لندن ـ ماريا طبراني
قررت الحكومة البريطانية، إعادة افتتاح قصر "وولمر" مقر دوق ويلينغتون اسابقًا، الجمعة، للجمهور بعد تجديده بصورة حديثة الذي يتبع التراث الإنجليزي، ويضم أكواخ ملكية "كوتاجي غاردن"، تطل على حديقة القصر التي كانت سابقًا اسطبلات للخيول.
ولا يوجد في العائلة المالكة البريطانية، لقب أعظم من اللورد ووردن للموانئ الخمسة، لقب أقره ملك بريطانيا في القرن 13، يعطي في الأصل السيطرة العسكرية والتجارية على الموانئ الحيوية الخمسة في جنوب شرق انجلترا: هاستينغز، نيو رومني، هيث، دوفر وساندويتش.
وأصبح هذا اللقب، في هذه الأيام، شرفيًا إلى حد كبير، وتمكن من الاحتفاظ به كل من الملكة الأم، ورئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل ودوق ولينغتون، وفي جميع الأحوال كان يعيش صاحب هذا اللقب في قلعة "وولمار"، قلعة ساحرة، بناها ملك انجلترا هنري الثامن في القرن 16، وتطل على البحر بالقرب من مضيق "دوفر" في مقاطعة كنت بانجلترا، ولا تتمتع الأكواخ الحالية التي يضمها القصر العريق بالتصميمات الأنيقة الداخلية الجورجية والفيكتورية نفسها التي كانت تميزها في العام 1539؛ ولكنها لا تزال تحتفظ بشكل رائع بظلال الباستيل الهادئة.
ولم تعد الأكواخ أيضًا مزودة بمستويات من الراحة البدائية كما كانت من قبل؛ لكنها أصبحت مجهزة بإمكانات حديثة للتدفئة وخدمة "الواي فاي" وحمام فاخر، حيث يمكن للزوار الإقامة فيها قبل وبعد ساعات الافتتاح، من الساعة 10 صباحًا حتى السادسة مساءً، ويمكن أن تتخيل نفسك "صاحب الموانئ الخمسة" بعد ساعات الافتتاح، عندما تجلس في الكوخ الذي يطل على الحديقة الضخمة التي أمر بإنشائها الدوق الأصغر ويليام بيت عندما كان مسؤولًا في العام 1792 وحتى 1806.
ويعتبر دوق ويمبلغتون الحالي لورد بويس؛ الرئيس السابق لأركان الدفاع الذي كان في مقر إقامته في القصر، خلال عطلة نهاية الأسبوع، مرتديًا لباسًا عسكريًا كاملًا، وعلى وشك تكريم الطالب العسكري المحليين، كما يوجد أيضًا قصر "ديل" الذي بني في القرن 17؛ لتوفير مزيد من التحصين للملك هنري الثامن، وصممت القلعة لتكون نسخة قريبة من "وولمار"؛ ولكن مع مزيد من التصاميم الجورجية والفيكتورية.
ويمكنك بسهولة الاستمتاع بقضاء صباح رائع في "ديل" مع شارع "العاي ستريت" الصاخب الذي يطل عليه، كما يضم رصيف مينائها الخرساني مقهى رائعًا محصنًا ضد الإعصار، أما قلعتي "دوفر" و"ساندويتش" فتبعدان 10 دقائق فقط بالسيارة، وتمتد شواطئ البحر لأميال إلى الشمال والجنوب، وعلى امتداد الساحل توجد أيضًا قلعة "سانداون"، القلعة الثالثة من ثلاثي قلاع "هنري" المنيعة، وتملك جزء مدمرًا بفعل أمواج البحر القوية، ملفوف بالخرسانة.
ويذكر أنّ هنري الثامن، بنى القلاع الثلاث؛ لحماية الإرساء الآمن للداونز، حيث يحيط بساحل البحر الذي يمتد أمام قلعتي "ديل و"وولمر"، الرمال الغادرة المتحركة التي أودت بحياة عدد من الضحايا على مر السنين، وتوفر "وولمر" أفضل مجال لرؤية المناظر الطبيعية الخلابة للساحل، كما صمم المهندس عسكري الذي عينه هنري الثامن الجدران على نحو دائري حتى تصعب عمليات تفجير، وتسهل إجراء الدراسات، ولأنها أفضل من التصميم المربع، وقرر المهندس تصميم قلعتي "ديل" و"ولمر" بناءً على سلسلة من الدوائر المتشابكة.
أرسل تعليقك