طوكيو -فلسطين اليوم
فوجئ زوَّار بلدة تياندوشنغ المتواضعة في الصين، بنسخةٍ شديدة الدقة لأبرز معالم باريس أمامهم بشكلٍ قد يقنعهم أنهم حقاً في باريس. لذلك، ذهب المصور الباريسي فرانسوا بروست لالتقاط صورٍ لمقارنة المدينتين في سلسلة بعنوان "متلازمة باريس". والتقط بروست، الذي اكتشف البلدة عن طريق فيديو "Gosh" للمغني البريطاني Jamie xx، مجموعة صور مذهلة للكثير من ملامح باريس الأيقونية عند زيارته لتيانتدوشنغ، مثل: برج إيفل، ومباني هوسمان التقليدية، وحدائق فرساي.
وكأحد ساكني باريس، شعر بروست بالذهول أن مدينته قد صنع عنها نسخة طبق الأصل على بعد 15 ألف كيلومتر، إذ قال "أثار الأمر اهتمامي لأنني فرنسي، ووجدت فكرة اختيار بعض التراث الثقافي من بلدي وإعادة إطلاقه أمراً مسلياً." وخلال تعمّقه في البحث عن باريس المزيفة، اكتشف أن هنالك عدّة أماكن في الصين تقوم بنسخ وإعادة إنشاء الأنماط المعمارية للمدن الأوروبية، وهي ظاهرة تدعى "Duplitecture".
ووجد بروس أن مفهوم "متلازمة ستندال"، أي الحالة التي يصاب بها السياح عندما يزورون وجهةً معروفة ويشعرون بالدهشة الشديدة بسبب الأعمال الفنية رائعة الجمال، كان بمثابة مصدر إلهام له. وربط ذلك بمفهوم "متلازمة باريس"، أي عندما يجد السياح أن باريس التي في مخيلتهم هي مختلفةٌ تماماً عمّا هي في الحقيقة. وبنيت المدينة بدقةٍ بحيث أصبح من الصعب معرفة أي من صور بروست هي النسخة الحقيقية من باريس، فذهل بروست لشدة الانتباه للتفاصيل في تياندوشنغ، خصوصاً في الشوارع والطرقات.
ومن إحدى الأمثلة على ذلك الالتزام بعدد طوابق المباني في باريس، إذ أوضح بروست: "لقد احترموا عدد الطوابق. من المفترض أن يتضمن الطابق الأرضي المحلات التجارية، وأما الطابق الثاني، فينتمي للمحل أيضاً. وهو الأمر ذاته في باريس."
وفي الوقت ذاته لاحظ بروست بعض الفروقات الجوهرية، فقال: "كان الأمر غريباً لأن المعالم جديدة جداً. ولذلك، قدم بعض الصخور المستخدمة في باريس غير موجودة هنا." ومن الأشياء التي أثارت اهتمام بروست هي أن تياندوشنغ ليست عبارة عن معلم سياحي فقط، بل هي مدينةٌ حقيقية يعيش ويعمل فيها الناس. ومن خلال محادثته مع السكان لمعرفة ما إذا كانوا يشعرون بالتأثر للتشابه بين بلدتهم وباريس وجد أنهم "يعيشون كما لو أنهم يعيشون في أي مكانٍ آخر.. كأنها مجرد بلدة صغيرة أخرى في الصين."
أرسل تعليقك