّ الخاطفين أخبروه بأنهم مجموعة تابعة لحركة "فتح".
وبيّن عاصي أنَّ المختطفين أكدوا له أنَّ الاختطاف جاء رسالة لـ"حماس" على خلفية الملاحقات التي تمارسها بحق أبناء الحركة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنَّهم طلبوا منه توجيه رسالة إلى رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية، لوقف ممارسات عناصر "حماس" بحق أبناء "فتح" في غزة.
وأشار إلى أنَّ المختطفين حذروه بأنَّهم سيقدمون على اختطاف عناصر الحركة في حال استمرت الانتهاكات بحق كوادر "فتح" في القطاع، نافيًا في الوقت ذاته، أن يكون قد تعرض للضرب أو الاعتداء من قبل الخاطفين.
يُذكر أنَّ مجموعة تُدعى "أبو علي إياد" منبثقة عن حركة "فتح"، أعلنت مسؤوليتها عن حادث الاختطاف؛ ردًا منها على ما اعتبرته ممارسات وانتهاكات بحق كوادر وأبناء "فتح" في قطاع غزة، لاسيما الملاحقات الأمنية والاعتقالات التعسفية.
وجاء في بيان للمجموعة "منذ ثمان سنوات وتحديدًا منذ الانقلاب الأسود في قطاع غزة وحركة "حماس" تفلت ميليشياتها السوداء ضد أبناء "فتح" الشرفاء والعديد من أبناء شعبنا المكافح، وتقوم بممارسات إجرامية بحقهم، وبقيت حركة "فتح" صابرة على الجرح كي تفوت الفرصة على الراغبين بشق الصف الوطني".
وتابع البيان "ظنت حركة "حماس" أنَّ ذلك ضعف من حركة "فتح"؛ ولكن بعد ذلك الصبر الطويل تطلق مجموعة من حركة "فتح" اليوم يدها الطويلة لوقف جرائم ميليشيات "حماس" التي أقدمت أخيرًا على خطف وتعذيب المناضل نهرو الحداد والمناضل زياد مطر في قطاع غزة".
وأشار إلى أنَّ "نهرو وزياد قائدان فتحاويان معروفان بنضالهما الطويل، وقامت بالإساءة إليهما بطريقة مهينة لا يقوم بها إلا الاحتلال وأدواته، وكان سبق ذلك قضية إحراق المنصة المخصصة لذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات، وتفجير مجموعة من بيوت وسيارات أكثر من 18 كادرًا وقائدًا من حركة "فتح"".
وأبرز البيان "إنَّ الجرائم هذه بحق مناضلين شرفاء وكوادر أمضت سنين طويلة من عمرها في سجون الاحتلال لتستحق المحاسبة الثورية من الحركة التي فجرت الثورة الفلسطينية قبل خمسة عقود من أجل نيل الحرية والاستقلال ولكي تحافظ الحركة على أبنائها وعلى النسيج الاجتماعي الوطني لشعبنا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ قضيتنا".
ونوَّه بأنَّ "هذه المحاسبة لا تندرج أبدًا تحت إطار الفتنة والاقتتال الداخلي، وإنما تأتي لوأد رأس الفتنة التي تشعلها ميليشيات متنفذة مشبوهة الأجندة من حركة "حماس" ومتساوقة مع الاحتلال، ولذلك فقد قامت مجموعة من كتائب الشهيد "أبو علي إياد" بالتحقيق مع ناجح عاصي القيادي في "حماس" وهو من الذين يقومون بالإعداد لاختطاف كوادر من فتح في الضفة الغربية، والإعداد للانقضاض على الحركة والسلطة الوطنية بغرض الاستيلاء على الضفة وتقويض المشروع الوطني الذي تدافع عنه فتح ومعها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية منذ أكثر من خمسة عقود".
وهدَّد البيان، "بأنَّ كتائب الشهيد أبو علي إياد ستضرب بيد من حديد كل من يتعرض لـ"فتح" وقيادتها وكوادرها وعناصرها ومؤيديها وشرفاء شعبنا وبشكل حاسم وصارم لما تحمله أعمالها من خدمة للاحتلال وتسويق لفكرة إجهاض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وحذَّر الكتائب في بيانها "كل من تسول له نفسه التعرض لأبناء الحركة في أي مكان من الضفة الغربية أو قطاع غزة أو القدس أو الشتات لأنها ستكون بالمرصاد، كما تحذر أيضًا من استغلال أي طرف لاسمها بهدف تشويهها أو حرفها عن هدفها الأساسي وهو حماية الحركة وأبناء شعبنا كله من الاستهداف أو إشغال الساحة الفلسطينية بالصراعات الجانبية والداخلية لتمكين الاحتلال من تحقيق أهدافه بتصفية القضية الفلسطينية وشرذمتها وتقطيع أوصال الوطن بهدف ضرب مشروعية الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".
واختتم البيان "تتعهد كتائب الشهيد أبو علي إياد بأن تبقى على عهد شعبنا وثوابته الوطنية وتحافظ عليه من الدسائس والمكائد وأن تتحلى دومًا بالأخلاق الوطنية العالية التي تحترم النسيج الاجتماعي والوطني وحرية الرأي".
أرسل تعليقك