لندن ـ كاتيا حداد
اخترع مجموعة من العلماء تركيبة معجون أسنان جديدة مصنوعة من خلاصة الشاي الأخضر، والتي يمكنها أن تتغلب على مشكلة حساسية الأسنان، وتساعد أيضًا على منع التجاويف، حيث يبتعد الكثير من الناس عن المشروبات الساخنة أو الباردة لأنهم يعرفون أنها سوف تفاقم مشكلة حساسية الأسنان، إذ أن معاجين الأسنان الحالية المُصممة لتخفيف الحساسية ليس لها آثار طويلة الأمد.
وفي الواقع، غالبًا ما يعتبر تآكل الأسنان السبب الأكثر شيوعًا للألم أو عدم راحة الأسنان، وقد أثبتت الكيميائية النباتية سابقًا تأثيرها في محاربة البكتيريا التي تُسبب تسوس الأسنان، ويجمع الخليط الجديد هذا النوع من الكيمياء مع عنصر يشيع استخدامه في معاجين الأسنان الحساسة ويعتبر معدنًا أساسيًا للأسنان القوية، فعندما تتأكل الطبقات الواقية من الأسنان، يبدأ النسيج العظمي المسمى العاج بالظهور.
ويحتوي هذا النسيج على أنابيب مجوفة مجهرية، عندما تتعرض للتعرية، تسمح للسوائل الساخنة والباردة والمواد الغذائية بالوصول إلى النهايات العصبية الكامنة في الأسنان، مما تسبب الألم، وتعتبر أيضًا أجزاء العاج غير المحمية عرضة لتشكيل تجويف، وتتواصل تلك الأنابيب مع معدن يسمى نانوهدروكسياباتيت، وهو يعتبر وسيلة طويل الأمد لعلاج الحساسية.
ولكن المواد لا تحمي الأسنان بشكل جيد مع الفرشاة العادية، من التآكل أو الحمض الذي تنتجها البكتيريا المسببة للتجويف، كما يقول الباحثون، وقد أراد تسوى هوانغ من جامعة ووهان في الصين وزملاؤه معالجة الحساسية والقضاء على البكتيريا في الوقت نفسه، لذا استخدم الباحثون مادة الـ"نانوهدروكسياباتيت" ومستخلص الشاي الأخضر "إبيغالوكاتشين-3-غالات"، الذي أثبت قدرة على مكافحة بكتريا " العقدية الطافرة" وهي نوع البكتريا الذي يُشكل الأغشية الحيوية التي تسبب التجاويف في الفم.
وقد تم دمج تلك المكونات مع الجسيمات النانوية السيليكا المعدنية، والتي يمكن أن تحمي من الحمض والتأكل، واختبر الفريق هذا الخليط على الأسنان ووجد أن التركيبة الجديدة تصل إلى أنابيب العاج، كما توصل إلى عدم تسبب الخليط في خطر حدوث تسمم.
وتعمل مركبات الشاي الأخضر كمعطر طبيعي للتنفس، وفقًا للدكتور تيم بوند من المجموعة الصحية "The Tea Advisory Panel"، وقال: "من المعروف أن إضافات الشاي الأخضر لديها عدد من الفوائد لطب الأسنان والنظافة الفموية"، مضيفًا: "تتوقف المواد المتطايرة عن الالتصاق بالمواد المحتوية على السكر، وهي أساس الصفائح التي ينتج عنها مواد تغذية البكتيريا، والتى تُنتج أحماضًا تسرع من تآكل سطح الأسنان".
وتابع بوند: "التأثير المضاد للبكتيريا أيضًا يوقف النمو البكتيري في كثير من الأحيان مما يسبب ألم الأسنان"، مواصلًا إنَّ: "هذا البحث الجديد مبني على الآثار المعروفة للشاي الأخضر وهو إضافة ثاقبة لأبحاث الأسنان"، ونُشرت الدراسة في مجلة أكس أبليد ماتريال أند إنتيرفاسس.
أرسل تعليقك