إهمال سمعة السعيدية عامة وشاطىء الجوهرة الزرقاء خاصة
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

تعاني من الفساد وغياب المسؤولين

إهمال سمعة السعيدية عامة وشاطىء الجوهرة الزرقاء خاصة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - إهمال سمعة السعيدية عامة وشاطىء الجوهرة الزرقاء خاصة

شاطئ السعيدية
الرباط - إدريس الخولاني

يقع شاطئ السعيدية في المغرب على حوض البحر الابيض المتوسط ويبعد عن وجدة قرابة الـ 60 كم و التابع ترابيا إلى إقليم بركان، تلك الجوهرة الزرقاء التي فقدت الكثير من بريقها، مشاكل متراكمة ، في غياب رؤية واضحة لتسيير مدينة أصبح ينظر إليها كقاطرة للتنمية في المنطقة. تعتبر الجوهرة الزرقاء وجهة وواجهة سياحية تقل مثيلاتها، وقبلة لساكنة المغرب الشرقي وباقي مدن المملكة، بالإضافة الى استقبالها لسياح أجانب، خصوصاً منذ أن تعزّزت مكانتها بالمحطة السياحية المعتبرة من المشاريع الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس منذ 2003 .الا انه وبالإضافة الى المشاكل العديدة كعجز وزارة السياحة على مواكبة المدينة والمارينا" المحدثة بها،" يسجّل غياب الحكمة وانعدام الحلول الاستراتيجية لانقاذ المدينة.

تاريخ تسمية السعيدية

تقع مدينة السعيدية الشاطئية في أراضي اولاد منصورالتي تنتمي إلى مجموعة قبائل تريفة ( العثامنة وهوراة وأولاد الصغير)  وهي  القصبة التي بناها المولى الحسن الاول سنة 1883م. عند مصب وادي كيس، لتكون معلمة بارزة تحصن التراب الوطني من كل توسع محتمل من قبل الفرنسيين، بالاضافة إلى محاربة التهريب الذي كان متفشيا عبر خط الحدود، إذ كانت تهرب الماشية والابقار باعداد كبيرة نحو غرب الجزائر، ولما شرع في بناء هذه القصبة إحتجت السلطات الفرنسية عليها لانها اعتبرته خرقا لما جاء في البند الاول من إتفاق "للا مغنية سنة 1845م" ناسية او متناسية ما اقدمت عليه سنة 1882م من بناء برج غير بعيد عن وادي كيس بدعوى حماية سوق اسبوعي "سوق الحيمر"، وبذلك ضربت البند الاول من المعاهدة عرض الحائط (والبند الاول ينص على عدم إشهار معالم الحدود بالحجارة او عدم البناء بخط الحدود) ، حيث كان الشروع في بناء القصبة في بداية شهر يونيو 1883 تحت إشراف عامل وجدة عبد المالك السعيدي ، وانتهت أشغال البناء في بداية سنة 1884، وقد اشتهرت القصبة في بداية عهدها باسم "القصبة السعيدة"،ب" قصبة عجرود"، سعيدة عجرود،" القصبة السعيدة، السعيدة ) الى أن فرضت سلطات الاحتلال اسم السعيدية بحكم الأمر الواقع ، ومن المرجح أن يكون ذلك نسبة إلى عامل وجدة عبد المالك السعيدي، الذي أشرف على أشغال البناء كما  تؤكد كتب التاريخ.


تراكم النفايات وتفشي مظاهر العفونة على شاطئ السعيدية و في شوارع وجنبات وزوايا و أزقة المدينة ، ذلك أن الشركة المسماة "أزون" و المستفيدة من صفقة التدبير المفوض تقوم بعملية انتقاء النفايات في شارع محمد الخامس و فنادق المحطة السياحية ، كما أن المجلس البلدي فشل في تنظيف مدينة السعيدية  و جمع النفايات بها ، بل حتى الصفقة التي أبرمت مع إحدى شركات التدبير المفوض لم يظهر لها أي أثر مما يطرح عدة استفهامات و يستدعي فتح تحقيق حول هذه الشركات .


وتؤرق الخروقات والاختلالات سكان المدينة و تشوه سمعة الجوهرة الزرقاء بتواطؤ مشترك مع السلطات والمنتخبين، فقد حوّل الواد الحار حياة الناس إلى كابوس يومي في كل أحياء و شوارع السعيدية ، خصوصاً  "حيّ الوحدة" و" حيّ الدراق" و""حيّ اتريفة ، أو بالمحطة السياحية  "فاديسا"، و ذلك نتيجة الخروقات و الغش في الصفقات و حماية شركات التي فوض لها تدبير هذا المجال لتي لم تنجز مشروع التطهير السائل في الوقت المحدد وفوضت بدورها هذا المشروع إلى شركة إسبانية أخرى ثم إلى شركة مغربية ضد القانون، و بعلم من المكتب الوطني للماء الصالح للشرب و المكتب المسير للمجلس البلدي و السلطة بالسعيدية ، وقامت هذه الشركة بقطع الأسلاك الكهربائية في العديد من الأحياء، و أوقفت الأشغال في أوقات الذروة "فصل الصيف" لكي تترك سكان السعيدية في مستنقع كبير من المياه الأسنة وتعرضهم لجميع الأمراض المتنقلة بمباركة من المجلس البلدي و غض الطرف من طرف السلطة . وبالرغم من إحتجاج مجموعة من السكان وطرح السؤال نفسه عن السند القانوني لاستغلال مخيمي "شمس " و" الأمازون"، واستغلال شركة" COPISA" جانبا من المخيم الأمازون بالأليات و الجرافات و غيرها و الإجهاز على أشجار هذا المخيم، بيئة مهملة ومهمشة في مقابل " الكرم الحاتمي " الذي تحظى به الشركات و المطاعم من طرف المجلس البلدي و السلطة حيث تم حرمان شباب مدينة السعيدية من صفقة مواقف السيارات و ذلك بتعطيل ملفهم من طرف النافذين في المجلس لكي يسند الرئيس هذه الصفقة بطريقة الامتياز في ظروف غامضة لأحد المستغلين .

وتستمر معاناة السكان من الفيضانات  حيث تشهد مدينة السعيدية كلما تهاطلت أمطار ،ولو بمقاييس متوسطة، حالة من الفيضان يتسبب في أضرار بليغة وأصبحت المنازل محاصرة بشوارع مملوءة بالمياه وكثرة المستنقعات والبرك" بحي الوحدة وحي أولاد سيدي عبد المومن "وأولاد حمان" وتجزئة "الدراق.  و كما جاء على لسان أحد الفاعلين الجمعويين بالسعيدية بنبرة حادة وقال :"تلكؤ الجهات المعنية في تحمل المسؤولية وإيجاد الحلول الملائمة لهذه المعضلة والاقتصارعلى  الترقيعات ، رغم كثرة احتجاجات المواطنين"،  أما السوق الجديد  فهو يشهد عدة اختلالات منها انتشار الفوضى و انعدام النظافة و غياب المراقبة حماية للمستهلك و غياب الأمن و انتشار الدعارة في بعض المحلات في حين يمتلك الوضع البيئي تدهورا منذ سنوات، ومن نتائج ذلك ظهور بقع سوداء على الشاطئ في المحطة السياحية هذه الأيام ونفوق كميات كبيرة من الأسماك بوادي ملوية مما يهدد صحة وسلامة الإنسان والحيوان والنبات في المنطقة.  

وتهدد الدراجات البحرية " jetsky " حياة المصطافينن خصوصاً السباحين منهم، كما استغلال الملك البحري من طرف أصحاب هذه الدراجات، ومن دون مراعاة سلامة المصطافين بحيث تنعدم الممرات و المجالات الخاصة لإبحار هذه الدراجات بعيدا عن أماكن السباحة ، مما تسبب في مجموعة حوادث. كما أن خروقات مجموعة من المقاهي و المطاعم في الشوارع الرئيسية المعروفة بعلاقة بأصحاب القرار حيث استحوذت على الأرصفة بشكل كلي مما يضطر الراجلين إلى المشي وسط الطريق المزدحمة بالسيارات. أما الضريبة على المشروبات الغازية  فلا تصل إلى 3000 درهم في السنة فإن مداخيل بعض المقاهي أو المطاعم خاصة الشاطئية منها قد يتجاوز 7 ملايين سنتيم في اليوم الواحد فتلك قصة اخرى.


ويساهم عدم توفر الحكمة الجيدة  في بروز مؤشرات سلبية و تراجع في مستوى التنمية الاجتماعية حيث لا زالت تراخيص البناء تسلم من أجل بناء الطابق الأول في حين يبنى فيها أكثر من طابقين، حيث تشهد المنطقة استغلالا كبيرًا للملك العمومي في غياب عملية ضبط البناء و تقنينه بالشكل المطابق للتصميم الحضري في مقابل التوسع العمراني سيؤدي لا محالة إلى أزمة اجتماعية مستقبلية، و الدليل في ذلك هو أن مجموعة من موارد المدينة المالية تتعرض للضياع و النهب.

وتحتاج المدينة الى متطلبات كثيرة كتوفير الماء الصالح للشرب و الكهرباء للسكان بالإضافة الى توسيع شبكة ألواد الحار و معالجة المياه العادمة التي يتمّ صرفها في مستنقع يهدّد حياة السكان بالروائح الكريهة و الناموس في غياب وسائل المعالجة. وتعتبر السلطات الإدارية المحلية و المركزية مسؤولة عما تشهده هذه المدينة  من خروقات في مجال التعمير و الترامي على الملك العمومي الذي أصبح عرضة للسطو و الاحتكار بشتى الوسائل و الطرق.

وينتظر سكان السعيدية أمام هذا الوضع الكارثي أن تقوم  الجهات المسؤولة للتحرّك بواجبها من أجل التخفيف من معاناتهم والقضاء على الفساد المستشري، والمحافظة على القيم والسياحة النظيفة ، بالإضافة الى الضرب بيد من حديد العابثين والمارقين على القانون والسالبين لحق السكان في الثروة الوطنية وحق العيش الرغيد في بيئة سلمية و نظيفة و تنمية سياحية مؤهلة تخلق الإستثمار والثروة  وترتقي بالوضع الإجتماعي  للسكان.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إهمال سمعة السعيدية عامة وشاطىء الجوهرة الزرقاء خاصة إهمال سمعة السعيدية عامة وشاطىء الجوهرة الزرقاء خاصة



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday