واشنطن - رولا عيسى
تمكّن الأطباء من اكتشاف علاج حديث لعلاج حساسية الأسنان، وهي المادة الكيميائية التي تستخدم عادة بمثابة مزيل للصدأ. فذلك الشريط اللاصق الذي يحتوي على طبقة جل من أكسالات البوتاسيوم الكيميائية، يُجرى اختباره حاليا كعلاج للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.
ويوضع الشريط على السن المصاب بنفس الطريقة التي تستخدم بها شرائط تبييض الأسنان، ويترك في مكانه لمدة عشر دقائق،عادة تحدث آلام الأسنان الحساسة عندما تدخل السوائل أو المواد الغذائية في الثقوب الصغيرة التي توجد بشكل طبيعي في سطح الأسنان.
ويُعتقد أن أكسالات البوتاسيوم تعمل على منع هذه الثقوب. وتُبقي المادة الكيميائية على الأسنان لتقدّم العلاج لشهر واحد بعد وضعها.
حساسية الأسنان منتشرة بين واحد من عشرة أفراد
وواحد من كل عشرة أشخاص لديهم حساسية الأسنان، والمعروفة أيضا باسم فرط الحساسية العاجية، وتسبب نوبات قصيرة من الألم الحاد والتي يمكن أن يكون سببها عدد من العوامل، من الهواء البارد إلى الطعام أو الشراب الحار بشكل خاص، البارد أو الحلو.
وعلى الرغم من أن الألم قصير المدى، إلا أنه يمكن أن يؤثر على نوعية الحياة بحيث يصبح على المتضررين تجنب هذه الاضطرابات يوميا. وتحدث الحساسية عندما يصبح العاج، أو الأنسجة التي تشكل الجزء الأكبر من الأسنان، معرضا للهواء.
التنظيف القاسي يأكل مينا الأسنان
وعادة ما تتم حماية العاج بطبقة خارجية من المينا، ولكن نتيجة للتنظيف القاسي، تتآكل تدريجيا من المواد الغذائية والمشروبات الحمضية أو الشيخوخة، وهذا يجعل الطبقة تتآكل وتكشف الثقوب الصغيرة في العاج.
وهذا يحدث غالبا عند نقطة حيث تجتمع فيها الأسنان مع اللثة حيث تفقد طبقة المينا الكثير من وزنها.ومع ذلك، فإن العاج قد يكشف نتيجة لركود اللثة، حيث تنسحب اللثة الخلفية من سطح السن، وغالبا يحدث بسبب أمراض اللثة. ثم تنكشف الجذور السطحية للأسنان والأعصاب.
العاج مشابه في تكوين العظام ولكن مثقوبا بالعديد من الثقوب الصغيرة التي تحتوي على الألياف العصبية، وعند كشفها تنقل إشارات الألم. ومعاجين الأسنان أو مواد شطف الفم التي تحتوي على الأملاح الكيميائية والفلورايد يمكن أن تساعد من خلال منع مرور هذه المواد خلال الثقوب.
وهناك أيضا عدد من المنتجات الأخرى المضادة للحساسية التي تحتوي على مواد كيميائية مثل نترات البوتاسيوم، والتي تسد الأعصاب التي تنقل إشارات الألم. المشكلة أن هذه المنتجات تستغرق وقتا طويلا، حوالي أربعة أسابيع، حتى تظهر آثارها، كما يجب أن يستخدمها الناس باستمرار للحفاظ على العلاج.
تتميز بعدم الذوبان في الفم
والميزة الرئيسية من الشريط الجديد هو أن أكسالات البوتاسيوم لا تذوب في الفم وتبقى نشطة لمدة تصل إلى شهر كامل. في دراسة جديدة في مستشفى بريستول للأسنان، أطباء الأسنان استخدموا الشريط مع هلام يحتوي على أوكسالات البوتاسيوم، وهي مادة كيميائية تستخدم في صناعة إزالة الصدأ، والتبييض وإزالة القشرة من مشعات السيارات.
الأبحاث قد أظهرت حتى الآن أن هذه المادة الكيميائية لديها تأثير مضاد للحساسية عن طريق سد الأنابيب المكشوفة. وفي تجربة جديدة تشمل 100 مريض بحساسية الأسنان، نصفهم وضع الشريط (التي هي كبيرة بما يكفي لتغطية اثنين من أسنانه في وقت واحد) لمدة عشر دقائق، أو استخدام معجون للأسنان الحساسة.
وتم قياس درجة حساسية طوال التجربة التي دامت لمدة شهر، وتم اتخاذ اجراء الفحوصات لمعرفة ما إذا كانت الأنابيب تتعرّض للكشف.
وتعليقا على هذا البحث الجديد، قال داميان والمسلي، وهو أستاذ في طب الأسنان الترميمي في جامعة برمنغهام والمستشار العلمي لجمعية أطباء الأسنان البريطانية: "إنها فكرة مثيرة جدا للاهتمام. يبدو أننا قد وجدنا مادة كيميائية تمنع كشف الثقوب".
وأضاف: "إنني أتطلع إلى نتائج التجربة باهتمام كبير، نظرا لأن حساسية الأسنان يمكن أن تكون مشكلة حقيقية لكثير من الناس، وأنا منهم".
أرسل تعليقك