قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار العزلة سر السعادة
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

اختاروا البُعد عن المجتمع الخارجي واكتفوا بمواردهم الطبيعية

قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار "العزلة سر السعادة"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار "العزلة سر السعادة"

قبائل السكان الأصليين حول العالم
نيودلهي - فلسطين اليوم

يعيش أفراد قبيلة من السكان الأصليين في أرخبيل آندامان الهندي، منذ قرون، في عزلة طوعية تامة، على غرار نحو مائة قبيلة أخرى لا تتواصل مع أي حضارة أخرى في العالم.

وفي صيف عام 2014، وعلى بُعد آلاف الأميال من الهند، ظهرت على الحدود الفاصلة بين البرازيل والبيرو مجموعة من الرجال العراة على ضفة أحد الأنهر، وهم يحاولون التواصل بلغة غير مفهومة. لكن الإشارات التي كانوا يوجّهونها نحو فريق من الكشّافة والباحثين على الضفة المقابلة كانت واضحة جدًا، كانوا يضعون الأيدي على بطونهم، للدلالة على الجوع الذي اضطرهم للخروج من عزلتهم السحيقة، وطلب المساعدة من العالم الخارجي.

اقرا ايضا برازيلي من سكان "الأمازون" ينجو من الإبادة ويلجأ إلى الغابات

تلك اللحظة، التي سجلتها عدسة أحد الباحثين، كانت أول ظهور معروف لمجموعة السكان الأصليين من قبيلة "ساباناهوا" التي تعيش في عزلة عن العالم داخل غابة الأمازون، قبل أن تهاجمهم مجموعة من المسلحين القادمين من أراضي البيرو، واضطرتهم لمغادرة القرى التي كانوا يعيشون فيها.

وفي مطلع عام 2015، تعرضت إحدى القبائل المعروفة باسم "آوا - غواجا" التي كانت تعيش منعزلة في ولاية "ماراناو" شمال شرقي البرازيل، لهجوم مماثل، دفعها إلى مغادرة الأراضي التي كانت تسكنها منذ قرون.

ويقول فريق من الباحثين التابعين لمنظمة "اليونيسكو"، إنّ السنوات الأخيرة شهدت نزوح كثير من قبائل السكّان الأصليين، الذين دفعهم القطع الجائر لمساحات واسعة من غابة الأمازون إلى مغادرة قراهم، والتواصل مع بقيّة السكان في الولايات المجاورة، التي يعيش بقربها أكبر عدد من المجموعات الأصلية المنعزلة في العالم.

وتفيد المؤسسة الوطنية للهنود، التابعة للحكومة البرازيلية والمكلّفة حماية السكان الأصليين الذين يقدّر عددهم بنحو 800 ألف، بأنّها سجلت وجود 107 من هذه المجموعات، وأنّها تراقب عن بعد، ثلاثين منها. لكن بعض الخبراء يقولون إنّ هذه الأرقام ليست دقيقة، بسبب صعوبة تعقّب السكان الأصليين، وتحديد مناطق سكنهم وتوزعهم.

وتدعو الباحثة فيونا واتسون، الخبيرة في شؤون السكان الأصليين إلى تخصيص موارد أكثر لتوسيع دائرة البحث، وتحديد هويّات ومواصفات أدق للمجموعات القبلية، التي تقول إنّ وجودها ليس مقصورًا على البرازيل. ففي البيرو مثلًا نجد ما لا يقلّ عن عشرين من هذه المجموعات في القسم الاستوائي من غابة الأمازون، على أطراف إقليم تشاكو، كما توجد مجموعات أخرى أقل عددًا في بوليفيا والإكوادور وكولومبيا، وفي المناطق الغربية من جزيرة بابوا وغينيا الجديدة، لم يتمكن الباحثون بعد من تحديد مواطن عيشها بدقّة.

وتتحدث واتسون عن "خطورة الدخول إلى الأراضي التي تسكنها هذه المجموعات في بابوا، منذ أن اجتاحتها قوات من الجيش الإندونيسي وأعلنتها منطقة عسكرية"، وتضيف "نعرف منذ سنوات بوجود هذه المجموعات، ونتحدث إلى مواطنين تمكنوا من التواصل معها، لكننا عجزنا حتى الآن عن معرفة المزيد".

المنطقة الثالثة التي توجد فيها هذه القبائل المنعزلة هي الهند؛ حيث تعيش قبيلة "سنتينيلي" على جزيرة لم يتمكن أحد من الدخول إليها. وقد حاولت الحكومة الهندية منذ سنوات الاقتراب منها والتواصل مع بعض أفرادها؛ لكن باءت المحاولة بالفشل، مما يدلّ على أنّ هذه القبيلة مكتفية ذاتيًا، تعرف بوجود العالم الخارجي، وترفض بمحض إرادتها الاختلاط به. وتقول واتسون التي أمضت سنوات تراقب هذه القبيلة "يتبين من الصور الكثيرة التي تمكنا من التقاطها أنهم سعداء، وفي صحة جيدة كما يظهر من أسنانهم. ومن الواضح أنهم اتخذوا القرار الصائب عندما قرروا الحفاظ على عزلتهم؛ لأنهم ليسوا بحاجة إلى المجتمع الخارجي، ويكفيهم ما عندهم في الجزيرة".

وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه القبائل أُجبرت على التواصل مع العالم الخارجي في السابق، وكانت التجربة مريرة. فعندما وصل المستعمرون إلى مناطق البيرو الواقعة داخل غابة الأمازون، أواخر القرن التاسع عشر، أُجبر السكان الأصليون على العمل في ظروف من العبودية في مزارع الكاوتشوك، مما أدى إلى وفاة أعداد كبيرة منهم. وقد بقيت تلك التجربة محفورة في ذاكرتهم التاريخية، ومتصلة بصورة الغريب الشرير.

وفي البرازيل، تعاني هذه القبائل منذ سنوات من جشع تجار الخشب، والباحثين عن الذهب، وتجار المخدرات الذين ينشطون في المناطق الأمازونية، بعيدًا عن مراقبة الدولة الغائبة. فيما تخشى المنظمات التي تهتم بالحفاظ على هذه المجموعات الأصلية من تفاقم الوضع، مع مجيء الحكومة البرازيلية الجديدة، التي أعلن رئيسها أكثر من مرة معارضته لعزل المناطق التي تسكنها القبائل الأصلية، وتأييده لاستغلال أراضي هذه المناطق لأغراض تجارية.

وكان الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو قد أعلن مؤخرًا "أن الهنود لا يمكن أن يعيشوا في مناطق منعزلة مثل البهائم في حديقة للحيوانات؛ بل عليهم أن يندمجوا مع بقية المجتمع"، مما يذكّر بالسياسة التي اتبعتها الحكومة العسكرية من أواسط الستينات إلى أواسط الستينات من القرن الماضي، عندما تعرّضت بعض القبائل الأصلية في الأمازون إلى شبه إبادة قضت على كثير منها، إذ أصيب أفرادها بأمراض كثيرة لم تكن أجسامهم مهيّأة لمواجهتها.

وفي السنوات اللاحقة عمدت الحكومة البرازيلية إلى تغيير سياستها تجاه السكان الأصليين، فوضعت قوانين، واستحدثت مؤسسات لحمايتهم ومساعدتهم، نزولًا عند طلبهم. وحذت بلدان أخرى في أميركا اللاتينية حذو البرازيل، فسنّت قوانين لحماية المجموعات الأصلية، وتعاونت معها للحفاظ على البيئة التي تعيش فيها، وفي البيرو شكّلت الحكومة جهازًا أمنيًا خاصًا لحماية السكان الأصليين، ومراقبة حدود مناطق سكنهم، منعًا لتعرّضها للاعتداءات من جهات خارجية.

قد يهمك ايضا تراث السكان الأصليين يسيطر على الأسواق في بوليفيا 

علماء آثار يشيرون إلى وجود مجتمعات بشرية كانت تقطن في الأمازون

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار العزلة سر السعادة قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار العزلة سر السعادة



GMT 09:23 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل 10 أماكن سياحية في شمال لبنان

GMT 09:25 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز الوجهات السياحية في البلقان لشهر كانون الثاني

GMT 11:34 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل رحلات سفاري في العالم
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية

GMT 13:51 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

اللواء تيسير البطش يتفقد معبر بيت حانون

GMT 01:02 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

رحلة بحرية في أستراليا تكتشف أغرب المخلوقات

GMT 00:00 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان حسين فهمي يعود من مراكش بعد تصوير أولى حلقات "زمان"
 فلسطين اليوم -
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday