عكفت الخدمات الطبية العسكرية التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني على تقديم كافة الخدمات الطبية اللازمة لأبناء فلسطين رغم الظروف الصعبة وعدم وجود الموازنات التشغيلية وعدم تقاضي موظفيها لرواتبهم.
وتعتبر دائرة طب الفم والأسنان إحدى الدوائر المميزة داخل المؤسسة الطبية العسكرية, كونها تتميز عن نظيرتها في المؤسسات الحكومية الأخرى سواء بنوع الخدمات التي تقدمها أو بجودة تلك الخدمات.
وذكر مدير دائرة طب الفم والأسنان التابعة للخدمات الطبية العسكرية "لمكتب إعلام الداخلية" الدكتور أحمد المزين، أن "تميز عيادات الأسنان لدينا ينبع من كونها العيادات الحكومية الوحيدة في قطاع غزة التي لديها إمكانيات لوجود تركيبات سنية, وعمل تركيبات متحركة لكافة المرضى, وإجراء العمليات الجراحية".
وأشار الدكتور المزين إلى أن عيادات الأسنان تقدم كافة أنواع الحشوات التجميلية الضوئية, والحشوات الفضية, والحشوات المضادة للتسوس, بالإضافة إلى عمل الأعصاب والأضراس الخلفية, مقارنة بالعيادات الحكومية التي لا تقدم سوى الحشوات العادية والخلع.
ونوّه الدكتور المزين إلى أن ذلك كله يُقدم بأسعار وتكلفة رمزية للمرضى الوافدين إلى مراكزها الطبية مقارنة بالعيادات الخاصة المختصة في مجال الأسنان.
وتأتي تلك الخدمات الرائدة في ظل ظروف صعبة جدًا تمر بها المؤسسة الطبية العسكرية, أهمها يكمن في الكادر البشري الذي لم يقبض راتبه منذ شهور طويلة, الأمر الذي دفع بعضهم إلى التوجه لمكان العمل مشيًا على الأقدام, وذلك ليبقوا على رأس عملهم وإحساسًا منهم بمسؤولياتهم تجاه أبناء شعبهم.
ولفت المزين إلى أن تلك الظروف تزداد صعوبة مع نقص الموارد, والمستلزمات الطبية التي تفتقر إليها المراكز الطبية التابعة للخدمات الطبية, لعدم وجود الموازنات التشغيلية التي تكفل استمرار تقديم الخدمة للمرضى.
وشدَّد المزين على أن الخدمات الطبية لم تقف لحظة عن تأدية واجبها الإنساني رغم تلك الظروف الصعبة, فطرقت كافة الأبواب التي من شأنها أن تؤمن استمرار تقديم الخدمات الطبية للمواطنين دون انقطاع وذلك بجهود مدير عام الخدمات الطبية العسكرية العميد عاطف الكحلوت.
وبالرغم من تلك الظروف الصعبة، مازالت عيادات الأسنان تطور من أداءها وأداء كوادرها وأجهزتها الطبية, فجددت أجهزة الأسنان الموجودة حاليًا في العيادات السبعة المنتشرة على مستوى قطاع غزة, لتصبح الآن متهيئة لاستقبال المواطنين وعلاجهم بالإضافة إلى توفير جهازين جديدين.
وأوضح المزين أن عيادات الأسنان في المراكز الطبية المختلفة التابعة للخدمات الطبية تضم حوالي 17 وحدة سِنّية, يشرف عليها أكثر من 23 طبيب متخصص في طب الأسنان، حيث تقدم خدماتها لـ 50 ألف مُراجع بشكل سنوي.
ولم تتوقف الخدمات الطبية في مجال طب الأسنان على المواطنين بحسب بل تجاوزت ذلك وأصبح لدى مديرية الخدمات الطبية وحدات سِنّية داخل مراكز الإصلاح والتأهيل لتخدم النزلاء وتقدم الرعاية الصحية اللازمة لهم.
وأشار المزين إلى أن الخدمات السنية داخل مراكز الإصلاح تعادل وتوازي الخدمات الطبية التي تقدم للمواطنين العاديين فهي تتعامل معهم بصورة إنسانية رغم الظروف الاستثنائية التي أوجدتهم في مراكز التأهيل والإصلاح.
ولكي تكتمل مسيرة التميز والإبداع عكفت الخدمات الطبية العسكرية على ابتعاث أطبائها إلى الخارج لإكسابهم الخبرات والحصول على تخصصات طبية مميزة غير موجودة في قطاع غزة فقد ابتعثت في مجال طب الفم والأسنان ثلاثة أطباء في تخصصات "جراحة وتجميل اللثة وزراعة الأسنان وعلاج اللب التحفظي "الجذور".
وذكر المزيَّن، أن تلك الجهود أثمرت وأصبح لديهم أطباء مختصين في تلك المجالات وخاصة علاج اللثة وزراعة الأسنان التي يختص بها الآن الدكتور سعدو خلف بعد أن حصل على "البورد الألماني" في ذلك التخصص.
وتابع المزين، أنهم بانتظار وصول الدكتور محمد العقاد قادمًا من المملكة الهاشمية الأردنية بعد أن حصل على "البورد الأردني" في طب الفم والأسنان في تخصص نادر؛ الأمر الذي سيضفي تطور كبير في مجال طب الأسنان.
وأردف المزين، أنهم الآن في طور افتتاح قسم زراعة الأسنان وهو أول قسم زراعة أسنان في المؤسسات الحكومية في قطاع غزة.
وأوضح الطبيب المختص بزراعة الأسنان وعلاج اللثة سعدو خلف، خلال لقائه بـ "مكتب إعلام الداخلية": "أن افتتاح هذا القسم سيعطي للمريض فرصة جديدة من خلال توفير خيار جديد في مجال تعويض الأسنان بعيدًا عن الخبرات السابقة كالتركيب المتحرك الذي يرفضه المرضى والتركيب الثابت الذي يضطر الطبيب خلاله إلى برد بعض الأسنان السليمة لتعويض السن المفقود"، مشيرًا إلى أن وجود هذا التخصص سيتمكن المريض من تعويض سنِّه المفقود دون المساس بالأسنان السليمة المحيطة بذلك السن.
أرسل تعليقك