كييف ـ عادل سلامة
يتحمّل سكان بلدة "ألرت" في مقاطعة نونافوت الكندية، والتي تقع أقصى شمال الكرة الأرضية، درجة الحرارة التي تنخفض عن 33 تحت الصفر، و50 درجة تحت الصفر في ذروة انخفاضها. ويتراوح عدد سكان "ألرت" ما بين حوالي 60 إلى 200 شخص، وهم يعيشون في عزلة تام؛ إذ أن أقرب مدينة تبعد عنهم حوالي 500 كيلومتر ولا يمكن وصولها بالسيارة بل عن طريق الجو أو البحر أو بعربات التزلج التي تجرها الكلاب.
ولا تشرق الشمس على المدينة لمدة أربعة أشهر في السنة، كما لا تبلغ مستوى الأفق لمدة أربعة أشهر أخرى. ولا تعتبر "ألرت" مدينة بالمعنى الدقيق للكلمة، فهي في الواقع منشأة عسكرية تم اعتبارها على أنها أكثر مكان مأهول بالسكان في أقصى شمال العالم، فيما يوصف أهلها بأنهم "الشعب المختار المتجمد".
ويعمل أغلب سكان البلدة في سلاح إشارة الاستخبارات العسكرية وفي محطتين لرصد الأحوال الجوية، أما أولئك الذين يعملون في محطات الإشارات، فمن المرجّح أنهم يتنصتون على الروس، وبالتأكيد أظهروا براعتهم إبان الحرب الباردة. وقد تبين أن العاصمة الروسية موسكو هي أقرب إلى بلدة "ألرت" من مدينة أوتاوا في كندا.
وأشارت مجلة "أميوسنج بلانت" في عام 2004، إلى أن أغلب الجنود هناك من المتطوعين، ويشغلون ست وظائف في آن واحد مقسمة على عطلة كل ثلاثة أسابيع، علاوة على أن عدد المحطات التلفزيونية هناك قليلة للغاية، منها أربع محطات بث حي، وأربعة لعرض الأفلام. وأغلب البلدة مخصصة للاستجمام، حيث تضم صالتين ألعاب رياضية، وغرفة مظلمة، وصالة بولينغ، ومسرح، وعندما يحل المساء، تأتي أنشطة مثل ألعاب الكمبيوتر، والنجارة، والبنغو والبوكر.
يُذكر أن اسم البلدة مأخوذ من سفينة "إتش.إم.إس ألرت"، والتي رست بالقرب من مكان البلدة عام 1875، وكان قبطانها وطاقمها أول من وصلوا إلى قمة جزيرة إليسمير، والتي تعتبر عاشر أكبر جزيرة في العالم. أما مقاطعة نونافوت، فهي مأهولة بشكل كبير.
أرسل تعليقك