عمار عزوز يؤكّد حرص المهندسين المعماريين على التخطيط لإعادة أعمار سورية
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

أوضَح أنهم ينقذون تراثهم ويحافظون على هويتهم ويحمون تاريخهم

عمار عزوز يؤكّد حرص المهندسين المعماريين على التخطيط لإعادة أعمار سورية

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - عمار عزوز يؤكّد حرص المهندسين المعماريين على التخطيط لإعادة أعمار سورية

التخطيط لإعادة أعمار سورية
دمشق ـ نور خوام

حولت الحرب في سورية العديد من مدنها إلى ساحة للمعارك، حيث إن أماكن مثل حلب وحمص والرقة، تغير شكلها كليًا بعد تدمير معالمها المعمارية، وكذلك النزوح الجماعي للسكان، بسبب الحرب الوحشية، فقد كانوا محاصرين في منطقة حرب، يكافحون من أجل ممارسة أنشطتهم اليومية، كما كانوا عرضة للتفتيش في المناطق الأمنية، يعيشون مشوشون داخل وطنهم، ووسط الدمار الشمال، الذي أفقدهم إحساسهم بالانتماء إلى مدنهم التي اعتادوا معرفتها.

ونشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالًا لـ"عمار عزوز"، وهو باحث زائر في جامعة كامبردج، يتحدث فيه عن العمارة السورية المتوقعة بعد انتهاء الحرب، حيث قال،" تدخل الحرب السورية عامها الثامن، ولكن المهندسين المعماريين لا يمكنهم الانتظار لفتر ما بعد الحرب، ليتمكنوا من إعادة التخطيط لبناء المدن مرة أخرى، ولكنهم الآن ينقذون تراثهم ويحافظون على هويتهم ويحمون تاريخهم، حتى لا يتم محوه بسبب أعمال العنف".

وأضاف،"ويحدث ذلك بطرق متنوعة، حيث يختبئ البعض المصنوعات اليدوية الثقافية في مقابر سرية لحمايتها من الهدم والنهب، يحاول آخرون إعادة بناء المنازل والأسواق المدمرة، وتوفير المأوى للسكان النازحين داخليًا، البعض يسافرون إلى بلدان أخرى، مثل لبنان والأردن وتركيا، لتلقي التدريب على أفضل الطرق لإنقاذ مدنهم وتراثهم".

وأوضح عزوز،"تمكنت الحرب من تغيير تفكير المهندسين المعماريين، في محاولة للاستجابة للديناميات المتغيرة لها، وكجزء من بحثي الخاص، تحدثت إلى المهندسين المعماريين السوريين داخل وخارج البلاد بشأن كيفية دعم العمل لإعادة بناء هذه المدن من بعيد، وظهرت العديد من الأفكار، بما في ذلك إنشاء برامج التوجيه، والتعاون البحثي مع الأكاديميين، وتوفير مواد تعليمية عبر الإنترنت بشأن الهندسة المعمارية، وإدارة المشاريع."

وأشار، " كان أحد أكثر المواضيع شيوعًا هو الحاجة إلى الموارد لإعادة البناء، وإعادة تجميع المجتمعات المحلية، ونشرها باللغة العربية، فأنا أعمل الآن على مشروع ترجمة لعشرة أوراق إعلامية من مشروع (الصراع في المدن)، التابع إلى مركز أبحاث النزاعات الحضرية (UCR) في جامعة كامبريدج مع البروفيسور ويندي بولان، سيتم نشر المواد العربية بشكل علني في أوائل عام 2019، لتبادل المعرفة بشأن مواضيع مثل التجديد الحضري، وسياسة التراث، ودور المدن في الحد من الصراعات، ولكن يجب علينا أيضًا أن نتذكر ما هي إعادة البناء المستقبلية، لدى كل من المهندسين المعماريين والأكاديميين والسياسيين والاقتصاديين والمطورين جدول أعمالهم ومصالحهم الخاصة، وبالنسبة للبعض، فإن إعادة الأعمار هي فرصة مالية للاستثمار وكسب المال، بالنسبة للآخرين، فهي مكان للمصممين الأجانب لتجربة الأفكار الجديدة".

وتابع عزوز " توجد مخاوف بالفعل من أن آخر مشاركة في هذه الخطط والمحادثات الناشئة سيكون السوريون أنفسهم، وأن مثل هذه الخطط قد لا تضع السوريين في قلب إعادة الأعمار، وبعد كل شيء، العديد من المهتمين بإعادة الأعمار في سورية لا يعرفون إلا القليل عن البلد، وطريقة العيش، ومناظره الاجتماعية والثقافي، ولذلك يجب أن نتذكر أن أي بناء يحدث سيكون على أرض مغمورة بدماء الرجال والنساء والأطفال السوريين"، لافتًا، "كما يجب أن نكون حذرين من عدم وجود توازن في خطط إعادة البناء وبناء القدرة على التكيف الحضري، حيث قدرة المدينة وأنظمتها وسكانها على التكيف مع الصدمات والضغوط المختلفة".

واستطرد قائلًا، "في بعض المدن، تركز إعادة الأعمار والمرونة على عدد قليل من النقاط في المدينة، وتستفيد منها مجتمعات معينة فقط، فيتم تجاهل بعض المجتمعات المحرومة، وكما يشير خبير التصميم الحضري لورانس جيه فالي، فإن القدرة على التكيف غير المتوازنة تهدد قدرة المدن ككل على العمل اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا"، مضيفًا، " لكن هناك أيضا أمل، إذ يمكن للهندسة المعمارية أن تجلب إيجابيات ضخمة للمجتمع السوري المدمر، يمكن أن تكون رمزية وقوية عندما يكون لدى المهندسين المعماريين الفرصة لمواجهة التاريخ، بدلًا من محوه، عندما يمكن للهندسة المعمارية أن تساهم في خلق مساحات وأماكن للجميع، وليس فقط للنخبة".

وأوضح البروفيسور نيك بولوك، شرح في  كتاب "بناء عالم ما بعد الحرب "Building the Post-War World"، كيف أن إعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية، خلقت فرصة لروح الابتكار والتجريب المرتبطة بآمال العالم والهندسة الجديدة.

وأختتم قائلًا، "في سورية، مع هذه الخسارة الهائلة لنسيج المدن والريف، يبحث المهندسون المعماريون عن كيفية الحفاظ على العمارة السورية، فقد أكّد العديد من المهندسين المعماريين الذين تحدثت معهم على ضرورة بناء سورية جديدة للسوريين، من قبل السوريين، فهم لا يريدون تطبيق لغة معمارية دولية في مدنهم، أو خطة إعادة أعمار شبيهة ببيروت لا تعكس هوية البلد، وبدلًا من ذلك، فإنهم يتطلعون إلى هوية سورية من خلال الهندسة المعمارية ، تلك الهندسة المعمارية التي يمكن أن تجلب إحساسًا بالعدالة الاجتماعية والتماسك إلى جميع السوريين، إلى النازحين والفقراء والمحرومين، حيث إعادة بناء سورية للجميع".

 

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمار عزوز يؤكّد حرص المهندسين المعماريين على التخطيط لإعادة أعمار سورية عمار عزوز يؤكّد حرص المهندسين المعماريين على التخطيط لإعادة أعمار سورية



GMT 15:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار ديكور مبتكرة لغرفة معيشة مميزة في 2025

GMT 23:08 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية إضافة لمسات جذابة إلى ديكور صالون منزلك

GMT 09:46 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 17:44 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لمسات إبداعية لتزيين شرفتك الصغيرة بأسلوب عملي ومميز
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية

GMT 13:51 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

اللواء تيسير البطش يتفقد معبر بيت حانون
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday