السينما المصرية تُبعث من جديد وتغلق باب الرتابة والتكرار

كانت السينما المصرية من أبرز ضحايا الفترة الممتدة ما بين ثورتين، عاشت حالة من الرتابة والركود، سلسلة من الأفلام التي لا طعم لها ولا لون، ومنتجون كبار يحجمون على الدخول في مغامرة غير محسوبة النتائج ونجوم ينقسمون ما بين الجلوس في المنزل، أو الاتجاه نحو الدراما التلفزيونية دون أي تنازلات، وآخرون يقررون خفض أجورهم من أجل البقاء على الساحة.

ولأن السينما هي مرآة الشعوب فكان من الطبيعي أن تكون صورة صادقة لمجتمع عاش حالة من الضياع والتمزق، حتى عشية ثورة 30-6، وكما رفع المصريون منذ 4 سنوات شعار "مصر تبعث من جديد"، ها هي السينما المصرية تعود إلى التألق من جديد من خلال أعمال قد تجعل السينما المصرية قريبة من العالمية، فنحن أمام سينما تجسد منتهى المحلية للولوج إلى أبواب العالمية.

من بين هذه الأفلام "الخلية" الذي سيعرض في عيد الأضحى من بطولة أحمد عز وهو من الأفلام الضخمة إنتاجيا، إذ وصلت ميزانيته إلى 30 مليون جنيه بسبب مشاهد المطاردات والأكشن، وهو من تأليف صلاح الجهيني، وإخراج طارق العريان الذي استعان بعدد من الخبراء الأجانب، ويجسد عز دور ضابط من قوات العمليات الخاصة، يتولى مطاردة تنظيمات متشددة وخلايا متطرفة.

فيلم "الكنز" أيضا من الأفلام ذات الميزانية الضخمة ويواصل شريف عرفة تصويره حاليا، وهو يضم مجموعة كبيرة من النجوم منهم روبي ومحمد رمضان ومحمد سعد، وتأليف عبدالرحيم كمال، وتدور أحداثه في 4 عصور مختلفة، هي العباسي والعثماني والفرعوني والأربعينيات حتى السبعينيات.

كذلك أوشك المخرج سامح عبدالعزيز على الانتهاء من تصوير فيلم "خير وبركة"، ليصبح جاهزًا للعرض في عيد الأضحى وهو بطولة علي ربيع ومحمد عبدالرحمن، ويجسد "ربيع" ومحمد عبدالرحمن شخصية شقيقين طموحاتهما بسيطة، ويحاولان تحقيق النجاح لإسعاد والدتهما التي تعبت في تربيتهما. 

ويواصل المخرج وليد الحلفاوي، تصوير مشاهد أول أعماله السينمائية، وهو فيلم "الطيارة"، ويتم حاليا بناء ديكور حقيقي للطائرة في أحد الهناجر بجوار مطار القاهرة، ليضفي طابعًا واقعيًا لأحداث الفيلم، يشارك في بطولة الفيلم بيومي فؤاد، إيهاب فهمي، سلوى خطاب، ومن تأليف وليد الشهاوي، ومن إخراج وليد الحلفاوي.

فيلم "الشيخ جاكسون" من الأفلام المقرر مشاركتها أيضا في عيد الأضحى، وهو من بطولة أحمد الفيشاوي ودرة وبسمة ومن تأليف وإخراج محمود البزاوي.

وتدور أحداثه حول وفاة المطرب العالمي مايكل جاكسون، ووقع الأمر على أحد الأئمة المرتبطين به وبفنه، وعن التغيير في حياة الشيخ بعد سماعه الخبر.

ويستعد حاليا المطرب عمرو دياب لتصوير فيلم من إنتاج تامر مرسي الذي رصد له ميزانية ضخمة تتجاوز الـ50 مليون جنيه، لكن الفيلم من المتوقع أن لا يلحق بموسم عيد الأضحى.

كذلك يتواصل حاليا تصوير فيلم "مستر بيبي" بطولة مروة عبدالمنعم، وكريم أبوزيد، وعلاء مرسي، ومن إخراج أحمد شفيق.
ويواصل حمادة هلال تصوير فيلم "شنطة حمزة"، وتدور أحداثه في إطار لايت كوميدي، يجسد من خلاله شخصية نصاب محترف لأول مرة من تأليف أحمد عبدالله، وإخراج أكرم فاروق.

أما نبيل عيسى فيواصل تصوير فيلم "نصف جوازة" وتشارك في بطولة العمل رحمة حسن ومصطفى أبوسريع ومن تأليف أحمد مجدي.

ويستعد الفنان كريم محمود عبدالعزيز لتصوير فيلم بعنوان "اطلعولي بره"، وهو من تأليف طارق أمين، وإخراج وائل إحسان، وإنتاج أحمد السبكي.

ومن الأفلام الجاهزة للتصوير أيضا فيلم "أيام الثورة والغضب" الذي يناقش الأوضاع المصرية بعد أحداث 25 يناير/ كانون الثاني، وصولا إلى 30 يونيو/ حزيران، وتشارك في العمل مجموعة من كبار النجوم، على رأسهم أحمد السقا، ويظهر الزعيم عادل إمام ضيف شرف.

كذلك تعود غادة عبدالرازق إلى السينما بفيلم "رؤية"، حيث تواصل تصويره حاليا وهو من إخراج إبرام نشأت.
واستأنف المخرج أحمد عفيفي تصوير فيلمه الجديد "خطيب مراتي"، بطولة أحمد سعد وريم البارودي، ومن تأليف وإخراج أحمد عفيفي.

وانتهى مؤخرا تصوير فيلم "اتنين في واحد" إلا أن الشركة المنتجة لم تعلن حتى الآن عن الموعد النهائي لعرضه، ويدور حول شخص خجول للغاية، يقوم بدوره خالد سليم، وهو شخص ليس لديه أي علاقات اجتماعية، لكن تحدث له ظروف استثنائية تغير طبيعته تماما، ويشارك في البطولة لطفي لبيب، ومحمد رضا ومن إخراج وائل الرومي.
ومن الأفلام التي تم تصويرها منذ فترة، "عمر الأزرق" وتدور أحداثه حول تجارة المخدرات، ويشارك في بطولته نضال الشافعي، وهبة عبدالعزيز، تأليف عمرو فهمي، وإخراج إيهاب عبداللطيف.

وينتظر "قسطي بيوجعني" قرار العرض، فرغم انتهاء تصويره فإن الشركة المنتجة لم تعلن عن موعد لطرحه في دور العرض، وهو من تأليف وإخراج إيهاب لمعي وبطولة هاني رمزي ومايا نصري، وتدور أحداث الفيلم حول حياة محصل كهرباء، يحدث له عدد من المفارقات الكوميدية، بعد ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء.

ورغم انتهاء تصوير فيلم "طلق صناعى" فإن الفيلم لم يتحدد موعد عرضه نظرا لعدم سماح الرقابة بعرضه، وتدور أحداثه حول شخص يحاول الحصول على التاشيرة من السفارة الأميركية، ويضطر لاحتجاز رهائن، ويشتبك مع الأمن، نظرا لاضطرار زوجته إلى الولادة داخل السفارة، ويقوم ببطولة الفيلم النجم ماجد الكدواني، وتأليف محمد وخالد دياب، ومن إخراج خالد دياب.

ومؤخرا تعاقد الفنان حسن الرداد مع المنتج أحمد السبكي على بطولة فيلم جديد ربما يلحق موسم عيد الأضحى، وبذلك تكون دور العرض على موعد مع عدد كبير من الأفلام السينمائية التي قد تسهم في عودة صناعة السينما لسابق مجدها، بالإضافة إلى ظهور وجوه جديدة في عالم الإخراج والكتابة والتمثيل، استحضارا لمقولة الممثل الكبير محمود ياسين "السينما المصرية شابة لا تحب سوى الشباب".​