عمان - سناء سعداوي
تمتد العاصمة الأردنية عمّان على سبعة مرتفعات رئيسية مأهولة بالسكان تحمل مسمى "جبال" وفق الدارج محلياً تنطوي أغلبها على مواقع تراثية وأثرية إلى جانب أخرى تحفل بمظاهر الحياةالحديثة النابضة بالفعاليات والأنشطة السياسية والاجتماعية والفنية والثقافية.
مناطق جبلية عدة مثل "جبل الجوفة" و"الأشرفية" و"القلعة" و"اللويبدة" و"الحسين" و"الأردن تجدد إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة" href="../../../breakingnews/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86-%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D8%AF-%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9.html" target="_blank">عمّان" و"النصر" تُشكّل المعالم المحورية في المدينة إلى جانب "الأخضر" و"القصور" و"النزهة" و"النظيف" و"التاج" وغيرها تبدأ من 750 متراً وتصل إلى 1400 متر فوق مستوى سطح البحر .
تقع منطقة جبل الجوفة وسط البلد ويُعتقد أنَّ تسميتها مقترنة باستيعابها أهم المعالم الأثرية هناك وهو المدرج الروماني ضمن "تجويف" يربط سفح المكان بأسفله وكان يوجد في الضفة المقابلة لمقر مكتبة أمانة العاصمة العامة القائمة حاليا أول مبنى لمجلس الوزراء، قبل إزالته ضمن توسعة السوق الشعبي التجاري المكتظ بمحال مختلفة تعج بالحركة ليل نهار، وتضم المنطقة عددًا من البيوت العتيقة منذ عشرينات القرن المنصرم بعضها تحوّل إلى مزارات تُشبه المتاحف وأخرى لا تزال متوارثة للسكن عبر الأجيال فضلاً عن مساجد صغيرة تُضفي مشاعر روحانية خصوصًا في طريقة تشييدها أبرزها مس سياحيا جد "الجوفة القديم" يعود إلى أكثر من نصف قرن مُستندا إلى مواد صخرية جميلة تعلوها قبّة خضراء وارفة .
واكتسبت منطقة جبل الأشرفية تسميتها بسبب ارتفاعها عن سواها وإشرافها على وسط وشرق عمّان، وتتميز باصرار أهلها على الاحتفاظ بمظاهر تقليدية قديمة سواء عبر بيوتٍ عتيقة ومحال ومقاه شعبية صغيرة لا تزال تستخدم وسائل التعامل المُرتبط بعادات وجلسات الجيران والعائلات المُتقاربة بين الأحياء الضيّقة .
وتنفرد منطقة جبل القلعة بحصدها إقبالا سياحيا لافتا سواء للتمتع بزيارة تفاصيل الموقع الأثري الذي يحمل اسم "القلعة" أو حضور حفلات موسيقية وفنية متنوعة حيث يُقام سنويا مهرجان غنائي ثقافي يجمع الماضي مع الحاضر عبر فقرات متباينة .
ويكتسب موقع القلعة الأثري في المنطقة أهمية خاصة توجزها مراجع تاريخية في اتخاذ "العمّونيون" المكان مقرا للحكم وإدارة شؤون المدينة، تلاهم اليونانيون والرومان قبل بناء القصر الأموي المُحتفظ بأركانه حتى الآن فضلاً عن أعمدة رومانية ماثلة إلى جواره وبقايا آبار وتماثيل يُقال إن أبرزها يُجسد "هيكل هرقل" إلى جانب مرافق استخدمت للعبادة وأخرى للتزوّد بعتاد الحراسة والحماية وفي الموقع يوجد متحف للآثار يحتوي على مقتنيات تسرد رحلة الإنسان في المنطقة . منطقة جبل عمّان تعتبر المثال الأبرز للجمع بين أوجه الطبقات الاجتماعية المختلفة وذلك بسبب الأطراف المترامية على الشقين الغربي والشرقي للعاصمة حيت تتوزع أفخم الفنادق من ناحية وتظهر المباني والبيوت والشوارع العتيقة التي ضربت بعضها عوامل الطبيعة من ناحية أخرى .
يتصدر "الدوار الأول" مدخل المنطقة وهو الأول ضمن العاصمة في مكانه الحيوي المؤدي إلى أهم شوارع السياحة مشيا على القدمين "شارع الرينبو" على جانبيه مجموعة محال لبيع الأدوات التراثية والفخاريات والسجاد وقطع تذكارية بينما يقود تفرّعه الأوسع إلى اليسار صوب مساحة تُقام فيها كل جمعة فعاليات "سوق جارا" الحافلة بالاستعراضات وترويج المشغولات اليدوية ونتاج جمعيات خيرية وشعبية وتقديم فقرات ترفيهية متنوعة .
ورغم حيوية موقع منطقة جبل النصر شرق عمّان على اعتباره ممرا رئيسيا بين أحياء ومناطق أخرى على الأطراف إلاّ أنه الأقل حظا وبروزا بين مرتفعات الجبال السبعة المتصّلة المنفصلة في العاصمة وأكثر ما يقترن ذكره باحتفاظ القاطنين هناك وفق كثافة سكانية مرتفعة نوعا ما بتفاصيل حياتهم البسيطة وإبداء علامات الرضا والقناعة حيال أعمال ومهن شعبية تكفل مصدر رزقهم اليومي.
أرسل تعليقك