أنقرة - جلال فواز
تعد منطقة "كبادوكيا" من أجمل المناطق السياحية الاستثنائية في تركيا، وتمثل وجهة غير تقليدية لعشاق المغامرة وتجربة الأماكن المختلفة، بخاصة لو كنت من السياح البريطانيين الذين ينجذبون للأماكن السياحية في تركيا، وفقا لصحيفة "تليغراف" البريطانية.
وتشتهر هذه المنطقة، التي تقع شرق في هضبة الأناضول بوسط تركيا المعاصرة، بأعاجيبها الطبيعية، لا سيما بظاهرة المداخن الجبلية الطبيعية "en" وميراثها التاريخ والحضاري الفريد. فهي تعد من مناطق التراث العالمي، بما تحتويه من نحو 300 كنيسة، وأعمدتها الشاهقة من الصخور اللينة وآثار كهوف المنازل المتواضعة، التي تؤلف شبكة من المدن تحت الأرض.
وتتمتع هذه المنطقة بتضاريس فريدة من نوعها، فهي تتألف من سهل هضبي يرتفع 1000 متر عن سطح البحر، تتخلله قمم بركانية، وجبل أرجييس، قرب قيصرية وهو أطول المرتفعات، إذ تقع قمته على ارتفاع 3916 مترا. وتحظى "كبادوكيا"بالكثير من المشاهد الطبيعية والتاريخية والحضارية الفريدة، فضلا عن أن موقعها بالقرب من قيصرية يوفر للمسافرين المواصلات الجوية بمطاراتها والبرية بمحطاتها وسكتها لتربطها بأنقرة وإسطنبول.
ويقبل الزوار على استكشاف تضاريس هذه المنطقة بركوب منطاد الهواء الساخن، التي يحلق فوق المنطقة كل صباح في جولة تعريفية للسياح بالمنطقة،وحاليا سيكون للزوار قاعدة محتملة جديدة يستطيعون من خلالها استكشاف هذه المناطق المحيطة بها في وقت فراغهم. ومن غير المرجح أن تكون هذه المساحات الخضراء المشتركة في المنطقة مزدحمة، هناك فقط 11 غرفة وجناحا (خمسة منهم مضاءة بشكل ذكي كتعايش مع فكرة "غرف كهف")، ويمكن والضيوف الحصول على إقامة مجهزة تجهيزا جيدا أينما اختاروا أن يقيموا، وتحتوي الغرف عادة على جدارية من الطراز العثماني، وحمامات من العنبر مزينة بالفسيفساء الدينية والمواقد، كما يمكن للضيوف التجمع في مطعم "بالم" حيث أجود مجموعة من الطهاة المحللين الذين يقدمون أطباقا مختلفا مستوحاة من البحر الأبيض المتوسط في كل موسم.
وبالنسبة لكوراي إديمين، عالم الرياضيات السابق الذي تحول إلي صاحب فندق "أرينا لودج"، فإن فندقه يعبر عن معنى العمل المحبوب، ويهدف إلى رسم وجوه جديدة للمنطقة التي تم تجاهلها نسبيا من المسافرين البريطانيين، ووفقا لـ"تليغراف"، فليس هناك ما هو أكثر دهشة من استكمال معايير الجمال الحديث من خلال التركيز على الاستدامة أيضا، فلقد استخدمت مواد معاد تدويرها في بناء الفندق، إذ يتم تخزين مياع الأمطار، كما أن 22% من احتياجات الفندق من الكهرباء مستمدة من الألواح الشمسية.
فمع فندق "لودج"، يتم حاليا توفير مكان بديل للضيوف الذين سبق واختاروا البقاء في فندق "المتحف" المجاور، وهو الوحيد الذي يتكون القلاع الملكية في تركيا. وتأسس هذا الفندق، الذي تديره العائلة، على يد تاجر سجاد وجامع تحف فنية، كان من بين أول من أدرك المقومات السياحية للمنطقة في المستقبل. وحسب الصحيفة، فإن تأثير هذا التاجر لا يزال واضحا في التزام المنشأة الدائم بالفنون، و تقديره للتحف والأعمال الفنية القيمة التي يتم عرضها في غرف النوم.
ويشمل الفندق 30 غرفة بها عدة ميزات معمارية مثيرة للاهتمام، وكان تم بناء الفندق حول وفوق وعاء من قلعة مهجورة شملت بعض الكهوف، ولكن الميزة الأكثر غير متوقع من ذلك هو الصنبور الذي وجد في كل منهما، ويمكن للزوار من خلال تحويل هذه المقابض في الكهوف الحصول على نبيذ أحمر أو النبيذ الكبادوكياي الأبيض.
ولا يذكر الفندق أي كلمة على الزوار السابقين للمكان مثل الملك ويليم ألكسندر والملكة ماكسيما من هولندا، والرئيس التركي السابق عبد الله غول أو مارثا ستيوارت، وإعجابهم بالمكان، ولكن ربما أعظم دواعي سرور المكان أنه يوفر للجميع مشاهدة شروق الشمس من شرفة الإفطار، فضلا عن السلاحف والطاووس وسعر الغرف في فندق أريانا لودج يبدأ من 160 إسترليني، في حين تكلفة الغرف في فندق متحف كابادوكيا تترواح بين 150 إلى 200 إسترليني.
أرسل تعليقك