بيروت - غنوة دريان
يعتبر متلازمة داون أو المنغولية مرض يصيب الأطفال، نتيجة لحدوث خلل في الكروموسومات، وينتج عنها بعض التشوهات في الجينات على الشريط الوراثي. وهذه المتلازمة تسبب تأخر شديد في النمو العقلي للطفل واختلالات في النمو البدني والجسدي. يتم تشخيص مرض متلازمة الداون عن طريق فحص الكاريوتايب Karyotype للكروموسومات.
وقال الدكتور ماجد الحسيني أستاذ علم الوراثة في المركز القومي للبحوث في مصر، "هناك عدة أعراض للأطفال المصابين بمتلازمة داون، منها تسطح حجم الوجه مع تباعد العينين وصغر حجم الذقن وصغر الأذنين". ويصاب الطفل بمتلازمة داون نتيجة لوجود بعض الأسباب والعوامل الوراثية. هؤلاء الأطفال الذين يعانون من هذا المرض يواجهون مشاكل عديدة في صعوبة التأقلم مع المجتمع. كما يجدون صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الأخرين بسبب ضعف الثقافة لدى الناس. لكن عدم معرفة الآخرين بالطرق التي يجب التعامل بها مع الأطفال المصابة بمرض متلازمة داون، يتسبب في تأخر الحالة المرضية لدي الطفل. لذلك يجب العمل على إدماجهم في المجتمع وخصوصًا في المدارس".
محاولة تقبل الآخرين لهؤلاء الأطفال:
على الأسرة والأشخاص المحيطين بالطفل المنغولي أن يتقبلوا وجوده بينهم. يجب عليهم أن يحاولوا التقرب منه واكتشاف مميزاته وعيوبه لكي يتمكنوا من التعامل معه. عليهم أن يقوموا بتحسين نقاط ضعفه وتطوير قدراته وإمكانياته من خلال تلقيهم بعض الدروس التعليمية لتنمية سلوكه ولتحسين قدراته الذهنية. وهناك بعض الأسر يكون لديها طفل يعاني من متلازمة داون تحاول أن تنفر منه، أو تشعر بالإحراج أحيانًا أمام الناس بسبب وجوده. وهذا خطأ كبير. حيث يجب معرفة مفاتيح الطفل المنغولي لكي تقوم الأسرة بتلبية احتياجاته وأن نفاجئه بالأشياء المحببة إليه ونفس الشئ الابتعاد عن الأشياء التي تزعجهم وتقلل من شأنهم.
2- تصحيح الصورة النمطية عن الأطفال المصابين بمتلازمة داون
لابد من إطلاق حملات وبرامج التوعية عبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وشبكات القنوات الفضائية المختلفة يكون هدفها تصحيح الصورة النمطية عن هؤلاء الأطفال وتكثيف العديد من الدروس والنصائح التي تقوم بتعديل المفاهيم والسلوكيات السلبية السائدة عن الأطفال المنغولية، مثل شعور الآخرين بالخجل و الخوف من تواجدهم مع الشعور بالنفور والابتعاد والانعزال عنهم، كذلك لابد من التركيز على جوانب توعية الأفكار الخاصة بالأفراد المحيطة بهم وعلى الأشخاص الأخرين أن يمنحوا لأنفسهم فرصة للحوار والمناقشة معهم وان يقدموا الكثير من المحاولات العاطفية والإنسانية، من خلال التودد معهم أثناء مقابلاتهم في الأماكن العامة.
3- الصبر والصدق في التعامل معهم
وأشار الدكتور جمال حافظ إستشا ري الأمراض النفسية والعصبية، إلى أنه لابد من اتباع الصبر والصدق في التعامل مع الطفل المنغولي المصاب بمرض متلازمة داون. فالصبر والصدق من أبرز السمات التي لابد أن يتحلى بها الأشخاص المحيطين بهذا الطفل وخاصة الآباء. وهناك بعض الأطفال الذين يكون لديهم بطء شديد في الاستجابة، ومشكلة في صعوبة الكلام والتحدث مع الاخرين. لذلك لابد من التفرغ ومنحهم الفرصة للحديث معهم. هناك أيضًا أطفال أخرين شديدو الذكاء والفهم والإدراك ويمكنهم المشاركة بشكل فعال في المجتمع مع تحسين قدراتهم الذهنية والعقلية. لابد أن يشعر الأطفال المصابين بالثقة والأمان في من حولهم حتى لا يصابوا بالانطواء والانعزال عن الجميع. لذا يجب أن تمنحهم الأسرة الثقة بأنفسهم وتشجعهم على المبادرة.
4- لا بد من الاحترام وعدم السخرية
على الأشخاص المقربين والمحيطين بالأطفال المنغوليين أن يتعاملوا بأساليب خاصة معهم بكل احترام وأدب وعدم السخرية منهم ومن سلوكياتهم ولا من أشكالهم. حيث أن السخرية تضعف قدرات الطفل الذهنية وتجعل حالته النفسية سيئة للغاية. لذلك يوصي الدكتور جمال حافظ الأسرة والمقربين بضرورة التحدث إلى الطفل والاستماع له جيدًا وتلبية متطلباته ومساعدته بشكل غير مباشر في تطوير إمكانياته وسلوكياته.
5- الإرشاد من قبل الوالدين
يعلق الدكتور فادي أبو زكي أستاذ أمراض الدم والوراثة بقوله "يزيد احتمال إصابة أطفال متلازمة داون بعدة أمراض كأمراض الغدة الدرقية، وارتجاع المريء، والتهاب الأذن. لذلك لابد من التدخل المبكر منذ الطفولة من أهل المريض حتى لا تتفاقم الحالة". وعلى الوالدين دور كبير كذلك في إرشاد إخواتهم وتوعيتهم في طريقة التعامل مع أخيهم المصاب بمتلازمة الداون ولابد من احترامه وعدم التقليل من شأنه والإنتباه جيدا أثناء التحدث والتعامل معه. كما يجب ملاحظته الصحية بشكل منتظم وعدم إهمال عرضه على المتخصصين لمتابعة الحالة. ويجب كذلك عدم تجريحه بأي كلمة قد تزعجه والتأني في التعامل معه بشكل حنون وتجنب التعامل القاسي أو السيء معه لأنه يحمل قلبًا حساسًا ورقيقًا للغاية. كما يجب على الأهل الاهتمام بمتابعة هواياته المفضلة والاهتمام بوزنه وممارسة التمارين الرياضية. وأيضًا مضاعفة الجهد المبذول من أجل تحسين قدراته على النطق والحديث. أيضًا التعاون مع مدرسته ومدرسيه في تشجيعه على التعامل مع الآخرين.
أرسل تعليقك