200 حاج يفقدون الأمل بالسفر إلى مكة بحجة خلل فني في قراءة جوازاتهم

لم يتمكن حوالي 200 مواطن مسجلين للحج في قطاع غزة ممن صدرت أسماءهم في القرعة التي أجرتها وزارة الأوقاف في قطاع غزة من السفر إلى الديار الحجازية هذا العام وذلك بسبب خلل فني في السفارة السعودية في القاهرة، حسب ما أفادت به وزارة الأوقاف في غزة في بيان لها أكدت خلاله أن المشكلة كانت بسبب استخدام نظام إلكتروني جديد في طريقة التفييز.

السبب لم يقتنع به المواطنون الذين أكدوا أن طرق أخرى يتم فيها قراءة الجواز غير الماسح الضوئي وبعض هؤلاء الحجاج المرفوضين سبق أن اعتمروا على نفس جواز السفر ولم يتم رفض جوازاتهم وبقى الأمر غامض متهمين وزارة الأوقاف في غزة بالإهمال والتقصير متابعة الأمر، لاسيما عندما تم الكشف عن خروج بعض المواطنين من غزة للحج ممن لم يكونوا أسماءهم ضمن القرعة الأخيرة الأمر الذي أكد الاعتقاد أن مواطنين خرجوا على حساب مواطنين آخرين خرجت أسماءهم في القرعة بشكل علني فيما قال أحد الصحفيين في غزة "إن هناك "بيزنس" كبير وهناك جوازات لحجاج أغنياء يتم التفييز لهم بدلًا عن هؤلاء الذي لم يقرأ الماسح جوازاتهم ويتم استبدالهم حتى لا يضيع مكان حجاج قطاع غزه".

ويضيف الصحفي هشام ساق الله أن فوضى ما بعدها فوضى في عملية تغيير أسماء والاتصال بحجاج لم يكونوا مسجلين حتى يتم تسجيلهم من قبل اللجنة المشتركة للحج والتي تضم حركة "حماس" في غزة.

وأفاد مصدر مطلع أن أكثر من 140 حاج وجدوا أنفسهم مسجلين بدل من الذين لم تقرأ جوازاتهم ولم يجدوا مكتب حج يرعى حجهم وتقديم الخدمات لهم فيما وعدت الوزارة آخرين بالسفر في آخر يوم من فتح معبر رفح وهم غير مسجلين للحج .

وتساءل هؤلاء الحجاج ماذا يفعل هؤلاء الإداريون الذين يسافروا قبل موسم الحج بشهر ويتقاضوا بدل مهمات إضافية وغير مستضافة ومكافآت حتى يتم اكتشف هذا الأمر في آخر أيام السفر للحج حتى يضيعوا على من يفترض أنهم الآن يطوفوا في مكة وبآخر لحظه يتم إبلاغهم أن جوازاتكم غير مفيزة .

الصحفي عبد الغني الشامي مدير وكالة قدس برس في قطاع غزه حصل على إجازة من وكالته ودفع ما عليه من رسوم هو وزوجته وجهز أمره فوجئ اليوم أن اسمه لم يتم التفييز له رغم أن عبد الغني سافر على الأردن وعلى قطر والولايات المتحدة الأميركية وزوجته لديها فيزه مكتب السفر يقول له بإمكان زوجتك أن تسافر كيف تسافر وزوجها محرمها لم يحصل على فيزا .

المُسن حسين عودة ماضي (65 عامًا) حزم أمتعته وجهز نفسه، وبدأ باستقبال أقاربه قبل أيام من موعد سفر حجاج قطاع غزة عبر معبر رفح البري جنوبي القطاع، لتهنئته بنيل شرف زيارة بيت الله الحرام.

ولم يعلم المُسن أنه سيكون ضمن الأسماء التي تعرضت جوازاتهم لمشكلة فنية وهي عدم تعرف الماسح الضوئي الذي تستخدمه السفارة السعودية في القاهرة، وهو نظام حديث تم تطبيقه هذا العام لتفييز جوازات الحجاج.

وقال ماضي :"حلمي الذي كنت أحلم به منذ أعوام طويلة تبخر بعد سماعي عدم تمكني من السفر للديار الحجازية لأداء فريضة الحج لهذا العام، خاصة أنني جهزت نفسي أنا وحرمي بعد وقوع أسمائنا ضمن الأسماء التي سيسمح لها بالسفر لأداء الفريضة التي يتمناها كل مسلم."

وأضاف قمت بالتسجيل في مكاتب الحج والعمرة عدة مرات ومنذ أعوام طويلة، ولم يتم اختيار اسمي سوى هذا العام فلماذا أحرم من أداء فريضة الحج وزيارة بيت الله الحرام، وأنني أنتظر بشغف كبير نيل شرف الجلوس في أكناف بيت الله".

ولا يختلف حال ماضي عن حال عبد السلام جربوع (50 عامًا) الذي لم يتمكن من مرافقة زوجته إلى الديار الحجازية بسبب وقوع جوازه ضمن الجوازات التي لم تفيز بسبب العطل الفني.

وأوضح جربوع أنه توجه إلى المعبر برفقة زوجته في اليوم الثالث من فتحه استثنائيًا من قبل السلطات المصرية لسفر الحجاج، إلا أنه تفاجئ بعدم السماح له بالسفر لأداء فريضة الحج لهذا العام، وذلك بسبب عدم وصول جوازه بحسب ما تم إبلاغه به.

وتابع وعلامات الغضب تظهر على وجهه :"لماذا نتعرض للظلم، فزوجتي تحتاج لمحرم يكون مرافق لها والآن هي تمكنت من مغادرة قطاع غزة وأنا لم أتمكن من ذلك، رغم أنني متشوق وبشكل كبير لزيارة بيت الله الحرام الذي كنت أحلم به منذ طفولتي."

وناشد جربوع السفارة السعودية في القاهرة والرئيس محمود عباس ووزير الأوقاف يوسف ادعيس وجميع الجهات المسؤولة بضرورة العمل وبشكل سريع على حل هذه المشكلة التي واجهت عدد كبير من حجاج قطاع غزة.

وأوضح وزير الأوقاف والشئون الدينية الشيخ يوسف ادعيس أن السبب في عدم تفييز بعض جوازات حجاج قطاع غزة، هو خلل فني ناتج عن النظام الإلكتروني الحديث الذي تستخدمه السفارة السعودية في القاهرة، حيث لم يتمكن الماسح الضوئي "النظام الجديد" من قراءة الكود الخاص بجوازات بعض الحجاج.

وأضاف "رفض سفر بعض حجاج قطاع غزة ليس له علاقة بأمور سياسية أو أمنية، لكن هذا المشكلة نتجت عن النظام المحوسب والجديد الذي تستخدمه السفارة السعودية، وهذا الخلل الفني حدثت قبل ذلك في عدد من الدول العربية."

ونفى ادعيس عدد الجوازات التي لم تفيز المتداول في وسائل الإعلام، مبينًا أنهم سخروا كافة الإمكانات ويبذلون الجهود لحل هذه المشكلة التي واجهت حجاج قطاع غزة.

ونوه إلى أن السفارة السعودية في القاهرة تسعى بكافة إمكاناتها وتبذل كافة جهودها لإنهاء حل إشكالية جوازات حجاج قطاع غزة التي لم يتعرف عليها الماسح الضوئي.