تتميز مدينة بيت لحم بمكانة دينية عالمية مهمة جعلتها محط أنظار العديد من السياح باختيارهم المدينة كأول الأماكن التي من أجلها يزورون فلسطين بمقدساتها تقربًا من الله.
المرتبة الثانية بعد القدس
ونظرًا لمكانتها المقدسة فهي تأتي في المرتبة الثانية سياحيًا بعد مدينة القدس مما دفع العديد من أبناء المحافظة للاستفادة اقتصاديًا من أهميتها فأقاموا العديد من المشاريع السياحية كالفنادق والمطاعم والمنتزهات والمحال التجارية لبيع الصور التذكارية وبعض الآثار كالتحف والزجاج والمنحوتات الخشبية للرفع الوضع الاقتصادي.
الاحتلال يقتل السياحة
ونظرًا لوقوع المدينة المقدسة تحت الاحتلال الإسرائيلي أثر سلبًا على السياحة والاقتصاد الوطني ونظرة العالم إلى فلسطين والفلسطينيين بسبب السياسة الإعلامية المتبعة من قبل الاحتلال في تشويه صورة الفلسطيني عالميًا، مما يجعل السائح محدودًا في التعامل مع الفلسطينيين.
الحالة الأمنية
وأكّد مدير العلاقات العامة في وزارة السياحة والأثار في بيت لحم، جريس قمصية، لفلسطين اليوم: بأنَّ وضع السياحة في المدينة مرتبط بالحالة الأمنية السائدة في المنطقة فعندما تكون الأوضاع السياسية هادئة بين الاحتلال والفلسطينيين يرتفع إقبال السياح في زيارة بيت لحم ومقدساتها وعندما تندلع مشاكل بين الاحتلال والفلسطينيين يقل حجم الاقبال وأحيانًأ ينعدم.
وأضاف قمصية، بأنَّ الاحتلال هو العائق الأول في وجه السياحة في بيت لحم لأنَّه يتحكم بالسياح والفترة الزمنية لزيارتهم للمدينة المقدسة وعدم معرفة أوقات دخول السياح لبيت لحم ومن يرافقهم بالإضافة لتحكمه الاحتلال بنقل السياح في حافلات إسرائيلية.
معلومات مغلوطة
وأشار قمصية إلى أن من أهم المشاكل التي تواجه السياحة في بيت لحم هي مشكلة المرشدين السياحيين الإسرائيليين الذين يقومون في بعض الأحيان بتغيير تاريخ المدينة فمثلًا يشرحون لسياح بأنَّ حصار كنيسة المهد عام 2004 كان من قبل المسلمين الذين حاصروا رهبان مسيحيين واطلقوا النار عليهم، موضحًا بإنَّ العديد من المرشدين السياحيين الإسرائيليين تم فصلهم ومنعهم من الدخول لبيت لحم لتشويه تاريخ المدينة.
وعن كيفية السماح لدخول المرشدين الإسرائيليين لبيت لحم قال قمصية: إنَّ المرشدين الإسرائيليين يدخلون بيت لحم كزوار وضيوف ومرشدين سياحيين لا يشوهون صورة المدينة، وإنما يتكلمون بصدق واضح عن تاريخها واي دليل اسرائيلي يخالف ذلك يفُصل مؤكدًا على أنهم مراقبون من قبل شرطة السياحة الفلسطينية وحراس الكنائس الذين يتابعون كل كلمة تُقال لسياح.
المرشدون السياحيون
وعن المرشدين السياحيين الفلسطينيين أوضح بإنّ السياح ينقسمون إلى قسمين الأول يأتي لزيارة إسرائيل (الأراضي المحتلة) عن طريق مكتب إسرائيلي وهنا يكون الدليل إسرائيلي حيث يرافقهم طيلة رحلتهم حتى في زيارة الضفة الغربية لعدم وجود قانون يمنع الإسرائليين من دخول المناطق الفلسطينية، والأخر يأتي لزيارة فلسطين والأماكن المقدسة فيكون الدليل فلسطيني مرافقًا لهم في رحلتهم حتى في زيارة الأراضي المحتلة، مشيرًا إلى أن هناك (43) دليلاً سياحيًا فلسطينيًا يحملون تصاريح العمل في السياحة والتجول في جميع أنحاء فلسطين سواء كانت الضفة الغربية أو الأراضي المحتلة.
أفضل من غيرنا
وأشار قمصية لـ"فلسطين اليوم" إلى أنَّ الوضع السياحي والاقتصادي في بيت لحم أفضل من غيره في باقي المحافظات الفلسطينية بعد مدينة القدس.
عيد الميلاد
وعن تحضيرات وزارة السياحة للأعياد الميلادية، قال قمصية بإنَّها ستكون مثل تحضيرات العام الماضي من حيث مرافقة البلدية والكنائس والمشاركة في المهرجانات والاحتفالات التي ستقام في ساحة المهد خلال أيام الأعياد، مضيفًا بإنّ أعياد الميلاد فرصة لترويج لبيت لحم بإنها مدينة محبة وسلام وتقريب العالم المسيحي من فلسطين وبيت لحم بشكل خاص كونها مهد المسيح عليه السلام.
أهم المعالم
ويذكر أن من أهم المعالم السياحية في بيت لحم كنيسة "مهد المسيح" عليه السلام أقدم كنائس الأرض ومغارة "الحليبوهي" المكان التي أرضعت فيه مريم العذراء عيسى عليه السلام عندما كانت مختبئة من جنود "هيرودس" أثناء توجهها إلى مصر، وكنيسة "العذراء" وكنيسة القديس "نيقولا" المتواجدات في "بيت جالا" وتابعات للروم الأرثوذكس، وحقل الرعاة الواقع شرق مدينة بيت ساحور شرقي بيت لحم، ودير القديس "ثيودوسيوس"، ودير "مار سابا"، ودير "مار إلياس"، ودير "الجنة المقفلة" الواقع في قرية "إرطاس" والتي تديره الراهبات، وتل "الفريديس" "هيروديون"، ووادي "خريطون"، وآبار "النبي داود"، بالضافة إلى متحف بيتنا التلحمي القديم، و"برك سليمان" في الخضر.
أرسل تعليقك