واشنطن ـ يوسف مكي
يسعى العلماء كثيرًا لتخيل الحياة بعد 100 عامًا، ويبدو أنها ستكون أكثر متعة مع قضاء وقت أقل في العمل والعيش في ناطحات سحاب عملاقة أو في فقاعات تحت الماء مليئة بالأثاث الذكي المرن، وعطلة الأسبوع ستصبح ثلاثة أيام بدلًا من يومين. وكتبت العالمة ماجي بوكوك والمهندس المعماري ارثر مانو ومخططي المدن توبي بورغيس وليندا أيتكن واليس ليكليرك كُتيَب حول المعيشة الذكية المستقبلية يقترحوا فيها الطريقة التي سيعيش بها الناس خلال القرن المقبل.
وتستند فكرتهم على أن المدن ستصبح مكتظة بالناس كلما ينمو عدد سكان العالم، وبأن البيئة ستغير كثيرا، لذا يدعم المهندسون المعماريون فكرة البناء تحت الأرض من خلال هياكل تزداد طولا مع الوقت، وكذلك ناطحات سحاب عملاقة. ويشير التقرير الى اعتماد هذه المخططات أنابيب الكربون النانوية التي ستساعد المهندسين على خلق بنايات عملاقة أطول بكثير من ناطحات السحاب اليوم، وبناء مباني تتكون من 25 طابقًا تحت الأرض، وستصبح المدن تحت الماء مثل تلك الموجودة في أفلام الخيال العلمي حقيقة واقعة.
وستُبنى هذه المدن من جدران ذكية ستغير شكلها لتوفير مساحات اضافية ومقاعد ورفوف من خلال أثاث وجدران وأرضيات بمطبوعات ثلاثية الأبعاد، والتي ستلغي الحاجة لإعادة ديكور المنزل فالجدران والأرضيات والأسقف ستتناسب مع مزاج الانسان. وسيتغير المطبخ في غضون قرن بشكل ملحوظ، فستستبدل الأفران بالطابعات التي يستخدمها الناس لتحميل أطباقهم الشهية وطباعة مأدبة كاملة بكبسة زر، وستكون الخبرات المهنية أيضا متوافرة في المنزل مثل الربوتات التي تعمل كأطباء والتي ستوفر للناس التشخيص والدواء إذا لزم.
وسيطول تغيير الحياة العملية أيضا من خلال استخدام تقنية الصور ثلاثية الابعاد التي تسمح للناس بحضور الاجتماعات والتفاعل مع زملائهم وكأنهم موجودون في نفس الغرفة دون الحاجة لمغادرة منازلهم، ويتنبأ أن أيام العمل في الأسبوع ستصبح أقل، وذلك بفضل الوقت الذي ستوفره التكنولوجيا في السفر وحضور الاجتماعات. وسيستطيع الناس الاستمتاع برحلاتهم في طائرات دون طيار تحلق في الهواء بدلا من السيارات، ويتوقع الكثيرون أن تصبح زيارة القمر أو المريخ من الامور العادية في القرن المقبل، وربما يبني الانسان مستعمرات فضائية له.
وطلب تطبيق سامسنغ سمارتثينغش من 2000 من البالغين البريطانيين أن يتوقعوا أكثر الاحتمالات التي ستحدث في المستقبل، وتوقع نصف المشاركين أن تتوافر في المستقبل امكانية حضور الاجتماع دون التواجد بشكل شخصي، وتصور البعض رحلات الى الفضاء وجدران قابلة للتحرك. وتشير الدكتورة ماجي بوكوك "لم يستطيع الناس في القرون السابقة أن يتوقعوا شكل حياتنا اليوم، فالإنترنت أحدث ثورة في عالم التواصل والتعلم والسيطرة على حياتنا، وعلى مدي القرن القادم ستشهد البشرية المزيد من التحولات الكبيرة في طريقة عيشنا وتفاعلنا مع محيطنا".
أرسل تعليقك