السياحة التونسية في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

تحذيرات من صعوبة سداد الديون الدولية وتراجع النمو الإجمالي

السياحة التونسية في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - السياحة التونسية في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

شاطئ فندق "إمبريال مرحبا" في منتجع سوسة
تونس - كمال السليمي

تعتبر الأضرار التي لحقت بالسياحة في تونس عميقة ودائمة، بعد مرور أقل من شهر على الهجمات المتطرفة التي وقعت على شاطئ فندق "إمبريال مرحبا" في منتجع سوسة السياحي.

ومن المرجح أن تتدهور السياحة التي تمثل شريان الحياة لاقتصاد الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، بعد مقتل 38 سائحًا أغلبهم من البريطانيين، في 26 حزيران / يونيو الماضي.

ومن المتوقع أن تخسر السياحة حجز مليوني ليلة في الفنادق التونسية خلال العام المقبل، وذلك بعد أن وجهت الحكومات الأوروبية والحكومة البريطانية الأسبوع الماضي، تحذيراتها إلى مواطنيها بأنهم لن يشعروا بالأمان على شواطئ تونس.

ويبدو أن تونس تواجه الآن أصعب اختبار لها، بسبب فشلها في تأمين البلاد ضد التطرف، في الوقت الذي تحمي فيه الحريات التي فازت بها حديثًا، وهو الأمر الذي سيتردد صداه في جميع أنحاء المنطقة.

ويتضمن الجزء الكبير من التحدي الذي يقع على عاتق الحكومة، احتواء التداعيات الاقتصادية للعزوف السياحي، والاضطرابات الاجتماعية التي تنجم عن فقدان جماعي للوظائف في صناعة السياحة.

وأفاد السائح الاسكتلندي دارين بلاكري: "تعتبر السياحة مصدر رزقهم، فالأمر لا يؤثر علينا فقط كبريطانيين عليهم العودة إلى موطنهم، بل سيؤثر الأمر أيضًا على تونس نفسها، فهي بحاجة لكسب لقمة العيش، وستجد صعوبة للغاية في مواجهة ذلك بدون السياح".

ويقيم بلاكري في فندق "بيليزير ثالاسو" الذي يمكن أن يتسع إلى 552 نزيلًا، ويؤكد مديروه أنه عادة ما يكون كاملًا في هذا الوقت من العام، لكنه تبقى الجمعة 31 نزيلًا فقط، وبعد مغادرة البريطانيين تبقى 15 سائحًا فقط، وألغي حوالي 1155 شخصًا حجوزاتهم الفندقية منذ أسبوعين بعد وقوع هجمات سوسة.

وتكثر القصص المشابهة التي تتعلق بفنادق أخرى على الشاطئ التونسي الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط، حيث يسعى موظفو المنتجع  إلى البحث عن عمل في مكان آخر، ويحتار مديرو الفنادق بين غلق الفنادق وميعاد ذلك أو إبقاء أبوابها مفتوحة.

وأفاد رئيس اتحاد الفنادق التونسية رضوان بن صلاح، أنه تم إغلاق 23 فندقًا بالفعل، منذ هجمات سوسة، وأضاف أنه لم تتبق أي من الأسواق الأوروبية بشكل عملي، وتابع أن الصورة تبدو سوداء تقريبًا.

وتحدث دليل الجمال فيصل ميهوب، عن تجربته حيث نقل مجموعة سياحية إلى بر الأمان خلال هجمات سوسة، وآوى بعضًا منهم في منزل رئيسه، واعتاد السياح على زيارة منطقة ميناء القنطاوي في سوسة منذ 40 عامًا، حتى قبل ولادة ميهوب البالغ من العمر (34 عامًا، ويعتقد أن السياح لن يعودوا مجددًا بعد الأحداث الأخيرة.

ويتمكن ميهوب من كسب نحو 1300 دولار بعد العمل بدون توقف خلال فصل الصيف، وهذا عادة ما يكفيه للعيش خلال فصل الشتاء، ولكنه هذا العام بالكاد  كان يعمل قبل شهر واحد من هجمات سوسة المتطرفة، التي أحاطت مستقبله بظلال من الشك، حيث يعتمد اقتصاد المنطقة على منتجعات الشاطئ، وذكر ميهوب: "لا نتمكن من كسب أي مبلغ خلال فصل الشتاء، فهو مكان سياحي خاص بفصل الصيف".

ويعمل في مهنة السياحة حوالي 400 ألف شخص في البلد التي يبلغ تعداد سكانها عشرة ملايين نسمة، وشكل دخل السياحة حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2014، وبدأت المهنة السياحة تئن  بعد الهجوم الأخير على أحد المتاحف الكبيرة في تونس في آذار / مارس الماضي، التي خلفت22 قتيلًا، معظمهم من السياح الأجانب.

وحذر وزير الاستثمار التونسي، من أن تواجه البلاد صعوبات في سداد ديونها الدولية مع تراجع في عائدات السياحة، حيث من المتوقع أن ينتهي العام المالي في تونس بإجمالي ديون تصل إلى 25 مليار دولار، ويفيد البنك المركزي أن النمو الإجمالي سيتراجع من 2.4% إلى 1.7 % هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

ويشار إلى أن الإحباط بسبب البطالة والفساد، كان السبب الرئيسي وراء اندلاع الاحتجاجات الماضية التي أدت إلى قيام ثورة أسقطت النظام الدكتاتوري في تونس عام 2011، وهي الحركة الثورية التي ألهمت مصر و سورية، ولكن من الواضح أن الإحباط هذه الأيام بدأ في النضوج، خصوصًا بعد الهجمات المتطرفة الأخيرة.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياحة التونسية في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها السياحة التونسية في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday