جزيرة جربة تعدّ من أجمل المقاصد السياحية في البحر الأبيض المتوسط
آخر تحديث GMT 07:24:15
 فلسطين اليوم -

تمتلك شواطئ ذهبية من الرمل الناعم وتحيط بها أشجار النخيل

جزيرة "جربة" تعدّ من أجمل المقاصد السياحية في البحر الأبيض المتوسط

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - جزيرة "جربة" تعدّ من أجمل المقاصد السياحية في البحر الأبيض المتوسط

جزيرة جربة
تونس - حياة الغانمي

تقع جزيرة جربة في قلب البحر الأبيض المتوسط  في جنوب شرق تونس في خليج قابس، واستطاعت على مدى التاريخ أن تسحر سكانها وزائريها بطقسها الرائع وأجوائها الجميلة، وتمتلك شواطئ من الرمل الناعم، تحيط بها أشجار النخيل. وأصبحت جزيرة جربة بفضل مطارها الدولي أحد أهمّ المقاصد السياحيّة في المتوسّط، لما تزخر به من فنادق فخمة وبنية سياحية متطوّرة، ومنذ بضع سنوات، انطلقت في الجزيرة عديد المراكز، للمعالجة بمياه البحر، وهي تقدم خدمات طبية متميزة، يزيد عددها عن 15 مركزًا.

جزيرة جربة تعدّ من أجمل المقاصد السياحية في البحر الأبيض المتوسط

ويربط طريق يعود إلى العصر الروماني جزيرة جربة بجرجيس، وهذه المدينة الواقعة في قلب غابات النخيل، تتميّز بمحطة سياحية مهمة، وهي شهيرة بشواطئها الذهبية من دون أن ننسى الحفاوة المتميزة وما تزخر به من معمار أصيل. وأهل جربة على معمارها على نمطه البسيط الفريد على الرغم من تطور الحياة الحضارية، كما حافظوا على سمة التعايش والتنوّع في الدين والعرق، لتكون بذلك واجهة سياحية فريدة وقبلة الحجيج اليهود، فبمناخها المعتدل الرائع وأجوائها الجميلة وشواطئها الرملية الناعمة وتضاريسها المنبسطة، ونخلها الباسق وشجر زيتونها الممتدّ على كامل أرجائها، استطاعت "جزيرة الصيّادين جربة" سحر سكانها الأصلين وزائريها الأجانب على حدّ السواء.

جزيرة جربة تعدّ من أجمل المقاصد السياحية في البحر الأبيض المتوسط

وتتميز جربة بشواطئها الذهبية وتربتها الرملية، وبهندسة معمارية فريدة، زاوجت بين الأصالة والحداثة، فالتركيبة المعمارية التقليدية التي تقوم على ما يطلق عليه اسم "الحوش" وهو عبارة عن منزل منطوي على ذاته يتّجه نحو الدّاخل، تمّ طلاء أرضه بالكلس، فيه منازل لا يمكن أن يتجاوز عرضها مترين ونصف (غرفة)، وبها فتحات تهوية يجمعها فناء واحد، ذي نوافذ منخفضة تحمي الغُرف من الحرارة والضوء، ويحيط به أشجار النخيل والزيتون.

وتوجد في جربة، 300  مسجد يطغى عليها اللون الأبيض، معظمها يتميز ببساطة معمارها وصغر مساحتها، وتواضع زينتها ونقشها، وتغيب عنها الزخارف المعتادة، منها عشرين مسجدًا تحت الأرض، تم تشييدها من خلال الحفر والنقش في أوائل القرن الثاني عشر ميلاديًا، موزعة على مختلف مناطق الجزيرة، وهي مثال عن تمازج الحضارة البربرية، التي سكنت البلاد منذ القدم بالحضارة الإسلامية التي طوّرت الجزيرة، بهندستها الفريدة من نوعها.

ومن هذه المساجد نجد "مسجد الوطا"، الذي يقع في المنطقة الريفية داخل غابة من الزيتون بين منطقة "سدويكش" والطريق الرومانية القديمة، على بعد 10 كيلومترات عن مدخل الجزيرة، ويتكون من فضاء خارجي وآخر داخلي، على عمق ثلاثة أمتار تحت الأرض، وبه مدرج، وفي الفضاء الخارجي للمسجد، توجد قبتان ويرتكز المعلم في الداخل على أعمدة وأقواس، وله محرابان؛ الأول كان يستعمله الإمام والثاني كان يستخدم في تدريس القرآن الكريم، في ذلك الوقت، وهناك أيضا جامع فضلون، ويقع بأطراف منطقة خزرون في الشمال الشرقيّ للجزيرة، ويقال إن تاريخه يعود للقرن الرّابع عشر ميلادي، ويتكوّن من وحدات عدة، منها بيت الصّلاة، الرّحبة، الكتّاب والملحقات الدّاخليّة، الميضأة، المخبزة، وطاحونة الحبوب. واستخدمت هذه المساجد في القديم كحصون دفاعية للاحتماء من خطر القراصنة والحملات العسكرية، لمعاضدة الأبراج، حيث يتم من خلالها إبلاغ الأهالي بالخطر القادم إلى الجزيرة، ليأخذوا حذرهم فتضيء منارات الحصون والجوامع، لبعضها متبادلة إشعارات الإنذار والتحذير من الخطر القادم، حسب عديد المؤرخين.

وعرفت جزيرة جربة باستقبالها واحتضانها للأقليات الدينية والعرقية، فكانت لهم ملاذًا آمنًا، فإلى جانب السكّان المسلمين الذي يعتنقون المذهب المالكي والإباضي، نسبة إلى أحد مؤسسيه عبد الله بن أباض الموري التميمي، يوجد في جربة حوالي 2000 يهودي من السكّان الأصليين لها، عاشوا في الجزيرة منذ الاف السنين. وفي شهر أيار/مايو من كل سنة، يقصد الاف اليهود من أنحاء العالم، "معبد الغريبة"، في جربة لأداء طقوس "زيارة الغريبة"، أو ما يعرف بـ "حج اليهود"، على مدى يومين. ويعدّ "معبد الغريبة"، الذي توجد فيه، بحسب الأسطورة، واحدة من أقدم نسخ التوراة في تونس، الكنيس اليهودي الأكبر والأقدم في أفريقيا ويعود تاريخه إلى قرابة 2600 عام، وتزعم بعض الروايات التاريخية أن امرأة يهودية قدمت إلى جربة واستقر بها الحال في مكان كنيس الغريبة الآن، وعرفت هذه المرأة بالكرامات فأقيم لها هذا المقام عند الممات، كما سمي الكنيس "الغريبة " نسبة إليها.

 ويتميز المجتمع الجربي بعادات وتقاليد طغى عليها الطابع العربي الإسلامي، ففي الأكل مثلا، تمثل الشرمولة والسمك المقلي الأكلة الرئيسية يوم عيد الفطر لسكّان جربة، والشرمولة هي عبارة عن مرق البصل والطماطم والفلفل الأحمر والزيت والملح. أما السمك فيقلى بالكركم والكمون والملح قبل العيد بيوم واحد. وتؤكل شرمولة جربة بخبز أصفر اللون، يسمى كسرة يصنع من الفارينة، وفي سائر الأيّام يكون الكسكسي المصنوع من القمح الصّلب، الّذي يتمّ طهيه بالبخار في وعاء ذي قعر مثقّب موضوع فوق قدر، يحوي مرق متكوّن من زيت الزّيتون والبصل والملح والهريسة، وبعض التّوابل والخضر، طعامهم الرئيسي.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة جربة تعدّ من أجمل المقاصد السياحية في البحر الأبيض المتوسط جزيرة جربة تعدّ من أجمل المقاصد السياحية في البحر الأبيض المتوسط



 فلسطين اليوم -

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ فلسطين اليوم
في مهرجان الجونة السينمائي 2024، تألقت الممثلة التونسية هند صبري بإطلالة مميزة أبهرت الحضور وجذبت الأنظار، اختارت هند صبري فستانًا باللون الوردي الراقي من توقيع علامة MOONMAINS، والتي تميزت بتصاميمها العصرية والأنيقة، الفستان تميز بقصته الأنيقة وأكمامه المنفوخة، التي أضافت لمسة من الأنوثة والرقي لإطلالتها، اللون الوردي اللامع أضفى على هند لمسة مشرقة وملفتة، تتماشى تمامًا مع الأجواء الاحتفالية للمهرجان. لم تكتفِ هند صبري بالفستان الراقي فحسب، بل أضافت لمسة من الفخامة على إطلالتها من خلال ارتدائها لمجوهرات مميزة من تصميم عزة فهمي، المصممة المصرية الشهيرة، اختارت سوارًا مزينًا بأحجار كريمة تضفي بريقًا إضافيًا على مظهرها، هذه المجوهرات لم تكن مجرد إضافة جمالية، بل كانت بمثابة تكريم للتراث المصري بلمسات عصرية تتماشى مع أجواء ...المزيد

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب لمواجهة ردود إيران المحتملة
 فلسطين اليوم - الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب لمواجهة ردود إيران المحتملة

GMT 21:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

التدخين يهدد صحة العين ويزيد خطر الإصابة بالغلوكوما
 فلسطين اليوم - التدخين يهدد صحة العين ويزيد خطر الإصابة بالغلوكوما

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 21:01 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح معرض "من الأعماق" في متحف عفت ناجي

GMT 07:23 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

تعرفي على طرق العناية بالشعر بعد "البروتين"

GMT 00:09 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بلاطة يهزم السموع ويتوج بلقب كأس أبو عمار

GMT 19:42 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الشطي يعلن أن مباراة القادسية والعربي تحمل طابعًا رسميًا

GMT 05:44 2016 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

أكثر من 25 ألف تلميذ فرنسي يشكون من صعوبة الاختبارات

GMT 09:08 2014 الثلاثاء ,16 أيلول / سبتمبر

طقس فلسطين: الحرارة حول معدلها السنوي العام

GMT 05:38 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ميريام عطا الله تبحث المشاركة في مسلسل جديد

GMT 02:47 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

المدافئ الكهربائية تتغلب على النمط التقليدي بأناقتها المميزة

GMT 17:14 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تركيا تتسلل عسكريا إلى سورية عبر "الباب"

GMT 20:58 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد صفوت ينضم لـ"فوبيا" خالد الصاوى
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday