يعتبر التهاب الملتحمة من أمراض العيون التي تم التعرف عليه منذ العصور القديمة، والتهاب باطن العين غالبًا ما يؤدى إلى احمرار العين، ويتسبب في الألم عند لمسها وكذلك حكة شديدة، ومن بين الأعراض الأخرى لالتهاب ملتحمة العين التصاق جفن العين وكذلك حدوث إفراز من العين.
ويقع الكثير في حيرة لمعرفة سبب حالة التهيج، دون أن يعرفوا أن هناك عدد قليل من الأشكال والمجموعات المختلفة من المحفزات، ووصف الأطباء الرومانيين القدماء علاج لهذا المرض مثل مستحضرات الخل وأكسيد النحاس لعلاجه.
وعلى الرغم من تغيير طرق العلاج خلال 2000 عام الماضية، فان المرض لم يتغير، والتهاب الملتحمة هو التهاب الطبقة الخارجية للعين والسطح الداخلي للجفن، والملتحمة هي (الجزء الأبيض من العين).
ويمكن أن تؤثر على عين واحدة أو الاثنين معًا، ويسبب عادة إحمرار، وحصى في العين، وتهيج، وحكة وإفراز قد يكون مائية أو لزجة، والملتحمة هي غشاء رقيق مخاطي شفاف سمكه حوالي 33 ميكرون. تشكل خطوط الجزء الأمامي من مقلة العين فوق الجزء الصلب الأبيض من العين بالإضافة إلى الجانب الداخلي من الجفون، وتكون طبقة مستمرة تمنع سقوط أجزاء مثل الرموش إلى الجزء الخلفي من تجويف العين.
وتفرز الملتحمة المخاط والدموع وتساعد على تليين العين كما تحتوي على خلايا المناعة والأنسجة التي تساعد على منع العدوى، كما تعمل على تمدد الأوعية الدموية كاستجابة لأي تهيج والتهاب. وهذا ما يؤدي إلى احمرار العين الناجم عن التهاب الملتحمة وكذلك جفاف العين، و الإرهاق وغيرها من أمراض العيون.
ويمكن تقسيم التهاب الملتحمة إلى ثلاث فئات رئيسية وفقا لسببه هي: التهاب الملتحمة الفيروسي، الذي هو الشكل الأكثر شيوعا من التهاب الملتحمة المعدية. ويعتبر فيرس "A" الذي يسبب أيضا التهابات الجهاز التنفسي والإسهال - هو المسؤول عن 65-90٪ من جميع حالات التهاب الملتحمة الفيروسي، كما قد تسبب الفيروسات الأخرى مثل فيروس الهربس البسيط الفيروس النطاقي الحماقي أيضًا التهاب الملتحمة.وتصبح العين المصابة حمراء، وبها حكة، وتهيج، كما تنتج إفراز مماثلة للدموع.
ولا يوجد دواء مضاد للفيروسات فعال حاليًا لعلاج التهاب الملتحمة الفيروسي، ولا تعتبر قطرات العين (المضادات الحيوية) فعالة، كما أن العلاج يهدف إلى تخفيف الأعراض، وهذا يشمل على تشحيم العين بقطرات العين، والكمادات الباردة وقطرات العين (مضادات الهيستامين)، وفى الغالب ينتهى المرض تلقائيا المرض في خلال من 2-3 أسابيع.
بالإضافة إلى التهاب الملتحمة البكتيري هو أقل شيوعا من التهاب الملتحمة الفيروسي. ينتج عن البكتيريا مثل البكتريا العقدية الرئوية، والبكتريا العقدية الذهبية، والبكتريا الموراكسيلة، وهذه البكتيريا هي أعضاء في المستعمرات العادية التي تعيش في العيون الصحية وعادة لا تسبب المرض. ومع ذلك، فإنها يمكن أن تتكاثر وتسبب التهاب الملتحمة في ظروف معينة، مثل جفاف العين، الناتج عن مشكلة في العين، أو في ضعف الجهاز المناعي.
ويعتبر هذا النوع منتشر كثيرًا وذلك لان البكتيريا ببساطة تسبب التهاب الملتحمة عندما تنتقل من شخص مصاب إلى شخص غير مصاب. وقد يصيب عين واحدة أو كلتا العينين وتكون أعراضه أيضا احمرار العين، وهياج العين، ومع ذلك، فان التهاب الملتحمة البكتيري ينتج عنه عادة إفرازات بيضاء أو صفراء لزجة مثل القيح، على النقيض من الإفرازات المائية في التهاب الملتحمة الفيروسي، ومع ذلك، فمن المهم الإشارة إلى أن التهاب الملتحمة البكتيري غالبا ما يحل دون علاج.
ويحدث التهاب الملتحمة التحسسي عند التعرض لمسببات الحساسية. وتشمل حبوب اللقاح، وعث الغبار ووبر الحيوانات. وهذا النوع غير معدي ولا يتطلب تجنب المدرسة أو العمل، وأعراضه البارزة احمرار، وحكة في كلتا العينين. ويمكن أن يرافقه حكة في الأنف والحلق وكذلك عطس.
من المهم تحديد وتجنب مسببات الحساسية المخالفة لتلقي العلاج. وهذا قد يتطلب إجراء اختبار حساسية. ويمكن تخفيف الأعراض من خلال تشحيم العين عن طريق القطرات وكذلك الكمادات الباردة وأقراص قطرات العين (مضادات الهيستامين)، وهذا الأدوية متوفرة دون وصفة طبية في الصيدليات.
وعلى الرغم من ذلك، لا ينبغي أن تستخدم قطرات العين التي تحتوي مكونات أنتازولين ونافازولين نشطة لفترات طويلة لأنها قد تسبب زيادة احمرار العين الحمراء عند التوقف عن استخدامها، ومن المهم معرفة أن الألم، والحساسية الخفيفة والبصرية ليست من أعراض التهاب الملتحمة. قد تشير الأعراض إلى مرض عيون يهدد البصر الأمر الذي يتطلب معالجة عاجلة من قبل طبيب عيون. وهناك ما يبرر زيارة إلى أقرب قسم الطوارئ في المستشفى في حالة وجود أي من هذه الأعراض.
كما أن فى حالة الاشتباه في حالة التهاب الملتحمة، يجب أولا، التوقف عن ارتداء العدسات اللاصقة (إذا كنت تضع عدسات) لمدة معينة، واستشارة الطبيب، وإذا لزم الأمر، زيارة طبيب عيون متخصص وتلقى العلاج في العيادة لضمان عدم وجود شيء شديد الخطورة، مثل فيرس الهربس البسيط، أو الحماق النطاقي، أو الكلاميديا.
ويجب على المصابين بالتهاب الملتحمة الفيروسي أو البكتيري تجنب العمل أو المدرسة والسباحة العامة في حمامات السباحة العامة حتى زوال الأعراض، وينبغي عليهم تجنب مشاركة المناشف وأدوات الماكياج، وفرك العين المصابة كما عليهم ممارسة رياضة وتكرار غسل اليدين، خصوصا بعد لمس الوجه أو العينين، والعطس أو السعال.
أرسل تعليقك