لم نعد نحتاج إلى إبراز الخصائص والمميزات التي تتميز بها المدينة الحمراء، والتي تساهم بشكل كبير في استقطاب السياح من كافة أنحاء العالم، ومن مختلف الجنسيات، فهذا بات معروفًا لدى الجميع، إذ أصبحت بمجرد طرح سؤال معين على أحدهم تجد عنده الجواب الذي يُرضي غرورك عن هذه المدينة الشعبية والتقليدية التي تنوعت مؤهلاتها، وخصائصها السياحية، والطبيعية، والتاريخية، وحتى التقليدية التي تجعلها مُفضلّة ليس فقط لدى السياح العاديين، وإنما لدى الشخصيات والمشاهير من مختلف المجالات سواء السياسية، والاقتصادية، والفنية، والرياضية، وغيرها، إذ تحولت كذلك إلى عاصمة لتنظيم مختلف التظاهرات العالمية التي تعيش على إيقاعاتها على مدار العام دون توقف أو استراحة، فهي المدينة التي تفتح أبوابها السبعة لاستقبال كل من يرغب في التعرف عليها وعيش تجربة فريدة بين أحضانها واكتشاف جماليتها وخصائصها .
وجمالية المدينة التي ذاع صيتها جعلتني أقصدها لأتعرف عليها عن قرب
ولمعرفة مكانة هذه المدينة في قلوب الكثير من زوار أجرى "فلسطين اليوم" هذا الريبورتاج الذي استقى فيه مجموعة من الآراء المختلفة والمتنوعة من طرف مجموعة من الزوار الذين يتركون خلفهم مجموعة الدول والمدن ويختارون مراكش الحمراء.
وكشف سائح من دول الكويت أبو خالد (40 عامًا) في حديث خاص إلى "فلسطين اليوم" أنّ اختيار مراكش لم يكن اعتباطيًا ولكن جاء بعد أن سمعت الكثير عن هذه المدينة الرائعة التي "أعجبتني كثيرا منذ اللحظة الأولى التي دخلتها من باب محطة القطار ، ولم أكن أتوقع أن أجدها بهذا الجمال، رغم أني سمعت عنها الكثير، وعن خصائصها الرائعة من طرف مجموعة من الأصدقاء الذين اعتادوا على زيارتها، ورغم أني رأيتها في التلفاز والإنترنت إلا أنّ الواقع أفضل بكثير من الصور، خصوصًا أنها مدينة تجعلك تشعر أنك تنتمي إليها بمجرد أن تحط قدميك فيها، فتجد نفسك غير قادر على تركها والعودة من حيث أتيت".
وأوضح قائلًا "هذه هي رابع مرة آتي إلى مراكش ولا أمل أبدًا من اكتشاف خصائصها التي تُلهمك كل مرة أكثر من ذي قبل، لا أعرف ما هو سرها، لكن ما أعرفه أني أعشق هذه المدينة التي توفر لك معالم العيش الكريم والراحة النفسية، والخدمة الجيدة، والمتعة، سواء كنت في رحلة عمل أو سياحة، وكل ما اكتشفته في مراكش جعلني اختارها وجهتي المفضلة للسياحة أنا وأسرتي التي اصطحبها معي مرة في السنة لقضاء عطلة رائعة في مراكش".
"مراكش فضاء هادئ يجعلني أحس بالراحة النفسية وانتعاش الروح".
من جهته أكد سائح ثلاثيني من جنسية فرنسية نيكولاس باردر إلى "فلسطين اليوم" أنّ مراكش "هي ذلك الفضاء الذي أقصده لارتاح وأعيش في هدوء بعد عام من العمل المتواصل، وتجدني انتظر بفارغ الصبر فترة عطلة الربيع لآتي إلى مراكش وأقضي فيها كل أيام عطلتي، أتجول بين فضاءاته، وأزقتها الضيقة، وشوارعها، وأسواقها، ومعالمها التاريخية الراقية والخيالية التي ما أن أدخلها حتى أجد نفسي سافرت إلى تلك الحقب الزمنية التي تحاكي التاريخ العريق لهذه المدينة، لا اشعر بالملل من إعادة الكرة مرارًا وتكرارًا".
وأكمل حديثه قائلًا "إنّ جمالية المدينة العتيقة التي دائما ما اختار الإقامة في رياضاتها كلما أتيحت لي الفرصة للمجيء، دون أن أنسى طبعا رقة وجمال المناطق المجاورة كمنطقة أوريكا، وسيتي فاطمة، وقرية مولاي إبراهيم، وقرية امليل، فهذه المناطق ساحرة بالفعل، وتجعلني استعيد طفولتي وفترات مميزة في حياتي إضافة إلى اكتسابي راحة نفسية لا يمكن وصفها أبدًا، فهذا شيء أحسه كلما دخلت مراكش، والذي يجعلني أحزن عندما تنتهي العطلة، وأجدني مضطر إلى السفر من جديد".
"حضوري زفاف صديق مكنني من التعرف على سحر المدينة الحمراء"
كما أكدت سائحة بلجيكية استيفاني (20 عامًا) إلى "فلسطين اليوم" قائلًا "أنّ السفر إلى المغرب لم يكن يومًا ضمن مخططاتي، لكن كانت أول زيارة لي السنة الماضية عندما تعرفت صديقتي على أحد الشبان المغاربة في بلجيكا، ودعانا إلى حفل زفافه، وبعد زيارتنا السنة الماضية لحضور هذا الزفاف في مدينة الدار البيضاء والذي فتح أمامنا أبوابًا كثيرة أولها تعرفنا على كرم المغاربة وحبهم الشديد للأجانب، كما تعرفنا على العديد من الأطباق المغربية التي عشقتها جدًا وأصبحت من المأكولات المفضلة لدي، إلا أنّ هذا لا يمثل شيئا أمام زيارتنا إلى مراكش التي نصحنا بزيارتها صديقنا عادل الذي اختارها لقضاء شهر عسله رفقة زوجته، وكانت رحلة هائلة وغاية في الجمال.
وأشارت قائلةً "زرنا العديد من المرافق والمتاحف والمآثر التاريخية التي اكتشفت جمالها العربي المغربي لأول مرة في حياتي، ثم عززنا هذه الرحلة إلى منطقة اوريكا التي لم أكن أتوقع فعلًا أنها بهذا الجمال، وأنّ المغرب متنوع الخصائص ومراكش هي تلك المدينة التي تحتوي على مؤهلات وأشياء رائعة لا يمكن أن تجدها مجتمعة بهذا الشكل في مكان واحد، عشقتها، وأعدت الزيارة مرة أخرى هذا العام وسأعيدها كل عام، والتي ابدأها أولًا بتناول طبق الطنجية الذي تعلقت به كثيرًا وأبقى منتظرة 12 شهرًا بفارغ الصبر لأتذوقه من جديد".
"10 سنوات وأنا أزور المدينة ولا أمل من جمالها الطبيعي الساحر"
وفي هذا الجانب، صرح سائح من جنسية لبنانية أمير (32 عامًا) إلى "فلسطين اليوم" موضحًا "اختار مراكش لقضاء عطلة الربيع كل عام منذ 10 أعوام وأنا أزورها عندما اكتشفت طعم هذه المدينة في رحلة نظمتها الجامعة التي كنت أدرس فيها والتي جاءت بنا إلى مراكش التي اخترتها وجهتي المفضلة للسياحة منذ ذلك الحين، أنا وجدت فيها كل شيء أرغب فيه متعة سياحية، وراحة جسمية ونفسية، وصفاء ذهني ، لاسيما عندما أتجه إلى إحدى المناطق الجبلية التي اختارها من أجل الاستمتاع بجمال الطبيعة، رغم أنّ لبنان تتوفر على مناظر رائعة وخلابة ولا مثيل لها أبدًا في أي مكان، إلا أنني أفضل قضاء العطلة في هذه المدينة والاستمتاع بخصائصها الطبيعية".
وشدد قائلًا "لا أفوت فرصة إلا وآتي إلى مراكش التي يعجبني فيها كل شيء ثقافتها وتقاليدها وطبيعة سكانها الذين يتسمون بالمرح والضحك دومًا، إضافةً إلى تاريخها الذي يشع منذ اللحظة الأولى التي تحط رحالك فيها، تلمسه في كل شيء سواء في الفنادق أو الشوارع، والمطاعم، ومختلف المآثر التاريخية التي تتوفر المدينة عليها بكثرة، كما أنّ الساحة الرائعة التي أزورها كل يوم لاستمتع بجمال عروضها الفنية والتذوق من أطباقها اللذيذة يكفني لأعيد الزيارة لهذه المدينة ليس كل سنة بل كل شهر".
"مراكش كانت و لا تزال مكان نعيش فيه أجمل لحظات حياتنا"
وكشف جاك وزوجته بيامي من جهتهما إلى "فلسطين اليوم" قائلين "نحن نزورها منذ أن كنا في العشرينات من عمرنا ونحن الآن تجاوزنا الخمسين عامًا ومازلنا نقصدها لنكتشف جمالها الذي يختلف ويتغير من حسن إلى أحسن كل عام، نعشق هذه المدينة فهي كانت المكان الذي جمعنا وتعرفنا فيه، وهي المكان الذي قضينا فيه شهر عسلنا بعد الزواج، وهي المكان الذي نزوره كل عام لنحتفل بعيد زواجنا، أنها عِشنا الصغير الذي نقضي فيه أجمل الأيام ونتذكر فيه أجمل الذكريات، تُلهمنا مراكش بطابعها التقليدي أكثر، وتلك الأسواق التي تعرض مختلف المنتجات الرائعة والمتنوعة التي تفتح نفسك دومًا على الاقتناء منها، وأصبحنا معروفين لدى الكثيرين هنا إذ تعودوا على زيارتنا السنوية، لاسيما في الرياض الذي نختاره للإقامة إذ خصصوا غرفة فيه وأطلقوا عليها اسمينا "غرفة آل فيرناند" ننزل فيها كلما زرنا مراكش التي لم نترك مكان فيها إلا وتعرفنا عليه واكتشفنا معالمه وخصائصه وجماله".
وعبّر قائلًا "حتى خارج المدينة فقد بتنا نعرف كل مكان ونذهب إليه دون الحاجة إلى خريطة، فمراكش تعتبر القلب النابض للمغرب، ورغم أننا سافرنا عبر العالم أنا وزوجتي وأولادي كثيرًا إلا أنّ كمراكش فلم نجد، إنها مدينة تسحرك بأشياء رغم أنها بسيطة إلا أنك تشعر بشيء يجذبك إليها، وهذا هو المميز في هذه المدينة التي نعتبرها ملتقى تجتمع فيه مختلف الأجناس والثقافات والأفكار والمعارف، وفيه اكتسبنا العديد من الأصدقاء مغاربة وأجانب وأحببنا الإقامة فيها وسنحبها على الدوام".
وبيّن قائلًا "إنها مراكش التي تعتبر قبلة للسياحة العالمية، وهي وتفتح أبوابها لكل من يرغب التعرف على مدينة تجتمع فيها مختلف المعالم والمؤهلات السياحية والثقافية والتاريخية التي تعتبر عناصر أسياسية لنجاح أي مجال من مجالات الحياة، والتي تجدها مجتمعة في مكان واحد وهو مراكش الحمراء، ما يجعلها قبلة للسياحة العالمية تحتل بواسطتها المراتب المتقدمة عالميًا.
أرسل تعليقك