أكد العلماء أن السيدات اللواتي تعانين من الصداع النصفي بشكل ملحوظ، أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية في وقت لاحق.
وكشفت دراسة استمرت لعقدين من الزمن أجريت على نحو 115 ألف من النساء، أن عند معانتهن من الصداع النصفي، فإنهن أكثر عرضة لتطور مشاكل القلب الرئيسية بنسبة 50 في المائة.
وأوضح مجموعة العلماء بقيادة خبراء من كلية الطب في جامعة هارفارد، أن أي شخص يعاني من الصداع النصفي، ينبغي أن يخضع لفحوصات السكتة الدماغية.
فحوالي ثمانية ملايين بريطاني، ثلاثة أرباع منهم من النساء، يعانون من نوبات صداع نصفي، والتي تشتمل أيضًا على الدوار والغثيان والشلل النصفي.
وربطت دراسات سابقة بين الصداع النصفي ومخاطر السكتة الدماغية، ولكن دراسات قليلة حتى الأن ربطت بين الصداع الشديد وبين أكثر أمرض القلب والأوعية الدموية انتشارًا.
وتستند النتائج الجديدة على بيانات دراسة "صحة الممرضات في الولايات المتحدة "، التي تتبعت نحو 115541 من النساء بين عامي 1989 و2011.
ولم يتبين بالنسبة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25-42 عامًا، عندما أجريت عليهن الدراسة أي احتمالية للإصابة بالذبحة الصدرية، أو أمراض القلب، أو الأوعية الدموية في بداية الدراسة.
وبحلول نهاية الدراسة، عانت نحو 1329 من أمراض القلب والأوعية الدموية الكبرى، بما في ذلك 678 حالة للنوبات القلبية، و651حالة للسكتات الدماغية، فيما توفي حوالى 223 امرأة نتيجة لمشاكل في القلب.
ولكن أولئك الذين كانوا يعانون من الصداع النصفي كان الأكثر عرضة للمعاناة من مشاكل القلب بشكل ملحوظ.
وكان ما يقرب من واحد من كل ستة في المجموعة تم تشخيص حالتهم بالصداع النصفي في بداية الدراسة.
وخلال الأعوام التالية لبدء الدراسة، سجل النساء نسبة أعلى باحتمالية التعرض للأمراض القلب والأوعية الدموية الكبرى، بحوالي 50 في المائة أكثر، بما في ذلك 39 في المائة زيادة في خطر الإصابة بنوبة قلبية، و62 في المائة زيادة في خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، و37 في المائة زيادة في احتمالات الوفاة عن طريق موت الأوعية الدموية.
وأكد الباحثون أن الاكتشافات الجديدة تضيف إلى النتائج، أن الصداع النصفي ينبغي أن يُعتبر علامة خطر مهمة في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وشددوا على أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، لتحديد الأسباب المحتملة، وتحديد العلاجات التي تمنع الصداع النصفي والتي من الممكن أن تساعد في الحد من هذه المخاطر.
وتعتبر النساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي هن الأكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، وزيادة الوزن.
وكشف العلماء أن هذا ليس هو الرابط الوحيد، ومن المحتمل أن الصداع النصفي يتسبب في نفس المشاكل البيولوجية الأساسية التي تسبب كل مشاكل "الأوعية"، والتي تؤثر على الأوعية الدموية من الداخل.
وكتب فريق الدراسة في المجلة الطبية البريطانية أن "الأدلة تشير إلى أن الفسيولوجيا المرضية للصداع النصفي، يمكن أيضا النظر إليها كاضطراب نظامي يؤثر على نظام الأوعية".
وأضاف الباحثون، الذين كان من بينهم علماء ألمان من معهد الصحة العامة في برلين، أن "هذه النتائج تضيف مزيدًا من الأدلة على أن الصداع النصفي، ينبغي أن يعتبر علامة خطر مهمة في الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، على الأقل في النساء".
أرسل تعليقك