غزة – محمد حبيب
تتصدر جمعية "الحق في الحياة" في غزة، المؤسسات المتميزة لتأهيل المعاقين، وذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن حققت إنجازات ونجاحات مميزة خلال الأعوام المُنقضية في هذا المجال.
وتعد جمعية "الحق في الحياة" التي ترأسها السيدة عدالة أبو مدين، مؤسسة فلسطينية غير حكومية، وغير ربحية تقدم المساعدة للإناث والذكور المصابين بمتلازمة "داون" والمصابين بـ"التوحد" داخل قطاع غزة لتعزيز فرصهم في العيش بشكلٍ مستقل وكريم، ودمجهم في الحياة العامة، ويقبلهم المجتمع كأفراد فاعلين في عملية التنمية المستدامة للمجتمع الفلسطيني، كذلك تقديم المساعدات الطارئة، والخدمات التدريبية لفئات المجتمع الفلسطيني الفقيرة والمهمشة.
وحصلت الجمعية في مسابقة نظمتها الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية أخيرًا على جائزة المركز الأول "مؤسسة تأهيل المعاقين المتميزة" في غزة، والتي لها دور مميز في دعم هذه الفئة المهمشة والمقصود بها فئة المعاقين والمحرومة اجتماعيًا.
ويؤكد مختصون على دور جمعية "الحق في الحياة" في خدمة المعاقين، ومدى مساهمتها في رفع الكفاءة، وتنمية إمكانيات الأطفال المعاقين، وكانت قد استحقت الفوز بالمرتبة الأولى عن جدارة من خلال خطتها الواضحة، وتميزها بعلاقاتها الواسعة، ومساهمتها الفاعلة، حيث حصلت الجمعية على العديد من الجوائز العربية والمحلية منذ بداية عملها.
وفازت جمعية "الحق في الحياة" بجائزة "ستارز إيمباكت "Stars Impact Award" ضمن أفضل المؤسسات التي تقدم خدمات للأطفال في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2015، وتسلم الجائزة نيابةً عن الجمعية، المدير التنفيذي المهندس أحمد الحلو، خلال حفل عقد ضمن المنتدى الخاص بريادة أعمال الإحسان"Philanthropreneurship Forum" ، تحت عنوان "الآفاق الجديدة للإحسان" في قصر فرساي للمؤتمرات في باريس.
وكشفت المديرة التنفيذية لمؤسسة "ستارز" منى وهبة، قائلةً: "أظهر الفائزون بجائزة إيمباكت لهذا العام، قدرة على تقديم عمل متفوق يستجيب لاحتياجات الأطفال، ويظهر مواطن القوة في ممارساتهم الإدارية والمؤسساتية"، موضحةً أنّ التمويل المرن سيسمح لتلك المؤسسات التي تدار محليًا، وبشكلٍ جيد أن تقرر كيف سيتم صرف هذه الجائزة بشكلٍ يعزز من العمل الهام الذي تقوم به، لافتةً إلى عدد الدول التي شملتها الجائزة لهذا العام وصلت إلى ١٢ دولة."
وبدورها، وجهت رئيسة مجلس إدارة الجمعية عدالة أبو ستة أبو مدين، الشكر الجزيل لرئيس مجلس إدارة مؤسسة "ستارز" عمر الدباغ على مبادرته الإنسانية، لتشجيع ودعم المؤسسات الإنسانية على مستوى العالم، مشيرةً إلى جهود الشركاء والممولين في تحقيق هذا الإنجاز العالمي الخاص بالجمعية، وتضيف "أننا في جمعية "الحق في الحياة" نعجز عن شكر كل من دعم وساند معنويًا أو ماديًا أنشطتنا وخدماتنا للأطفال ذوي متلازمة داون والتوحد".
من جهته، أكد المدير التنفيذي المهندس أحمد الحلو، على أهمية الحدث، مُعتبرًا إياه نقطة انطلاق جديدة للجمعية نحو العمل الدؤوب لتطوير جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين وتعزيز الشراكات الدولية، مشيرًا إلى أنّ الجائزة عبارة عن شقين أحدهما مالي غير مقيد بقيمة 50 ألف دولار، بالإضافة إلى دعم وتطوير أنظمة الجمعية لتحسين خدماتها.
وتوفر جمعية "الحق في الحياة" خدمات الرعاية الصحية والتعليمية والدعم للأطفال، الذين يعانون من التوحد ومتلازمة داون في قطاع غزة، حيث يعيش حاليًا حوالي ٣٨ ألف شخص ذوي إعاقة في قطاع غزة، بحسب المكتب الفلسطيني المركزي للإحصاء.
وتأسست جمعية "الحق في الحياة" فلسطين في العام 1992 لتكون المؤسسة الفلسطينية الأولى والوحيدة التي تعمل في مجال تأهيل ذوي متلازمة "داون" بمختلف المراحل العمرية عبر مجموعة متكاملة من البرامج والخدمات التأهيلية تشمل: برنامج التدخل المبكر للأطفال ذوي متلازمة "داون"، من الميلاد وحتى (4 أعوامًا)، وبرنامج رياض الأطفال للأطفال المصابين بمتلازمة "داون" من عمر (4 أعوام)، وحتى (8 أعوام)، ومدرسة التربية الخاصة للأطفال المصابين بمتلازمة داون من عمر (8 أعوام)، وحتى (14 عامًا)، وبرنامج التأهيل ما قبل المهني للأفراد المصابين بمتلازمة داون من عمر (14 عامًا)، وحتى (16 عامًا)، وبرنامج التأهيل المهني للأفراد المصابين بمتلازمة "داون" من عمر (16 عامًا)، وحتى (18 عامًا)، وبرنامج التشغيل الخارجي، وخلق فرص العمل للأفراد المصابين بمتلازمة "داون" فوق (18 عامًا)، وتعتمد جمعية "الحق في الحياة" فلسفة الدمج لذوي متلازمة "داون" في مراحل عمرية مختلفة، من خلال البرامج التالية: برنامج الدمج ضمن برنامج رياض الأطفال، وبرنامج الدمج المدرسي، وبرنامج الدمج المهني.
ومع نجاح التجربة العملية لجمعية "الحق في الحياة" في تأهيل ودمج ذوي متلازمة "داون"، والتي كانت واضحة المعالم من خلال أعداد المستفيدين المتزايدة، والتي تتناسب طرديًا مع أعداد ذوي متلازمة "داون" المدمجين أكاديميًا ومهنيًا في المجتمع المحلي، فقد سعت جمعية الحق في الحياة إلى نسخ هذه التجربة لفئة مهمشة من فئات ذوي متلازمة "داون" وهم الأطفال المصابين بـ"التوحد"، وذلك من خلال برنامج تأهيلي متخصص.
وفي خضم هذه المسؤوليات والأعباء الجسيمة الملقاة على عاتق جمعية "الحق في الحياة"، لم تنس الجمعية مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي، وخصوصًا إتجاه الفئات الفقيرة والمهمشة منه، فأفردت مجموعة من البرامج الخاصة لتنفيذ مشاريع التدريب والتنمية المجتمعية، إضافة إلى مشاريع التنمية المستدامة والمشاريع الإغاثية.
وتتطلع جمعية "الحق في الحياة" بحسب مسؤوليها لأنّ تُصبح مدينة الخدمات الإنسانية المتخصصة في إعادة التأهيل الكامل للعدد المتزايد للأشخاص المصابين بمتلازمة "داون" و"التوحد"، وتعزيز قدرة المجتمع المحلي في التعامل مع احتياجاتهم من أجل تعزيز التنمية الشخصية، وتمكينها حتى يتسنى لأفراد هذه الفئة المهمشة تحقيق الأهداف الفردية في الحياة، إضافةً إلى تمكين الفئات الفقيرة والمهمشة في المجتمع الفلسطيني من الحصول على الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم.
أرسل تعليقك