القاهرة: مصطفى محمود
جيلٌ فنيٌّ جديد ظهر على الساحة الفنيّة المصريّة وهيمن عليها وتغييراتٌ كثيرةٌ مختلفة عن تلك التي اشتهر بها الجيل السابق خلال سنواتٍ مضت، قلبت موازين نجوم الصفّ الأوّل وخطفت بريقها بعد أن كانوا يسيطرون على ما يُسمّى شبّاك التذاكر، والأمر لا ينحصر فقط على دور السينما وإنّما طال أيضاً نجوم الدراما التلفزيونية.
أمّا عن نجمات الصفّ الأوّل في السينما فعلى رأسهم نبيلة عبيد ونادية الجندي التّي كانت لكلّ واحدةٍ منهما بريقها الخاص، وعرشها الذي تتربّع عليه ولكن لا شيء يبقى على حاله والزمن يتغيّر فلو دامت لغيرك لما وصلت إليك.
تعرض لكم "فلسطين اليوم" بلمحة سريعة نبذة عن كلّ واحدة منهما وتبيّن لكم إن كانتا لا تزالا تحافظان على مكانتهما الفنيّة أو أنّ ظهور هذا الجيل الجديد أثّر عليهما وعلى بعض نجمات الجيل السابق.
تعمل النجمة نادية الجندي في الفن منذ ما يقارب 60 عاماً وشهدت الكثير من العصور السينمائية سواء أفلام الأبيض والأسود وما بعدها وصولاً لعهدها المزدهر وانفرادها بإيرادات السينما من خلال الأفلام التي جسّدت فيها أدوار الجاسوسيّة والتّي اشتهرت بها ومن بينها فيلم "مهمّة في تلّ أبيب" و"48 ساعة في إسرائيل" وغيرها من الأعمال التّي تخطّت الأربعين عملًا سينمائيًّا بالإضافة إلى بعض الأعمال الدرامية، أمّا بالنسبة للنجمة نبيلة عبيد فقد اشتهرت بلقب "قطّة السينما المصريّة" وقدّمت أعمالاً كثيرة حاكت الشارع المصري وتناولت قضايا مجتمعيّة كثيرة، وقدّمت للسينما المصرّية أكثر من مئة عمل كان أبرزها "رابعة العدويّة"، "الراقصة والسياسي"، "الراقصة والطبّال" و"توت توت" وغيرها... ولكنّ السؤال هو على الرغم من كل ما سبق من إنجازاتٍ فنيّة وأعمالٍ سينمائية هل لا زالتا تحافظان على بريقهما ورونقهما أم لا؟؟
يقول الناقد نادر عدلي: "نبيلة عبيد ونادية الجندي هما فنانتان من العيار الثقيل ولا أحد ينكر ما قدمتاه للسينما المصرية من أعمال مميزة، ولكن توافد الأجيال وحلول أجيال جديدة وسيطرتها على الساحة أمر طبيعي وليس غريب، ولكن لكلّ منهما إحترامهما وتقديرهما وقيمتهما الفنية التي ما زالت موجودة لدى الجمهور، وخاصة أنّ حلاوة الفن أنه يعيش مع الجمهور وتظل الاعمال تُعرض إلى الآن على شاشات قنوات الافلام، لذا فلا يمكن أن نغفل هذا التاريخ الفني الكبير لكل منهن".
أما الناقدة ماجدة موريس فتقول: "نبيلة عبيد ونادية الجندي من الفنانات اللواتي حقّقن كيان للسينما النسائية في مصر، ويكفي أنهن تصدرن شباك التذاكر لسنوات طويلة، فلا شئ يقول أنّ بريقهن إختفى حتّى ولو لم تعد تُقدم كل منهما أعمالًا سينمائية في الوقت الحالي ولكن التاريخ باقي وموجود ويدور في دائرة لدى الجمهور بشكل مستمر من خلال العرض على القنوات، فالسينما بمثابة أرشيف للفنان يعيش له في حياته وحتى بعد مماته، لذلك فهنّ قيمة كبيرة لا أحد يُنكرها أو يغفلها، وكل منهن إنتصرت لنوعية السينما التي تُقدمها ونبيلة عبيد أفلامها إنتصرت للمرأة وحقّقت نجاح كبير على نطاق واسع وأثارت قضايا مهمة كثيرة وكذلك نادية الجندي".
أرسل تعليقك