ألبوثا سلوى عمر
يتميز منتجع ألبوثا، بهدوء لا مثيل له في العالم، فجلسات التأمل المعروفة لا تضاهي التجربة، هناك، في واحة اليوغا في غابات سريلانكا، داخل معبد صغير يطل على البحيرة. وعند الذهاب إلى المنتجع في شهر نيسان/إبريل، وقت الحصاد، سنجد رائحة الأرز المطحون الطازج المخزن في الأواني الطينية العملاقة والنعناع البري.
وتقع ألبوثا على بعد أربع ساعات بالسيارة من كولومبو وعلى بعد ميل من أقرب طريق، وتتشكل ألبوثا من 11 كوخًا من الطين على مساحة 22 فدانًا من الغابات التي يعيش فيها المكاك وقرود جانجور، وجميع أنواع الزواحف والطيور والحشرات، ويحيط بالموقع الجبال حيث لا يزال يعيش الرهبان في المعابد النائية والكهوف، وفي قلب المكان يوجد خزان قديم بني منذ أكثر من 1000 سنة، والذي تغذيه مياه الينابيع.
وتم شراء الأرض في عام 1994 عن طريق صديقين هما فيرين بيريرا وجايلز سكوت، اللذان أحبا فكرة أن يوجد مخبأ في الغابة للاحتفال. وأصبح منتجع لليوغا عن طريق الصدفة، عندما التقى جايلز بمدرب يوغا في إحدى الحفلات ودعاه لاستضافته لعطلة بين الأكواخ المبنية حديثًا.
وتعتبر ألبوثا أكثر تكلفة من بعض خلوات اليوغا، لأنك تقضي معظم أيام الأسبوع في شبه غيبوبة، حيث اليوغا وجلسات التاي تشي اليومية مع جينجي لي، وزيارة من المعلم أشتانجا، مما يمنح شعورًا عميقًا بالهدوء الذي يحل بك من أول يوم. وبصرف النظر عن الإعدادات العظيمة، أبرز ما يميز ألبوثا هي الطريقة التي يتم تشغيله بها، حيث تديره لجنة من ستة قرويين، الذين يتخذون كل القرارات حول الشؤون المالية والتعيين والرفد، وتجديد الإمدادات.
ويعدّ المنتجع مكانًا منعزلًا لأنه خال من أي نوع من الشاشات، فلا يوجد كهرباء لتشغيل الأجهزة، وتتمثل الأصوات فقط في جوقة الضفادع. ولا تقتصر مميزات المنتجع على اليوغا، وإنما يمكن لبعض الضيوف الاشتراك في البرنامج الكامل لإزالة السموم لمدة أسبوعين، إلى جانب التدليك والطقوس الطويلة التي تشمل فرك الجسم بمعجون من الكركم، عنب الثعلب والعسل، على البخار في سلة عملاقة من الخوص، ثم تفرك بالزيوت. والرسوم المدفوعة من قبّل الضيوف تعتبر تمويلًا للعيادة التي تقدم العلاج مجانًا للسكان المحليين، الذين يسافر بعضهم طوال الليل ليكونوا الأوائل على قائمة الانتظار.
ويتوجه الضيوف إلى الانضمام لبرامج الأيورفيدا للعلاج بعد اليوغا في الصباح، فيما يفضل الأخر البقاء على البحيرة، التي تضم الأراجيح الطافية فوق المياه الدافئة وسط بتلات بيضاء، في حين ترقص الفراشات الصفراء حولها. أما العشاء في هذا المنتجع فهو يشبه الحلم الذي يراود الجميع حول الرومانسية والهدوء، يقدم الطعام في أواني فخارية توضع على الحصير، ومنطقة تناول الطعام مفتوحة الجوانب. ونظرًا لعدم وجود ثلاجات، التي رفضت من قبّل المؤسس باعتبارها وسيلة لحفظ الطعام غير الطازج، فإن هذا يعني أن كل شيء مصنوع من نقطة الصفر. ويتكون الطعام من مجموعة مختارة من الكاري النباتي والسلطات والأرز الأحمر الذي يزرع في الحقول المحيطة بالمنتجع، وعصائر البطيخ والتمر الهندي والليمون والتفاح وزهرة الكركديه والتفاح.
وعلى الرغم أنه من الصعب ترك حدود ألبوثا، فقد ترغب في القيام برحلة إلى دامبولا أو سيجيريا، وهما من المواقع الأكثر شهرة في سريلانكا، لكن ألبوثا تقع في منطقة من المواقع والمعابد الأثرية التي نادرًا ما تزار.
ويمكن زيارة أرانكيلي، وهي صومعة في الغابة تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، حيث يقام حمامًا حجريًا على أنقاض مستشفى الأيورفيدا القديمة، وتلهو قرود المكاك على الأشجار. ومعظم القرويين في ألبوثا هم من البوذيين، ولكن الشامانية لا تزال جزءًا لا يتجزأ من الحياة في سريلانكا الريفية، حيث يدعوك بعضهم إلى منزل مانور الذي تم تطويره حديثًا، ويُقدّم الشامان محصول الأرز الأول للآلهة المحلية. ويتجمع الرجال في عباءات بيضاء وقمصانًا بيضاء حول مذبح مغطى بزهور جوز الهند وأدوات الحصاد والبخور، يرددون الصلوات والطبول تملأ الجو.
وتتكلف الإقامة في ألبوثا لمدة أسبوع واحد من 1470 دولارًا للفرد الواحد، وتشمل السكن، واليوغا، وجميع الوجبات ورحلة واحدة يوميًا، والتدليك، ويفتح من تشرين الثاني/نوفمبر، إلى آذار/مارس، ومن منتصف حزيران/يونيو إلى آب/أغسطس.
أرسل تعليقك