برلين ـ جورج كرم
أعلنت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران " "EASAاتخاذ مجموعة من إجراءات السلامة الاحترازية، بعد حادث الطيار الألماني أندرياس لوبيز الذي تعمد إسقاط الطائرة الألمانية جنوب فرنسا، توصي بشكل مؤقت جميع شركات الطيران الأوروبية، وعلى رأسها الخطوط الجوية البريطانية، بضرورة تواجد اثنين على الأقل من أفراد طاقم الطائرة، ضمنهما طيار مؤهل، في قمرة القيادة في جميع أوقات الرحلة.
ورفضت الخطوط الجوية البريطانية الامتثال للتدابير الأمنية حتى الآن، ويحذر الخبراء من أنَّ هذه التدابير غير محسوبة ولم يتم دراستها على النحو الفعال، وقد تسفر عن عواقب غير مقصودة، بما في ذلك خطر التعرض للهجمات المتطرفة.
وصرَّح متحدث باسم هيئة الطيران المدني في بريطانيا، "من المتوقع أن تمتثل الخطوط الجوية البريطانية وجميع شركات الطيران الأخرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا، لهذه الإجراءات بالحرف الواحد".
وأضاف "من الناحية العملية سيكون من الصعب لأي شركة طيران، تجاهل التوصيات التي تنادي باتخاذ جميع التدابير الأمنية الحرجة، التي تضمن سلامة من هم على متن الطائرة في أجميع أنحاء أوروبا".
وتابع "تراقب هيئة الطيران المدني الوضع عن كثب، مع الزملاء في الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، منذ سقوط الطيارة الألمانية، وأعتقد بأنَّ هذه التوصية هي خطوة مناسبة لتعزيز سلامة الطيران للمسافرين، ولا نزال على اتصال وثيق مع جميع شركات الطيران في المملكة المتحدة، ونحملهم المسؤولية الفردية لتحديد الطرق المثلى للامتثال لهذه التوصيات، وذلك بعد مراجعة الإجراءات الأمنية في قمرة القيادة للطائرات الخاصة بهم".
وأعلنت بالفعل سبع شركات طيران بريطانية عن طواعيتها الالتزام بتدابير السلامة، إلا أنَّ الخطوط الجوية البريطانية "BA"، أظهرت تلكؤا في الامتثال للإجراءات، وتعمل حاليًا على حل خلاف مرير مع سلطات الطيران في المملكة المتحدة بشأن السياسة الجديدة وراء الكواليس .
وحذر الطيار البريطاني المخضرم الذي قاد طائرات "إيرباص" من طراز "A320" لمدة 20 عامًا، توني نيوتن، من أن التسرع في اتخاذ تدابير هو أمر غير مسؤول وغير محسوب، فهي تعني أنَّ باب قمرة القيادة سيظل مفتوحًا لمدة أطول، وتوفر فرصة أسهل لدخول المتطرفين.
واتهم نيوتن سلطات الطيران المدني بمحاولة استغلال الموقف، عن طريق فرض إجراءات جديدة، من دون دراستها بشكل دقيق، مضيفًا إنَّها تهدف فقط بذلك إلى تصدر عناوين الصحف، موضحًا أنَه لا ينكر وجود فوائد لهذه الإجراءات.
وأشار إلى أنَّه ينبغي مقارنتها بالمخاطر التي قد تسفر عنها، مبرزًا أنَّه بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2011، ازدادت المخاوف من الهجمات المتطرفة.
واستدرك "يجب أن تأخذ مختلف خطوط الطيران الأوروبية، وقتها الكافي لتنفيذ الإجراءات بشكل سليم، ولا داعي للتسرع في إطلاق سياسة جديدة كل يوم".
أرسل تعليقك