تعرضت الفنانة المتسابقة في برنامج "أراب أيدول" منال موسى، البالغة من العمر 25عامًا، من منطقة دير الأسد داخل فلسطين المحتلة، لهجمة شرسة على خلفية تعامل وسائل الإعلام العربية معها باعتبارها "فنانة إسرائيلية" خصوصًا بعد تصريح المتحدث العربي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بأن المشتركة مواطنة "إسرائيلية" تحمل جواز السفر الإسرائيلي.
وكتب أدرعي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه لا يتدخل في الخلافات السياسية، وكيفية السفر من "إسرائيل" إلى لبنان للمشاركة بالبرنامج، قائلًا "إنَّ كل ما يهمه الآن هو التوفيق للمشتركة منال موسى، باعتبارها مواطنة "إسرائيلية".
بدورها، صحيفة "هآرتس" العبرية، أكدت أنَّ منال موسى سافرت إلى الأردن ثم إلى لبنان بوثائق سفر صادرة خاصة من السلطة الفلسطينية لهذه الرحلة، مضيفة أنهما بذلك خرقا القوانين "الإسرائيلية" لسفرهما إلى لبنان البلد العدو وعقوبتهما ستصل إلى 4 أعوام من السجن أو غرامة مالية باهظة.
يُذكر أنَّ منال موسى واجهت صعوبة في الموسم السابق من البرنامج، بسبب حملها جواز السفر سلطات الاحتلال، حيث مثّل عائقا أمامها أثناء تقديمها تجارب الأداء في الأردن؛ لكنها تقدّمت هذا العام أيضًا من الأردن، وسهّلت السلطة الفلسطينية بعض الأوراق لدخول لبنان هي والمشترك هيثم خلايلة الذي يحمل أيضًا الجنسية من الاحتلال.
وتعيش منال موسى في قرية دير الأسد في فلسطين المحتلة، وهي القرية التي يعيش فيها المشترك الفلسطيني الآخر في البرنامج هيثم خلايلة، ويعتبران من فلسطينيي 48.
من جانب آخر، تداول عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشقيقة متسابقة برنامج “آراب أيدول” في موسمه الثالث منال موسى والتي تدعى “صابرين، التي تظهر في الفيديو وهي تشارك في أحد برامج اكتشاف المواهب العبرية، وتغني لأم كلثوم وأغنية أخرى باللغة العبرية أمام لجنة التحكيم التي أعجبت بصوتها الذي يشبه شقيقتها.
وعبَّر الجمهور عن استيائهم من مشاركة شقيقة منال موسى في برنامج عبري، خصوصًا أنَّ منال في البرنامج تندد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين وتطالب بحريتها.
وتواجه منال هجومًا كبيرًا بعدما كشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” أنها عربية "إسرائيلية"، من قرية دير الأسد شمال الأرض المحتلة، وخدمت في جيش الاحتلال، وذلك في تصريح من أحد أقاربها الذي أكد أنَّ أحد أعضاء الكنيست السابقين عن حزب "الليكود" المتطرف قد ساعدها للمشاركة في البرنامج.
وأوضحت الصحيفة أنَّ منال آراؤها السياسية ليست كما تظهرها في البرنامج، وإنها تدعم جيش الاحتلال وتتاجر بدماء الفلسطينيين للحصول على المزيد من الأصوات.
كما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع منال موسى وهيثم خلايلة مع عضو الكنيست السابق عن حزب "الليكود" المتطرف الدرزي أيوب قرا، قبل اشتراكهم في البرنامج مما قد يؤكد تقرير الصحيفة.
مصدر مقرب جدًا من الفنانة الفلسطينية منال موسى، يقول "هناك من يحاول الاصطياد بالماء العكر بخصوص الأكاذيب التي نشرتها بعض وسائل الإعلام المضللة لتشويه صورة الفنانة الفلسطينية منال موسى، بعد مشاركتها وتجاوزها للمرحلة الثانية في برنامج "آراب أيدول"".
أما بخصوص الصورة المسيئة للفنانة منال موسى والفنان هيثم خلايلة التي جمعتهم مع المتطرف الصهيوني، وتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سيتم توضيح تفاصيلها قريبًا جدًا عبر قناة "ام بي سي" الفضائية وأنَّ الفنانة منال موسى لم تنشر هذه الصورة على صفحتها الشخصية.
وتناقلت وسائل الإعلام هذه، صورة للمتسابقين جمعتهما مع النائب الليكودي، والوزير الإسرائيلي السابق، أيوب قرا، تظهرهما شاكرين دعمه، صاحب ذلك ضجة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أغضب كثيرًا من الفلسطينيين، والفنانين المشاركين في البرنامج.
وقد ظهرت الفنانة منال موسى من قرية دير الأسد الواقعة في الجليل الأعلى المحتل عام 1948، في 16 شباط/ فبراير الماضي، ضمن وفد الاحتلال الإسرائيلي الذي استقبله الرئيس الفلسطيني في مقر المقاطعة في مدينة رام الله.
منال والتي قدمت ستة أعمال غنائية تحمل التراث الفلسطيني، جلست في الصفوف الأولى في الاجتماع الذي ضم 250 "إسرائيليًا" والذين حيَّاهم عباس بـ“شلوم”، وختم متمسكًا بالتنسيق الأمني وإقامة الجسور مع الاحتلال.
منال والتي رددت مقطع “مع السلامة وين بدك، لقعد على دربك وردك” ضمن غنائها للأغنية الفلسطينية التراثية “طلت البارودة”، والتي غنت “على دلعونا وين الحبايب، قلبي على فراق الأخلة دايب”، وغنت وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية في برنامج "نيوز ستار"، “هدي يا بحر هدي .. طولنا في غيبتنا”، لم تلبي أصوات الحناجر الفلسطينية التي كانت تدعو أمام مقر المقاطعة بوقف التطبيع وطرد الوفد الإسرائيلي، أثناء مشاركتها مع الوفد داخل مقر المقاطعة.
اشتعلت منال غضبًا ولم ترق لها الانتقادات التي وجهت لها من قبل الصحفايين والناشطين الفلسطينيين، وردت على إحداها قائلة، "على خلقة صور حكيتو يا صحافة، أما على 6 أعمال فنية ما حدا حكى إشي”، مشيرة إلى أنَّ حضورها كان سوء فهم، وأنها لم تكن تعلم بوجود وفد الاحتلال وحضوره، وأنها جاءت بشكل شخصي، وهو ما ظهر عكس ذلك في عدسات الإعلام، خصوصًا أنها وجهت سؤال للمندوب عن الاحتلال.
وتجاوبًا مع تبريرات الفنانة منال عن مشاركتها مع وفد الاحتلال في المقاطعة، سألتها إحدى الزميلات الصحافيات، "لماذا لم تنسحبي؟ لما حضرت الاجتماع كاملًا؟ لماذا تفاعلتي وطرحتي الأسئلة؟"، فكانت إجابتها أنَّ الأمن منعها من الخروج؛ إلا أنه ما كشف أخيرًا وحسب تسريبات لأحد الصحافيين، أنَّ حضور منال الاجتماع كان لمصلحة خاصة.
وفي ظل تسارع الأحداث في الأرض الفلسطينية، طوي هذا الحدث الذي مضى عليه ثمانية أشهر، إلا أنَّ التقاط منال صورة أخرى مع عضو حزب "الليكود" المتطرف أيوب القرا، بعد تقدمها لبرنامج “أرب آيدول” أعاد وأشعل فتيل غضب المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي والذين تناقلوا الصورة بشكل كبير.
تبريرات مشابهة للأولى، أعيدت وأطلقت أثناء تصريحات لعائلة موسى ، والتي انتشرت في 16 من شهر أيلول/ سبتمبر، وجاء فيها أنَّ القرا، ألحَّ على منال التقاط الصورة معها وهو من نشرها بهدف تشويه صورتها الفنية والوطنية، مبينة أنَّ ذلك جاء بعد استدعائها من قبل شرطة الاحتلال وسحب جواز سفرها والضغط عليها هي والمشاركين في برنامج “أرب آيدل” هيثم خلايلة ومحمد اسدية.
وحصلت منال وفلسطينيين آخرين على الموافقة الأولى من لجنة “أرب آيدل” للمشاركة في البرنامج، والمطلوب منهم الآن أن يغنوا لفلسطين التي تختزل فيها كل معاني الحب والحياة، أن يمثلوا شعبهم أفضل تمثيل، أن يصلوا صوت قضيتهم لمن ما يزال يسد أذنيه ويغمض عينيه عنها.
أرسل تعليقك