يُعتبر لقبي " عمو فؤاد " و " الأستاذ " من أهم ألقاب التي أطلقت على عملاق من عمالقة الكوميديا وهو الفنان الراحل فؤاد المهندس وأحبها إلى قلبه ، وإحياءً لذكرى وفاته قام موقع "غوغل" بعمل بعض الرسومات الكرتونية التي تذكرنا بالعديد من الأدوار التي قدمها عبر مشوار فني طويل .
ولكن الفنان فؤاد المهندس كانت حياته مليئة بالأسرار وكانت شخصيته بعيدا عن الكاميرا مختلفة تماما عن شخصيته أمام الكاميرا ويكشف ابنه محمد لـ" فلسطين اليوم" عن العديد من الجوانب التي لا نعرفها عنه.
فقال : "أبي كان عاشق للوحدة وكان يحب أن يجلس بمفرده لساعات طويلة وكان طيب وحنون للغاية وفي نفس الوقت عصبي جدا، وكان دائما يحب أن يعيش حياته بطبيعية دون أن يشعر بقيود الأضواء والشهرة ، كان يقسو علينا في كثير من الأوقات عندما يجد أمامه خطأ لأنه كان دقيقًا ومنظّمًا للغاية .
فقد كان منضبط جدا في مواعيده لا يمكن أن يذهب لميعاد التصوير متأخر دقيقة واحدة وكان يغضب كثيرا عندما يجد أمامه أشخاص غير منضبطين في مواعيدهم .
وتحدّث عن عشقه لحذاء السيدات والكعب العالي وقال: "أبي كان يعشق رِجل المرأة وقدميها بالكامل وكان يقول إن جمال المرأة في قدميها حتى لو كانت قبيحة الوجهه وقدميها جميلة فهي بالتأكيد تتمتع بروح جميلة ، وكان عاشقًا للكعب العالي في الحذاء وكان دائما يقول إن المرأة الجميلة لابد أن ترتدي حذاء كعب عالي وغير ذلك فهي ليست إمرأة .
وتحدث عن قصة زواجه بالفنانة شويكار وقال : تزوجوا عام 1962 كان هناك علاقة تمثيل وأنقلبت لعلاقة حب وكانت " طنط شوشو" شويكار عندها منة وأبي عنده أحمد وأنا وهم قرروا أول شيء أن يتم تربية ثلاث أطفال معًا حتى أنه لم يحدث تفرقة وحتى الآن علاقتنا ببعض علاقة قوية حتى بعد وفاة أبي.
وعندما كنا نريد من أبي الموافقة على شيء نجعل " طنط شوشو" هي التي تقنعه به . فقد كان أبي وهي متوافقين جدا مع بعض فقد كنا نجلس أسبوعيا معا لنتحدث عن ما نواجهه من مشاكل فكانت علاقة متجانسة وقوية جدا . فأنا لا أستطيع أن أنكر إن جزء من حياتي تربيت على فيه على يد شويكار وأثرت بي جدًا.
وانتقل للحديث عن فوازير " عمو فؤاد " : هذه الفوازير قدّمها على مدى 18 عاما فقد كان لها طعم مختلف عنده وكانت بتسعده كثيرا وكان يشعر بالبهجة للمشاركة في شهر رمضان بهذه الفوازير وعندما كنا نشاهده سعيد كنا كثيرا نشعر بالسعادة نحن أيضا .
فمن أكثر الأشياء التي يعشقها فؤاد المهندس بالترتيب " المسرح ثم "كلمتين وبس" و "عمو فؤاد" .
أما عن علاقته بالمسرح فيقول : "هي علاقة رجل متزوج بالمسرح زواج طويل الأجل ، فالمسرح عبارة عن امتحان بينك وبين الجمهور يوميا بشكل مباشر فكان يعشق المسرح و "الكومبوشة " التي كان يجلس بها الملقن وعندما أرادوا أن يلغوا " الكمبوشة " رفض .
فعندما يذهب للمسرح لا يمكن أن نطلب منه شيئا لأنه يكون قد دخل في نطاق العمل ، وتحدث عن مسرحية "سُك على بناتك" وقال جميع فريق العمل كانت بينهم علاقة تعاون ومحبة والجميع لديه هدف واحد وهو النجاح .
وعن ضربه للفنانة "سناء يونس" داخل المسرحية فقال: بدأ الضرب بشكل واقعي وعندما شاهد تفاعُل الجمهور معها بدأت تضع شيئا بحيث ان الضرب يُسمع ولكن لا يؤلمها .
ونفى وجود خلاف بينه وبين الفنان عبد المنعم مدبولي وقال : عندما قدّم الفنان عبد المنعم مدبولي فوازير في عام من الاعوام الناس اظهروا تلك الشائعة ولكن هذا غير صحيح نهائيا فقد كانت بينهما علاقة قوية جدا ودائمين الاتصال .
وعن تجسيد قصة حياته في عمل فني فيقول : "رفضنا هذا العمل فأجمل شيء هو حب الناس للأستاذ فؤاد المهندس كما هو ، فجميع أعمال السيرة الذاتية فشلت فيما عدا ام كلثوم ، لا لا نريد تجسيد حياته في عمل فني .
وعن هواياته بعيدًا عن التمثيل قال:" كان يحب الرسم كثيرا ، وكان مغرم بالحيوانات كثيرا ، وخصوصا الأسد .
أما عن فؤاد مهندس الأب فيقول : "أنا لم أر في حياتي أب أكثر حنانًا ولا طيبة من فؤاد المهندس لأنه من يوم مولدنا وحتى المرحلة الإعدادية كان له شخصيه مختلف فعندما كنا نخطأ كان العقاب "الضرب" ولكننا لم نخف منه ولكننا كنا نتجنب فعل الخطأ ، وكان عندما يقوم بضربنا كان يدخل في حجرة يبكي وبعدها يجلس معنا ليعلّمنا الصواب ، وكان يحاول دائما أن يتقرب منا أنا وأخي أحمد ، بعد ذلك تغيرت معاملته معنا من المرحلة الإعدادي للثانوية إلى نوع من الصداقة، وكان يعلّمنا كيف نكون رجالًا يُعتمد علينا ، وكيف نواجه جميع المواقف ، فكنا في هذا الوقت نعتبر أنفسنا أصدقاء وكان يعلمنا نأخذ حريتنا لكن في حدود وكان دائما يصفنا بـ " السبوعه" نكاية عن السبع " الأسد " من كثر عشقه له .
وعن رأي أهله في دخوله الفن قال : "والدته كانت رافضة دخوله الفن لكن جدي كان يشجعه ، فذات يوم كان يمثّل على مسرح المدرسة بدون علم والده ووالدته ولكن جدتي علمت بذلك فذهبت وجلست في الصف الأول مع الجمهور وعندما فتحت الستارة قالت له " أنزل ياولد" وبالفعل والدي نزل بدون أن يتحدث فقد كانت شديدة للغاية فالجميع كانوا يخافون منها كثيرا نظرًا لشدتها .
ولكن عندما توفت، شجعه جدي على التمثيل لأنه شعر بموهبته الفنية الكبيرة وكان أبي مصمّم على التمثيل والذي ساعده بأنه في ذلك الوقت كان هناك جيل جديد ظاهر في هذا الوقت الذي ظهر فيه جيل من المخرجين والمؤلفين والفنانين .
وحول اقتنائه لسرير الخديو إسماعيل قال : "عندما سألته عن أسباب اقتنائه لهذا السرير تحديدًا قال "وجدته في مزاد وهو عجبني" وللعلم السرير أتحرق قبل وفاته بشهرين ، وكل ذكرياته ومتعلقاته وشهداته وجوائزه وكل ما هو مرتبط بفؤاد المهندس أتحرق نتيجة ماس كهربائي قبل وفاته ".
ولكنه كان عاشق لهذا السرير كثيرا وكان يجلس يتغزّل به ولكن الحريق سبّب لنا تأثيرًا نفسيًا سلبيًا وعموما كان الحريق أحد أسباب وفاة أبي .
وعن علاقته بالموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب أكد "علاقته به علاقة صداقة حميمة جدا حتى أنه كان في شهر رمضان يرفض أن يذهب للإفطار خارج المنزل فيما عدا الإفطار مع عبد الوهاب ، وكان دائما يذهب له ويجلس معه كثيرا ، حتى أنه لحّن له أغنية " أنا واد خطير" في فيلم " جناب السفير" ولحّن له أيضا أغنية " حضرتنا عظمتنا " في مسرحية "أنا وهي وسموه" فكانت تربطهما علاقة صداقة حميمية جدا .
أما عن علاقته بكوكب الشرق أم كلثوم فيقول : "بينهما حبّ لا يمكن أن يوصف بكلمات ، أبي كان يسكن بمنطقة الزمالك " حي الزمالك بالكامل يعرف إن فؤاد المهندس يسير بسيارته من صوت أغاني أم كلثوم الذي كان يقوم بتشغيلها في السيارة الخاصة به ويعلو بصوت الكاسيت على آخر مستوى وذلك لحبه الشديد لهذه العملاقة " أم كلثوم"، ويقال إنه تزوج من والدتي لأنها تشبه أم كلثوم ، وكان عندما يسلّم على السيدة أم كلثوم يجلس بجانب قدميها ، ولابد أن يقبل يديها عند رؤيتها فقد كان عاشقا لها .
وتحدّث عن الموقف الذي أغضبه من الفنانة شريهان فقال : "في وفاة والدتي لم تقم بالعزاء ولكن في ذكرى الاربعين نشرت شريهان بجريدة الأهرام نعي وكتبت به " الفنانة شريهان تنعي والدة أحمد ومحمد فؤاد المهندس " ولكن المطبعة أخطأت وكتبت " الفنانة شريهان تنعي أحمد ومحمد فؤاد المهندس" وأسقطوا كلمة " والدة " فأنقلبت الدنيا وكلّمته وأعتذرت .
وأخيرا تحدث عن وفاته وقال : الوفاة كانت نتيجة تأثره بأشياء كثيرة أولها وفاة الفنان عبد المنعم مدبولي ، وحريق مقتنياته ، ووفاة ثناء يونس، وأنا كانت لدي مشكلة أثرت به فذهد في الدنيا وسبحان الله شهر ميلاده هو شهر وفاته .
أرسل تعليقك