واشنطن ـ عادل سلامة
كشفت صحيفة "التليغراف"، أنّ شركة سياحة أميركية أصبحت متورطة في مشكلة قانونية مع سلطات صقلية، بعد أن دعت ابن أحد أعتى زعماء "المافيا" في ايطاليا؛ لإلقاء محاضرة لمجموعة من السياح في باليرمو.
كانت شركة "أوفرسيز ادنفنتشرز ترافل "Overseas Adventure Travel" التي مقرها بوسطن، طلبت من انجيلو بروفنزانو التحدث إلى 15 من السياح في فندق "بلازا أوبرا" عن والده، برناردو، الملقب بـ"بيني الجرار" لأنه على حد تعبير أحد المخبرين "كان يحطم الجزء الأسفل لأي شخص".
والاتهام الموجه للشركة هو "تمجيد دور برناردو بروفنزانو" ذو 82 الذي أدين بسلسلة من جرائم القتل، بما في ذلك اثنين من القضاة؛ أثناء وجوده في "مافيا صقلية" المعروفة باسم "كوزا نوسترا".
أمّا انجيلو ذو (39 عامًا) فهو أحدا نجلي زعماء "المافيا"؛ الذي سرد طفولته مع والده الذي هرب وعليه أحكام بإجمالي 43 عامًا، ثم في نهاية المطاف تم القبض عليه من قبل الشرطة في مزرعة في صقلية عام 2006، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وقد أثار حديث انجيلو في باليرمو جدلًا في مدينة صقلية، مع شخصيات بارزة؛ تحثّ شركة السياحة بسحب البرنامج.
وفي سياق مختلف بيّن المدعي العام في باليرمو، ليوناردو أجوتشي، الذي حقق في العديد من قضايا "المافيا" خلال لقاء صحافي أنّ "هناك خطر من هذه المحادثات أن تتسبب في تمجيد بروفنزا"
كما تمنى جوزيبي لميا، وهو سياسي والرئيس السابق للجنة "إنتي مافيا" Antimafia" الإيطالية الصقلية، من انجيلو أن "يجد الوقت لإجراء محادثات مع القضاة حول أين يمكن العثور على الأصول المملوكة للعائلة".
من جانبها قالت رئيس نقابة "سجيل"CGIL" في كورليوني، وهي المدينة التي أنجبت بعض القادة الأكثر قسوة من "المافيا" الصقلية، "يجب أن تحكى القصة الحقيقية للمافيا من قبل عائلات الضحايا".
الجدير بالذكر أنّ وسائل الإعلام الايطالية، ذكرت أنّ السياح الأميركيين تعاطفوا مع انجيلو الذي لم يكن المتهم بارتكاب أية مخالفات، وقالوا له "إنّه لا ينبغي أن يكون مسؤولًا عن جرائم والده".
من جهته، دافع المدير الاقليمي للشركة، سالفو كاسشنو، حول تلك المشكلة مشيرًا "لدينا ضيوف من 60 دولة، يرغبون في الحصول على معرفة البلد التي يزورنها".
وأضاف "نحن في Portopalo نساعد في تلبية مطالب السياح والمهاجرين الذين وصلوا حديثًا إلى صقلية، وهناك أيضًا هذه الجولة مع "المافيا"، نحن نساعدهم على فهم جنوب إيطاليا وجميع مشاكلها".
ولفت انجيلو إلى أنّ الحديث "مسألة شخصية"، وأصر بأنّ لديه الحق في الحياة الخاصة.
أرسل تعليقك