بكين ـ علي صيام
غمرت الأعشاب الخضراء الشواطئ التي تعد من المقاصد السياحية الساحلية الأكثر شعبية في الصين، ولكن السائحين في مدينة تشينغداو في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين لم يسمحوا لهذه الطحالب بإفساد عطلتهم وأخذوا يمرحون على الشاطئ غير مبالين بهذا الغزو الذي يحول الشواطئ الذهبية في تموز / يوليو من كل عام منذ 2007 إلى مروج خضراء تعكف السلطات المحلية على استغلالها في مجموعة من الاستخدامات.
ولا يزال الغموض يسيطر داخل الأوساط العلمية على الأسباب الداعية إلى حدوث مثل هذه الظاهرة، وتلقي العديد من النظريات اللوم على تغير المناخ والتلوث الصناعي مع ارتفاع درجة حرارة البحر في الصيف، ما يساهم في نمو الطحالب بشكل سريع.
وينتج التلوث الساحلي من تصريف الأسمدة ومياه الصرف الصحي بما في ذلك من فوسفات ونترات وهو ما يوفر للطحالب البيئة المثالية، بينما يشير البعض الآخر إلى أن التوسع في استزراع الأعشاب البحرية بطول الساحل هو ما يتسبب في حدوث هذه الظاهرة.
وتسببت موجة الوحل الكثيف في عامها التاسع تقريبًا في إفساد دورة الألعاب الأوليمبية التي عقدت في بكين عام 2008 حينما اختيرت تشينغداو لتكون مكانًا لعقد سباقات الزوارق الشراعية الأوليمبية.
وعلى الرغم من كون الأعشاب بصفة عامة غير ضارة بالبشر، إلا أن وجودها بكميات كبيرة قد يكون خطيرًا لأنها تتحلل وتنتج غاز كبريتيد الهيدروجين السام، كما قد تكون خانقة للحياة البحرية نظرًا لأنها تمتص الأكسجين من الماء.
وغطّى المد الأخضر عام 2013 أكثر من 7500 ميل مربع من الساحل، وهي المساحة التي تقترب من مساحة ويلز، الأمر الذي ينبغي معه تدخل الجيش للمساعدة في التنظيف.
وعمد أكثر من عشرة آلاف متطوع وألف جندي على إزالة 20 ألف طن من الوحل خارج البحر، كما تجري السلطات معالجة لهذه الأعشاب البحرية داخل المستودعات بعد أن يتم تجفيفها واستغلالها في العلف الحيواني والأسمدة أو الإمدادات الطبية المعروفة باسم "سكر نيوتاي" الذي يعتقد بأنه يساعد على خفض نسبة السكر في الدم.
أرسل تعليقك