الذاكرة تفقد مخزونها تدريجًا من دون الشعور بذلك
آخر تحديث GMT 18:06:51
 فلسطين اليوم -

أخطاء لا إرادية يقع فيها العقل اللاواعي يوميًا

الذاكرة تفقد مخزونها تدريجًا من دون الشعور بذلك

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الذاكرة تفقد مخزونها تدريجًا من دون الشعور بذلك

الذاكرة تفقد مخزونها تدريجًا
دبي - فلسطين اليوم

حدّدت الكاتبة الأسترالية بيل بيث كوبر، أخطاء لا إرادية، يقع فيها عقل كل منا بدون وعي يوميًا. ولعل أهمية تلك الملاحظات تكمن في أنها تعتبر من البديهيات التي لا يمكن التصديق بأنها قد تشكل عائقًا أمام رجال الأعمال والأفراد، إلا أن أخطرها على الإطلاق هو اعتمادنا على الذاكرة الانتقائية في الحكم على الأشياء، التي تخزن المعلومات التي تدعم اعتقاداتنا وأحكامنا المسبقة بدلًا من الحقائق الموجودة في الواقع.

 

وهو ما يؤدي إلى هيمنتها على اتخاذ القرارات. وفي مقالة نشرت على موقع "بافر سوشيال" حققت شهرة كبيرة جعلتها ضمن أكثر المقالات قراءة على الإنترنت تعترف كوبر بأنها أيضًا وقعت أحيانًا في مثل هذه المطبات الذهنية، وفي ما يلي تلخيصًا لهذه الأخطاء:

 

 

تفقد الذاكرة مخزونها تدريجًا بدون أن نشعر، لكننا نميل بشكل تلقائي للثقة الراسخة في ما تزعمه هذه الذاكرة. جرب مثلًا أن تطلب من الناس قراءة فقرة من مقالة ما، ثم اسألهم بعدها عن أكثر حروف تكررت في نهايات الكلمات في هذه الفقرة، وستجدهم يؤكدون أن حروف كذا وكذا هي أكثر ما تكرر. عند مقارنة ردهم بالواقع، ستجد أنهم في حقيقة الأمر اختاروا الحروف التي يظنون أنها تأتي في نهاية الكلمات. ظنهم هذا سيتكرر في أمثلة أخرى.

 

في العام 1983 قام باحث بإجراء دراسة بسيطة، طلب من ناس عاديين قراءة الفقرة التالية: ليندا تبلغ من العمر 31 سنة، عزباء، متحدثة مفوهة، ذكية جدًا. تخصصت في دراستها الجامعية في الفلسفة، واهتمت وهي طالبة بقضايا التفرقة العنصرية والعدالة الاجتماعية، كما شاركت في تظاهرات ضد الأسلحة الذرية.

 

بعدها سأل الباحث القراء عن رأيهم في السؤال التالي: أي إجابة تالية أكثر صحة من الأخرى؟ ليندا تعمل في بنك، أو ليندا تعمل في بنك ونشيطة في الحركات النسائية! المعضلة الذهنية هنا بسيطة، وهي أن الإجابة الثانية لا تجعل من الأولى إجابة خطأ. لا يوجد تعارض بين الإجابتين. في حالة صحة الإجابة الثانية، فهذا يعني أن الإجابة الأولى صحيحة بدورها. الفارق بين الاختيارين بسيط، نعم، لكنه لا ينفي الآخر.

 

رغم هذه الحقيقة التي بت تعرفها الآن، اختار 85% من الناس الإجابة الثانية. المقدمة التي ليست ذات أثر ملموس، والإضافة في نهاية الخيار الثاني، تدفعك لاختيارها، رغم أنها بلا قيمة فعلية. أنت صنعت معتقدًا في ذهنك وتصرفت على أساسه. لمزيد من التوضيح، لا تعارض بين إجابة 1 و 2، فالأولى لا تنفي الثانية، والثانية لا تنفي الأولى. الإجابتان متساويتان..

 

لكن اللعب بالكلمات والألفاظ هو ما يجعلك الآن تريد أن تترك تعليقًا تثبت فيه خطأ هذه النقطة وأن الإجابة الثانية هي الصحيحة. تخيل الآن كيف يمكن لمسوق ذكي وبائع لامع استغلال هذه الحقيقة لزيادة مبيعاته، وكثير منهم يفعلون!

 

نعجب بالأشخاص الذين نعتقد أنهم معجبون بنا، وإذا اتفقنا في الرأي مع شخص ما، زادت احتمالات أن نعتبره صديقًا لنا. على هذا المنوال، وبشكل لا إرادي وبدون وعي منا، سنبدأ في التجاهل والابتعاد عن كل ما يتعارض مع آرائنا ومعتقداتنا، وسنبدأ ننعزل عن أي معلومات لا تؤكد ما نعتقد فيه ونؤمن به.

 

وما يحدث فعليًا هو أن عقلنا يقوم بعمل تصفية لكل ما يدور حولنا، ويبدأ يسمح فقط بكل ما له علاقة بنا، فحين تشتري سيارة جديدة، ستبدأ تلاحظ- فجأة- أن عددًا كبيرًا غيرك يقودها أيضا. حين تحمل امرأة فستجدها تبدأ تلاحظ العدد الكبير للحوامل غيرها. كذلك وجدت دراسة أميركية أننا نقضي وقتا أطول بنسبة 36% في قراءة مقالات ومواضيع تتفق مع آرائنا.

 

هل أبطال السباحة لديهم جسد رياضي كامل بسبب تدريبات السباحة أم أن مدربي السباحة من الذكاء والحرفية بحيث يختارون متدربين لديهم جسد رياضي ممشوق ثم يدربونهم ليستغلوا هذا الجسد في الفوز بجوائز مسابقات السباحة. وهل الجامعات الشهيرة اشتهرت بسبب العلوم التي تدرسها، أم بسبب حسن انتقائها للعباقرة الواعدين من الطلاب ليدرسوا فيها؟!

 

الإجابة السريعة هي قليل جدًا من الشق الأول، وكثير جدا من الشق الثاني. التدريبات لا تعطيك جسدًا ممشوقًا كما أبطال السباحة في حال كان لديك بعض العيوب، والكسالى فكريًا يدخلون ويخرجون كما دخلوا من الجامعات العريقة. وما يجعل هذه النقطة مثيرة للاهتمام، هو أن عقلنا مستعد لتصديق ما نريده، فلو آمنا بأن الجامعة ممتازة فسنبرع فيها، وإذا آمنا بأن رياضة السباحة تعطينا قوامًا أفضل من مشاهير السينما، فقد نحصل على ما تريد، لكن السبب ساعتها ليس بالضرورة الرياضة بقدر ما هو الإيمان الداخلي.

 

حين تدفع ثمنًا ما لشيء ما، يستمر عقلك في تذكر التكلفة والثمن، وتفسير ذلك هو أن العقل يميل لتذكر الخسارة وألمها، مثال: في دراسة أجريت في عام 1985، سألوا أناسًا عاديين، تخيلوا أنكم اشتريتم تذكرة لرحلة ترفيهية مقابل 100 دولار، وبعدما دفعتم، عثرتم على عرض آخر أفضل، بسعر 50 دولارًا واشتريتموه أيضًا، لا يمكن استرداد ثمن أي تذكرة، والرحلتان في الوقت ذاته، ويجب عليكم اختيار رحلة واحدة لتذهبوا فيها.

 

أكثر من نصف الحضور اختاروا الرحلة بثمن 100 دولار، لأنهم شعروا بأن الخسارة كبيرة في حالتها ويجب تقليل هذه الخسارة بالذهاب في هذه الرحلة، رغم أن الأخرى أفضل منها وأرخص.

 

مثال آخر، حين تشتري تذكرة سينما، ويبدأ العرض فتكتشف أن الفيلم سيء جدًا. أغلب الظن أنك ستكمل مشاهدة الفيلم وتعذيب نفسك بمشاهدته حتى النهاية لتعويض خسارتك فيه، عوضًا عن الخروج من السينما ومحاولة استغلال هذا الوقت في نشاط ترفيهي آخر، وحين ندرك أن خسارة ما قد وقعت علينا، نميل لاتخاذ قرارات انفعالية خاطئة بعدها.

 

 

تخيل أنك تلعب لعبة ما مع صديقك، لعبة نسبة الفوز فيها 50% مثل رمي عُملة معدنية وتوقع على أي وجه ستقع على الأرض. حين تخسر لصالح صديقك، فستلعب مرة ثانية وكلك ثقة بأن فرصتك أفضل هذه المرة لأن الاحتمالات ستكون لصالحك. هذا توقع خاطئ، فالاحتمالات ثابتة، 50% لك ومثلها لصديقك. هذا الاعتقاد غير الصحيح هو ما يدفع مدمني المقامرة للاستمرار في خسارة مالهم، ظنًا منهم أن الاحتمالات ستكون في صفهم في المرة التالية.

 

لماذا نظن هذا الظن؟ بسبب أحداث سابقة وقعت لنا نفسرها على هوانا ونبني نظريات على أساسها. هذا الظن يضغط على عقلنا ويدفعنا لعدم فهم كيف يدور العالم من حولنا وكيف تمضي فيه الأمور وبالتالي لا نحسن اتخاذ القرارات. ويميل العقل للاستمرار في المحاولة، بدون تغيير المعطيات والمدخلات، ظنًا منه أن المرة التالية ستكون أفضل وستنجح، وأنه حتما سيحصل على نتيجة إيجابية.

 

 

 

جميعنا نفعل ذلك، ولا ندرك أننا فعلنا إلا بعد ذهاب نشوة الشراء. كم من صفقة غازلتنا فلما اقتنصناها اكتشفنا أننا بلا حاجة فعلية لها؟ هذه العادة قوية ومتأصلة في اللاوعي وتحتاج لتدريب مستمر على مقاومتها. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فالمصيبة أكبر من ذلك، إذ يدرك العقل أننا لسنا بحاجة لما اشتريناه، لكن العقل يريد الشعور بنشوة الشراء، ولذا يبدأ اللاوعي في المجيء بمبررات واهية لهذا الشراء، ويبدأ يزين لنا مزايا وهمية نتجت عن الشراء، حتى نستمر في الشراء مرة تلو المرة.
 

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذاكرة تفقد مخزونها تدريجًا من دون الشعور بذلك الذاكرة تفقد مخزونها تدريجًا من دون الشعور بذلك



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday