كورونا وأد آمالًا كبيرة للموضة في رمضان والخسائر بالمليارات
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

محلات مُغلقة ومنتجات راكدة في المخازن بسبب الحجر الصّحي

"كورونا" وأد آمالًا كبيرة للموضة في رمضان والخسائر بالمليارات

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - "كورونا" وأد آمالًا كبيرة للموضة في رمضان والخسائر بالمليارات

فيروس كورونا
القاهرة ـ فلسطين اليوم

رمضان بالنسبة لصناع الموضة كان مناسبة ذهبية. كانوا يترقبونه بلهفة تُترجمها تشكيلات محدودة وحصرية، تشمل قفاطين وعباءات وجلابيات، إضافة إلى حقائب يد وإيشاربات ومجوهرات. معظمهم، إن لم نقل كلهم، أدركوا أهمية المناسبة، وما تعنيه من تقارب إنساني يتجسد في دعوات إفطار وسحور لا تُحصى، وبحسهم التجاري، لم يتأخروا عن تقديم تصاميم خاصة، وحققوا أهدافهم. فمبيعاتهم في رمضان كانت تُغطي أرباح البعض منهم لسنة كاملة تقريبًا. فما أكدته التجارب أن تسويق عباءة من "دولتشي آند غابانا" أو "كارولينا هيريرا"، وغيرهما من بيوت الأزياء العالمية في هذا الشهر، حتى وإن كانت تقدر بآلاف الدولارات، عملية سهلة ومضمونة.

في شهر مايو (أيار) من العام الماضي، مثلًا، حقق صناع الموضة حوالي 1.27 مليار دولار في السعودية وحدها، وحسب مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، التي تتبع مبيعات كل قطاع على حدة، فإن مبيعات المجوهرات في هذا الوقت من العام الماضي ارتفعت في السعودية بنسبة 46 في المائة. والفضل يعود إلى هدايا عيد الفطر. لكن رمضان 2020 ليس ككل عام. فالمحلات والمجمعات التجارية مُغلقة، كذلك معامل الحياكة والإنتاج، فضلًا عن أن العزل الصحي فرض إلغاء أي لقاءات عائلية وغيرها خارج إطار الأسرة الواحدة. كل هذا أدى إلى إلغاء متعة الاستعدادات لرمضان والاحتفالات به.

حسب تقرير نشرته شركة "ماكنزي" في شهر أبريل (نيسان) الماضي، فإن 73 في المائة من سكان الإمارات و66 في المائة من السعوديين أعلنوا نيتهم خفض إنفاقهم. في الإمارات، صرحت 72 في المائة ممن شملهم المسح بأنهم سيخفضون إنفاقهم على الأزياء، و78 في المائة بأنهم سيخفضون إنفاقهم على الإكسسوارات. فالحاجة لشراء أزياء جديدة احتفالًا بالمناسبة لم تعد ملحة. وحتى في حال استدعت الضرورة، فإن إعادة استعمال تصاميم قديمة ستكون هي الخيار الأول هذا العام، إضافة إلى الاستغناء عن الإكسسوارات، مثل حقائب اليد والأوشحة ما دامت الحاجة للخروج قد انتفت.

ورغم أن دبي أعلنت هذا الأسبوع نيتها بفتح المجمعات التجارية بالتدريج، تداركًا للمزيد من الخسائر، إلا أن حركة البيع والشراء لن تعود إلى سابق عهدها في ظل المخاوف من انتشار العدوى. ومخاوف المصممين بأن السلع ستبور في المخازن والمعامل ليست أضغاث أحلام. ولا تقتصر أهمية الشهر الفضيل التجارية على صناع الموضة العالمية، فمصممات المنطقة كن أيضًا يُعولن على هذه المناسبة للترويج لمنتجاتهن.

أمر تؤكده المصممة السعودية أروى العماري، مؤسسة علامة "آرام"، بقولها إن أهمية رمضان والعيد لا تقتصر على الناحية الروحانية فحسب، بل أيضًا التجارية، "فهو مناسبة مهمة جدًا في أجندة الموضة في الشرق الأوسط، ويجني صناع الترف من ورائها الكثير من الأرباح". وتضيف أن المصممين المحليين، مثلهم مثل غيرهم، "فاجأتهم هذه الجائحة. فبعد أشهر من التحضيرات لهذه المناسبة الفضيلة، تم إغلاق كل شيء، وفُرض الحجر المنزلي.

إقرأ أيضا :  

  أبرز صيحات عبايات وقفاطين شتاء 2020 منها المغلفة بالطبعات

والنتيجة أن المخازن والمعامل أصبحت الآن مكدسة بالأقمشة والقفاطين والعباءات التي لن تر النور، ولا يمكن تنفيذها فيما بعد لأنها صممت لهذا الموسم تحديدًا". وتتابع قائلة: "لو طبقنا نظرية ماسلو على الوضع الحالي، سنتأكد من أن هم المستهلك لا ينصب على التسوق، وشراء آخر صيحات الموضة بقدر ما ينصب على رغبته في الشعور بالأمان والطمأنينة".

توافقها الرأي المصممة السعودية المعروفة أميمة عزوز، بقولها إن "عمليات الإنتاج توقفت منذ شهور، والأحوال تُشير إلى أننا قد نبقى على هذا الحال لعدة شهور أخرى. شهر رمضان كان بالنسبة لنا فرصة ذهبية من الناحية التجارية، حيث كانت المرأة تشتري ما لا يقل عن عباءتين أو ثلاثة أثواب إضافة إلى مجموعة من القفاطين، لكن كل هذا تأثر، خصوصًا بالنسبة لمن تعودن على البيع والشراء مباشرة من خلال معارض أو محلات. لهذا من الضروري الآن البدء في التفكير جديًا في الوجود على منصات إلكترونية تتيح لنا البيع في كل الأوقات، وُتجنبنا هذه المطبات المفاجئة" بالنسبة لأميمة، فإن أهمية الأونلاين ستقوى بلا شك "لأن الكثير من الأشياء ستتغير في حياتنا وسلوكياتنا".

تقول هذا وهي تُلمح لمنصات إلكترونية مهمة مثل "نيت أبوريته". فهذه الأخيرة طرحت مجموعة رمضانية تشمل 20 قطعة حصرية من أوسكار دي لارونتا وماركيزا ونعيم خان وريم عكرا، إضافة إلى قطع مجوهرات. كما أن العديد من دور الأزياء وشركات المجوهرات والساعات سارعت بإطلاق منصات إلكترونية، أملًا في تقليص خسائرها، مثل دار "لورو بيانا"، أو التعاون مع منصات محلية مثل منصة "أوناس"، كما هو الحال بالنسبة لـ"دولتشي آند غابانا".

لكن تعود أميمة لتُعلق بأن "كورونا" ربما كانت لها سلبيات اقتصادية كبيرة، كما أودت بالكثير من الأشياء الجميلة في حياتنا مثل اللقاءات العائلية الحميمية، لكنها في الوقت ذاته فتحت المجال للعديد منا لإعادة ترتيب أوراقه "فالتأثير الاقتصادي كان قاسيًا بالنسبة لي على مستوى العمل، لكن على المستوى الشخصي كانت له إيجابيات لا يمكنني إنكارها. من بين ما اكتشفته أننا كنا مسرفين بشكل مبالغ فيه، ولم نكن نُقدر أبسط الأشياء.

لا أخفيك أني ولقتل الوقت في فترة الحجر الصحي، بدأت إعادة ترتيب خزاناتي لأكتشف كمًا هائلًا من القطع التي صممتها أو اشتريتها، ولم أستعملها قط في حياتي، بل نسيت وجودها، لأنها ضاعت ضمن الكم الهائل الذي جمعته عبر السنوات. كان الأمر صادمًا بالنسبة لي، لهذا وضعت ما يمكنني استعماله في الواجهة، وركنت الباقي جانبًا لأهديه لغيري لكي يستفدن منه عوض أن يبقى مركونًا، وشبه منسي في الخزانة". ومع ذلك لا تُخفي أميمة قلقها من استمرار تأثير الأزمة السلبي حتى بعد شهر رمضان الفضيل، بعد أن أدت إلى إفلاس البعض، الأمر الذي يترتب عنه البحث عن أفكار جديدة للتسويق عبر المنصات الإلكترونية، خصوصًا تحسبًا لأي أزمات قادمة.

أما بالنسبة لأروى العماري، فإنه ما دمنا لم نتوصل إلى مصل يحد من انتشار "كوفيد 19"، فإن الوضع سيزيد سوءًا بالنسبة لصناع الموضة، الذين ما إن بدأوا يتنفسون الصعداء في أواخر عام 2019 حتى جاءت الجائحة، لتقتل أي أمل كان لهم بالانتعاش والخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة. فـ"كوفيد 19" قد لا يكون السبب الوحيد الذي هز عالم الموضة، لكنه كان القشة التي قصمت ظهر البعير، كما هو الحال بالنسبة لموقع "ذي موديست"، الذي تأسس منذ حوالي 3 سنوات، وانطلق قويًا، نظرًا لحاجة السوق إلى منبر "شرقي" الهوية "غربي" اللغة، لكنه أعلن نهايته منذ أسابيع. الآن وبعد إعلان فتح المراكز التجارية الكبيرة في دبي، فإن صناع الترف، ربما يُدغدغهم الأمل في إمكانية تقليص خسائرهم، لكن يبقى السؤال ما إذا كان المستهلك بحماس السنوات السابقة نفسه، للخروج والتجمع أم لا؟ فالتسوق في المراكز الكبيرة في الشرق الأوسط كان يستمد قوته ومُتعته من كونه عملية اجتماعية، تُجرى فيها اللقاءات مع الأصدقاء، وهو ما لن يكون ممكنًا في ظل سياسة التباعد الاجتماعي.

قد يهمك أيضا : 

 عباءات الربيع بألوان فاتحة من وحي فاطمة حسام في رمضان

  تعرّفي على أفضل الطرق لتنسيق الجلاليب والقفاطين من وحي عهود العنزي

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا وأد آمالًا كبيرة للموضة في رمضان والخسائر بالمليارات كورونا وأد آمالًا كبيرة للموضة في رمضان والخسائر بالمليارات



GMT 09:10 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

فساتين زفاف إسبانية لعروس 2021 تعرف عليها

GMT 12:18 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

موديلات فساتين زفاف اوف وايت تل

GMT 06:48 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

أبرز الإطلالات الشتوية للفنانات ستعجبك الخيارات
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday