لندن كاتيا حداد
تساعد وخزة من سم النحل، الملايين ممن يعانون من التهاب المفاصل، وذك عقب تطوير العلماء لجزيئات نانو دقيقة يمكن حقنها مباشرة في الركبتين المتألمتين، باستخدام الببتيد الموجود في سم الحشرات، ويطلق عليه أيضًا متيلين له تأثير قوي مضاد للالتهابات، لأنه يوقف تدمير الغضاريف من خلال تكوين أجسام تمتص الصدمات.
وكان العلماء اختبروا هذا من خلال وخز فأر، ويعتقدون أنه كلما أعُطي لمصاب نتيجة إصابة رياضية أو حادث بعد تعافيه، كلما قل احتمال تأثر المفصل بالتهاب العظام، ولكنهم يأملون بأن تساعد جزيئات سم النحل المرضى الذين عانوا لأعوام، وتشير التقديرات أن هناك 9 ملايين بريطاني مصاب بالتهاب العظام باختلاف درجاته، وكلما تقدم الإنسان في العمر تعاني المفاصل الرئيسية مثل الوركين والركبتين والرسغين من التآكل والتمزق كما إنه توجد عوامل خطر أخرى متمثلة في زيادة الوزن، ووجود تاريخ عائلي للمرض وإصابات رياضية.
ويمتص الغضروف تأثير المشي والركض أو رفع الأثقال، بحيث لا تحتك العظام ببعضها البعض أو تتفكك ولكن عند الإصابة بالتهاب العظام، تتمزق الغضاريف، وبذلك تحتك العظام، وهذا الاحتكاك يؤدي إلى انتفاخ المفاصل وحدوث الألم بشكل حاد، كما أنه لا توجد أية عقاقير تعالج هذا الالتهاب لذا يضع كثير من المصابين آمالهم على مضادات الالتهاب لتخفيف آلامهم، وعلى الرغم من أن هذه العقاقير تساعد على تخفيف الآلام، إلا أنها تدمر المعدة إذا استخدمت على المدى البعيد، كمان أن الأكثر قوة منها تتضمن حقن مادة السترويد لتخيف الالتهاب، ولكن ينتهي الأمر بــ 100 ألف بريطاني بإجراء جراحات لاستبدال الركبة، وذلك لأن مفاصلهم تتآكل بصورة سيئة.
وعرف سم النحل كعلاج منذ وقت طويل، لتأثيره على مضادات الالتهاب، ولكن لم تنجح بشكل كبير المحاولات السابقة في جعله آمنًا وفعالًا لعلاج التهاب المفاصل، ويعود هذا جزئيًا إلى أن العقاقير تحتوي على ببتيد نشط يميل إلى السير في مجرى الدم بدلًا من توجهها مباشرة للمفصل المدمر، وفي الوقت نفسه فإن حقن السم الخام يمكن أن يؤدي إلى حساسية تهدد حياة المريض، لكن الاكتشاف الأخير الذي قام به علماء كلية الطب في جامعة واشنطن في سان لويس في الولايات المتحدة، يكمن في إمكانية تحويل الدواء حيث إن الجزيئات الدقيقة المتطورة تحتوي كل واحدة منها على كمية صغيرة من المليتين بالكاد ترى بالعين المجردة، ولأن هذه الجزيئات صغيرة جدًا فإنها تجد طريقها مباشرة إلى النسيج المصاب بمجرد حقنها في الركبة المصابة.
ونشرت نتائج تجارب العلماء على الفأر من خلال منشور قيم نشرته الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أظهرت النتائج أن وخزات سم النحل تعمل بشكل سريع على تخفيف الالتهاب الذي يدمر الغضروف، وقارن العلماء النتائج مع حقن السترويد التي لها نفس التأثير ولكن بينما يتوقف السترويد عن العمل بعد ساعات قليلة يستمر تأثير جزئيات النانو لعدة أسابيع مقبلة، ويعتقد أن ببتيد سم النحل يعمل من خلال تنشيط جزيئات الجسم، ويعرف هذا بالتدخل مع ردة فعل الالتهاب داخل المفصل ما يؤدي إلى التهاب العظام.
وأوضح البروفيسور صامويل ويكلين والذي ساعد في تطوير هذا العقار، قائلًا "يتم حقن جزيئات النانو بعد فترة قصيرة من الإصابة لمنع تمزق الغضروف، وتقترح النتائج أنه يمكنهم منع تقدم هذا الالتهاب ولكننا نعتقد أن العقار، يساعد المرضى الذين لديهم التهاب بالفعل كما أننا نعمل تطوير التجارب لنختبر الفكرة".
وكشفت ناتالي كارتر، وهي مديرة أبحاث الاتصال في معهد أبحاث التهاب المفاصل في بريطانيا، "نعلم أن وجود إصابة في المفصل تعدّ عاملًا شديد الخطورة لتطور التهاب المفاصل، والذي لا يوجد علاج له حتى الآن". وأظهر المليتين تأثيرات واعدة لمضادات الالتهابات في الخلايا التي تنمو في المختبر، ولكن لأنه مشتق من سم النحل، فإنه هناك احتمال بأن تظهر حساسية كتأثير سلبي، وأنه لم يتضح بعد إمكانية أن تكون جزيئات النانو فعالة بمجرد تطور التهاب المفصل".
أرسل تعليقك