مارسيل خليفة يفاجئ جمهوره في حفل افتتاح مهرجانات بعلبك
آخر تحديث GMT 18:14:58
 فلسطين اليوم -

شهد مستوى عال من الضخامة والرقي والاجتهاد

مارسيل خليفة يفاجئ جمهوره في حفل افتتاح "مهرجانات بعلبك"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - مارسيل خليفة يفاجئ جمهوره في حفل افتتاح "مهرجانات بعلبك"

الفنان مارسيل خليفة
بيروت - فلسطين اليوم

تفوق الفنان مارسيل خليفة على نفسه، وهو يفتتح "مهرجانات بعلبك الدولية" مساء الجمعة الماضي؛ فكان السؤال الذي يتردد قبل الحفل، ويتكتم عليه مارسيل نفسه، إن كان ثمة مفاجأة يخبئها لجمهوره، فإذا بها مفاجآت بالجملة؛ ليس مبالغة القول، أنه مرت سنوات قبل أن تشهد بعلبك حفلًا موسيقيًا لبنانيًا على هذا المستوى من الضخامة والرقي والاجتهاد.

وخصَّ مارسيل جمهوره، بليلة من المتعة الخالصة؛ في أول حفل له في القلعة الرومانية المهابة، بعد أن كان حفله السابق ضمن المهرجانات عام 2013 قد نقل إلى بيروت تحت وطأة الوضع الأمني الصعب في البقاع.
إقرأ أيضـــــا : ليلى علوي سعيدة لاختيارها رئيسة للجنة تحكيم في مهرجان أسوان


وجاء مارسيل خليفة هذه المرة ليقدم حفلًا للتاريخ، يليق بالأعمدة المهابة والقلعة الشاهقة وتتناسب وروح المكان الضاجّ بعبق الآلهة، الأوركسترا الوطنية الفيلهارمونية ازدحم بموسيقييها الثمانين المسرح بقيادة البديع لبنان بعلبكي، خلفهم وقفت جوقة جامعة سيدة اللويزة التي ضمت ما يقارب 70 منشدًا، وكالعادة تقدمهم جميعًا مارسيل متأبطًا عوده ملتحفًا بوشاحه الذي كان أبيض هذه المرة.

وكررها خلال الحفل وهو يخاطب جمهوره، "ما نقدمه الليلة استغرق وقتًا طويلًا، وعملًا ليس بقليل، ليس سهلًا أن تكتب لبعلبك". لكن النتائج جاءت على قدر التعب.

وجاءت الفاتحة كما الخاتمة، مقطوعة موسيقية وضعها خصيصًا لبعلبك، مطلع في جماليته كان يؤشّر إلى أن المقبل يستحق الإصغاء بتمعن. قصيدة محمود درويش التي صارت شهيرة بعد أن مسّها عود خليفة كانت التالية "فكّر بغيرك وانت تعد فطورك ولا تنس قوت الحمام. فكّر بغيرك وانت تخوض حروبك، لا تنس من يطلبون السلام". ثم طلب من جمهوره أن يردد وراءه تلك الكلمات التي غناها كثر ومنهم سيد إمام "يما مويل الهوى يما مويليا. ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيّا". قائلًا للشخصيات الجالسة في الصفوف الأمامية. حضرات الوزراء والنواب غنوا معنا. معلقًا بعد مشاركتهم "شفتوا صار الوضع أحسن".

لكن الحفل بعد ذلك بدأ يأخذ منحى موسيقيًا تصاعديًا مع مقطوعة أطلق عليها اسم "صلاة موسيقى الليل" وضعها خصيصًا لتلك القامات التي مرت في بعلبك، ذكر منهم زكي ناصيف، عاصي ومنصور الرحباني وتوفيق الباشا، صباح، نصري شمس الدين، "وكل الذين مروا من هنا" قال مارسيل مفسرًا "عملنا موسيقى تليق ببعلبك، تطلبت شغلًا، وما عملناها بيومين". موسيقى أوركسترالية تقتبس بعضًا من أغنية حنة يا حنة". فالفنان بدأ ينكه موسيقاه بالطعم الكلاسيكي الغربي متأثرًا بالأوركسترات العالمية الكبيرة التي عمل معها في السنوات الأخيرة، لكنه يحافظ على روحه الشرقية، في مزج لذيذ وحيوي، تنفخ فيه الحيوية أصوات منشدي الكورال بين الحين والآخر.

وبين القديم الذي نسف الفنان بعضه بتوزيع جديد، لا يفقده رونقه ولا يدخلنا في غربة، كما كان يحدث أحيانًا، والجديد الذي لحنه للمناسبة، والعتيق الذي أراد أن يبقى كما هو، والمقطوعات الموسيقية الساحرة التي وضعها خصيصًا لهذا الحفل الذي أراده نقطة تحول في مساره الطويل، قدم مارسيل خليفة خلطة أراد منها أن يتوثب دون أن يقطع مع الماضي، أن يجدد من غير أن يغضب جمهوره المتشدد أحيانًا اتجاه ريبرتوار لا يريده أن يتغير أو يتبدل؛ فكانت خيارات الحفل مدهشة بالنسبة للبعض، ومخيبة بالنسبة لبعض قليل لا يرى في الموسيقى أولويته، بل يريد مارسيل "أحن إلى خبز أمي" و"ريتا" والبندقية، التي يحال أن يمر حفل من دونها، و"منتصب القامة أمشي".

وهو لم يحرم جمهوره منها، لكن البعض كان يفضل المزيد منها. لكن حسنًا فعل مارسيل أن أراد حفله لكل الأذواق، وأحب أن يقدم لجمهوره فنه بوجوهه المختلفة. وقبل أن يقدم الكورال أغنية من كلمات الشاعر حبيب يونس "اكتبني قصيدة" وصفها مارسيل بأنها "من النوع الشعبي، ونحن لنا وجوه مختلفة".

وتواصلت المقطوعات الموسيقية الموزعة بمهارة حاذقة ممهورة بتحايا لكبار بعلبك بينهم عبد الحليم كركلا (مؤسس فرقة كركلا) الذي كان حاضرًا بعباءته البعلبكية في الصفوف الأولى. وروى مارسيل أنه وفي بداياته وكان لا يزال تلميذًا في الكونسرفتوار الوطني، جاء عبد الحليم كركلا باحثًا عن شبان موهوبين يكتبون له موسيقى لعمل جديد كان يحضر له. "اقترب مني وقال لي سأمنحك أسبوعًا لتضع مقطوعة من ثلاث دقائق. فذهبت إلى عمشيت ووضعتها في ذات الليلة، وعدت، وحين سمعها منحني أربعين دقيقة، وكانت (رقصة العروس)". عزفها مارسيل بتوزيع جديد ومتوثب. ذكر أنه صادف أن الحفل كان يوم 12 أبريل (نيسان) 75 مع اندلاع الحرب الأهلية اللعينة وفي اليوم الثاني، أصيب باص الفرقة واستقرت رصاصة في ظهر الراقصة أميرة ماجد التي شلت وكانت أولى ضحايا الحرب. كما كانت تحية إلى الشاعر البعلبكي طلال حيدر الحاضر أيضًا الذي روى قصة لقائه الأول معه في باريس بفضل محمود درويش، حيث بدأت بعد ذلك رحلة من التعاون الخصب بين الطرفين، واصفًا إياه بـ"شاعر مجنون يشبه آلهة بعلبك"، مؤديًا قصيدته الشهيرة "بغيبتك نزل الشتي قومي طلعي عالبال".

وجاء من الجديد والجميل قصيدة لصلاح جاهين أداها الكورال بعنوان "عصفورة عايزة تطير"، لحنها له مارسيل بعد أن قدمت له أخت الشاعر ديوانه، وأحب أن يسمعها اللحن منذ شهر، لكنه اكتشف أنها توفيت؛ وربما أن الذروة في هذا الحفل كانت مع "روكييم بيروت" التي بدأها رامي خليفة. وهي موسيقى جنائزية تسمع فيها صوت الخراب والحزن والموت لكنها تنقلب إلى موسيقى تصويرية مذهلة، تختلط فيها إيقاعات الفرح بمشاهد الانطلاق السريع صوب مكان ما ثم التوقف المفاجئ. حقًا إنها درة الحفل بكل ما امتزجت به من حالات تخلط بين الجنون والهدوء، الفرح والحزن، السرعة والبطء، ثم إحساسك أنك تواكب شخصًا يهرع نحو حتفه أو الخلاص، ولا يمكن أن تميز إلى اين يتجه. صوت رامي خليفة الذي واكب الجزء الجنائزي شكل إضافة مهمة، وهو غالبًا ما يكتفي بتجويد آلة البيانو التي يعشقها، ونادرًا ما يكون صوته جزءًا من المقطوعات؛ هكذا بات لبعلبك موسيقاها التي تفخر بها، ولبيروت موسيقى تحمل اسمها وتشبهها في مزاجها.

وانتفض مارسيل خليفة قبل أن ينتهي الحفل الذي دام ساعتين متواصلتين دون استراحة. وقف هذه المرة وأدى من دون عوده أغنية "أحمد الزعتر" التي لا يحب تفويت حفل من دونها، ومن بين ما أداه "نشيد الجسر" لخليل حاوي الذي كان له تحية أيضًا وهو "الشاعر الذي أطلق رصاصة على رأسه بمجرد أن رأى أول جندي إسرائيلي في بيروت عام 1982. ولم يحتمل المشهد" قال مارسيل خليفة.

وشكر خليفة آلاف الزاحفين إلى بعلبك من كل المناطق اللبنانية، والمايسترو الذي كان لشراكته معه، فعل السحر، في حفل بني على فكرة أن بعلبك لا يليق بها التكرار وإنما الخلق والابتكار. "طلبوا مني نشيدًا جديدًا لبعلبك فقدمنا عشرة أناشيد جديدة"، ختم فنان الثورة والإنسانية والتجديد.
قد يهمــــك أيضــــا:       

مارسيل خليفة يشعل الليلة الأخيرة من "مهرجان بيت مسك الصيفيّ"

لطيفة تتحدَّث عن "مؤامرة" تُحاك ضدها وتُطالب بحمايتها

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مارسيل خليفة يفاجئ جمهوره في حفل افتتاح مهرجانات بعلبك مارسيل خليفة يفاجئ جمهوره في حفل افتتاح مهرجانات بعلبك



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday