طرحت صحيفة "الغارديان" البريطانية دليلًا سياحيًا جديدًا إلى مدينة بوخاريست عاصمة رومانيا، والتي تتضمن أفضل الفنادق والمطاعم، وعلى الرغم من أن معظم العاصمة الرومانية تم تجريفها من قبل "الشيوعيين"، إلا أن البلدة القديمة التي نجت من ذلك تضج بالمقاهي والمطاعم.
وتقدم العاصمة الرومانية العديد من المفاجآت لزوارها لأول مرة، وتتميز بأجوائها العالمية وطاقتها الإيجابية، وكان الخبراء يطلقون عليها اسم "باريس الشرق" خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين، وهو اسم دقيق إلى حد ما، إلا أن أفق المدينة يسوده بشكل واسع العمارة الاشتراكية، نتيجة لمشروع "إعادة تطوير الشرسة" من قبل الدكتاتور السابق نيكولاي تشاوشيسكو خلال الثمانينات من القرن الماضي، والتي كانت تعد أتعس أعوام "الشيوعية" بالنسبة للرومانيين.
وتحسنت الأوضاع السياسية كثيرًا هذه الأيام، فضلًا عن ذلك يمكن الاستمتاع بمشاهدة المباني الرائعة على الطراز المعماري الحديث والعديد من المساكن والمتاحف الرائعة، والكنائس القديمة والأديرة، والحدائق المورقة والبحيرات والشوارع الأنيقة.
ومن المفضل عدم زيارة العاصمة الرومانية في فصل الصيف، حيث يعتبر أواخر الخريف هو الوقت المثالي لاستكشاف روائع هذه المدينة الأكثر إلحاحًا وغير المتوقعة.
ولحسن الحظ لم تطال البلدة القديمة في مدينة بوخارست قنابل الحرب العالمية الثانية وجرافات تشاوشيسكو، ولذلك أصبحت من أكثر أحياء المدينة روعة وجاذبية، وعلى الرغم من أن الكثير من المناطق لا تزال في حالة رديئة، إلا أن مشروع التجديد الضخم تمكن من تغيير العديد من الشوارع والمباني قذرة المظهر، وأكبر دليل على ذلك مكتبة "كارتيوريستي كاريوسيل"، وكنيسة "ستافروبوليوس" التي تتميز بمنحوتات مزخرفة من الحجر والخشب من الداخل والخارج، والتي تعتبر من أحد الطرازات المعمارية الواجب رؤيتها وزيارتها.
وتقترح الصحيفة البريطانية زيارة قصر "البرلمان" سواء اعتبره البعض مصدر جمال أو قبح، إلا أنه تم تشييده بناء على طلب شاوشيسكو، وتتوفر فيه مظاهر البذخ والترف بصورة مبالغ فيها، وهو مكون من 12 طابقًا بما في ذلك أربعة مستويات تحت الأرض ومخزن نووي، كما يضم 1100 غرفة، 4500 من الثريات، وقام بتصميم المبني 700 مهندس معماري لتلبية مطالب شاوشيسكو وزوجته متغيرة الأهواء باستمرار.
ويمكن القيام بجولة سياحية داخل قصر "البرلمان" بتذكرة ثمنها خمسة جنيهات إسترلينية، للصعود والتجول في الطوابق الـ 12 ورؤية أكبر وأغلى الغرف.
وفي سبيل التعرف على المزيد من ثقافة تشاوشيسكو، يفضل زيارة ساحة "ريفوليوتي" ورؤية المباني القديمة المميزة، حيث كان الميدان نقطة محورية في القتال أثناء الثورة عام 1989، والتي أدت إلى نهاية نظام الدكتاتور.
وينصح بزيارة متحف القرية الوطني، وتبدأ أسعار التذاكر للبالغين من 2 جنيه إسترليني، وجنيه إسترليني لكبار السن، و50 بياستر للأطفال، الذي يطل على شواطئ بحيرة "هيراستراو" ويعرض الطراز المعماري الشعبي لجميع أنحاء رومانيا، حيث يضم حوالي 300 مسكن وكنيسة وورش عمل، وطواحين الهواء.
ومن الرائع الاستمتاع بجولة في أقدم وأكبر حديقة في وسط بوخارست، وهي حدائق "سيسميجيو"، والتي تضم مساحات خضراء شاسعة، فضلًا عن بحيرة يتم التجول فيها بالقوارب ذات المجدافين، وفي سبيل قضاء عطلة بعيدًا عن ضجيج وسط المدينة، يمكن زيارة قصر "موجوسويا" الساحر، والدخول بسعر جنيه إسترليني، والذي يبعد حوالي 10 كم إلى الشمال الغربي من وسط المدينة، وتم تصممه من قبل حاكم منطقة والاشيا في القرن الـ 17 كونستانتين برانكوفينو، حيث كانوا يقيمون هناك في بعض الأحيان.
ويمكن الإقامة في فندق "أثيني بالاس هيلتون" الذي يعود تاريخه إلى عام 1914، وتبلغ سعر الغرف المزدوجة فيه 250 جنيهًا إسترلينيًا، وكانت في السابق مرتعًا للتآمر والتجسس.
ويقدم هذا الفندق أجواء فاخرة وفخمة من البهو والرخام والغرف الخلابة، كما يضم صالة رياضية ومنتجعًا صحيًا وحمام سباحة.
أرسل تعليقك