القاهرة- محمد عمار
تنتشر في مصر آلاف المقاهي الشعبية والسياحية او التي يكون حسابها سياحي .. ولكن مع وجود هذا الكم من المقاهي هناك مقاهي متخصصة في الموسيقى والشعر والهوايات حتى التمثيل هناك مقهى للمجاميع او للذين يعشقون التمثيل لذلك كان لنا هذا التحقيق لنغوص في عالم المقاهي ونتعرف على أنواعها ونتكلم مع روادها
قهوة بعرة او قهوة المجاميع
قهوة بعرة هي قهوة الكومبارس او ما يسمى المجاميع في السينما العالمية .. أنشأت في بداية القرن الماضي موقعها في وسط البلد وتحديدًا في شارع عماد الدين في محافظة القاهرة يلتف حولها بنايات قديمة هذه البنايات تحتوي على مكاتب الكثير من الريجسيرات وهم الذين يوزعون الأدوار ويبلغون مواعيد التصوير للفنانين وهم أيضا الذين يقدمون عددا من المجاميع والكومبارسات للأعمال الدرامية ... كان يجلس على قهوه بعرة الكثير من الفنانين الكبار كفريد شوقي ورشدي اباظة وإسماعيل يس ثم الطوخي توفيق مصمم المعارك في السينما المصرية وعدد كبير من المخرجين الذين كانوا يبحثون عن مجاميع مثل صلاح ابو سيف وكمال الشيخ وغيرهم من العظام
حب التمثيل
وأكد احد المترددين على قهوه بعرة، شحاتة محمد ، انه يحب التمثيل ولا يوجد عنده دائرة معارف ولم يجد سوى ان يتردد على هذه القهوة يجلس عليها لأن مكاتب الريجسيرات تطلب كومباترسات من كل الفئات والاولويه في أسبقية التقديم ، مضيفًا : "مثلت في اكثر من عمل ككومبارس مثل مسلسل يتربى في عزو وام كلثوم وغيرها من الاعمال، فيما يأمل شحاتة ان يصبح نجمًا كما كان إسماعيل يس او شكوكو او غيرهم
زياده الدخل
وكشف أحمد غريب انه يعشق التمثيل، متمنيًا زيادة مرتبه، مضيفًا :"أنا اعمل في شركة حراسة خاصة وفي يوم الاجازة انزل تصوير اذا تم طلبي والاجر يختلف فممكن ان يكون 25 او 50 او 100 جنيها وكل ذلك حسب الإنتاج وساعات عدد التصوير ، الأجور اختلفت فمنذ عشر أعوام كان الاجر اليومي ما بين 10 و أربعون جنيها والان ما بين 50 حتى 100 جنيه في اليوم يتم تصوير 16 ساعة نجلس والطعام يأتي ليلا كل ذلك من اجل التوفير ولقمة العيش وزياده الدخل وأضاف أحمد ان العمل قد يزداد في المواسم مثل رمضان او العيدين ومن الممكن في لحظه لا يوجد عمل مطلقًا"
الستات تختلف
من جانبها أشارت "زينب" انها تعمل في مهنة الكومبارس منذ عشرة أعوام والستات تختلف عن الرجال فاذا كان المخرج يطلب بنات جميلات بفساتين سواريه تكون الكومبارسة الواحدة يوما 100 جنيها والمكياج يكون على حساب الإنتاج وسيارات تابعة للإنتاج، مضيفة : "هناك بنات كثيرات تهوى هذا العمل لأنهن يحببن الشهرة ويتمنون ان يراهن احد حتى يعملن كممثلات محترفات وأضافت كل ما نطلبه من وزارة الثقافة هي نقابه للكومبارس الذين يعانون من عدم التأمين عليهم وعدم وجود معاش لهم فالشخص الذي يموت لا يجد من يطعم أولاده وتتذكر زينب وتقول مات زميلنا في احد الأيام جمعنا من بعضنا البعض 2000 جنيها واعطيناهم لزوجته التي كان لديها أربعة أطفال"
قهوة الموسيقيين
تقع قهوة الموسيقيين في شارع عبد العزيز في تقاطعه مع شارع محمد على امام محكمة عابدين تجلس عليها بعض الآلاتية الذين يعزفون على الايقاع او الانون او الدف او الناي او الاوكرديون..مقهى تجد عليه ذكريات وحكايات من عبق التاريخ
وأكد الأستاذ حسن الجندي وهو عازف ناي ويبلغ من العمر 71 عامًا انه يعشق العزف على الناي والفلوت وهو دائمًا ما يجلس ينتظر حفلات الناس "الرايقة الاكابر"، موضحًا ان مصدر رزقه الان يعتمد على حفلات أعياد الميلاد التي تعمل في المنازل للأطفال او حفلات الحضانات او المدارس الابتدائية التي تطلب بعض الموسيقيين للعزف في أعياد الام أعياد الربيع أعياد الطفولة
وأشار عازف الإيقاع، عم جميل هندي إلى ان كل "منطقة لها موسيقيين فمقاهي الحسين لها عازفيها ومقاهي عماد الدين لها عازفيها ومقاهي وسط البلد لها عازفيها وحتى الان تحتفظ القاهرة ببعض العادات فمثلا نجد اركان الموسيقي في عدد من المقاهي وأوضح ان في الموالد كمولد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة الكل يعمل ويكسب حيث تتعدد خيام الابتهالات ويتعدد العازفين والمنشدين وكل هذا ننتظره من السنة الى السنة"
قهوة الاقزام
كانت في شارع الهرم واختفت منذ عام 2011 اختفت تمام لا اثر المحلات جميعها للملابس المستعملة ولكن سألنا على قهوة الاقزام احد أصحاب المحلات قيل لنا ان القهوة استمرت عشر سنوات ولكن أصحابها اغلقوها بعد ثوره يناير وقال ان صاحب المقهى كان قزم وكان كل العاملين فيها اقزام حوالي سبعة اقزام وكانت تحدث مشاجرات دائمة معهم بسبب سخرية بعض الشباب منهم مما جلب الشرطة اكثر من مرة قبل الثورة ولكن اغلق هذه المقهى
أرسل تعليقك