موسكو ـ فلسطين اليوم
ارتفع النفط في العقود الآجلة الأربعاء في وقت تلقت السوق دعمًا من آمال بالتوصل إلى اتفاق بين الدول المصدرة للخام على تثبيت الإنتاج، لكن المكاسب جاءت محدودة بسبب استمرار التخمة العالمية ونية إيران زيادة إنتاجها
وأعلنت مصادر مطلعة على الخطط الروسية إن موسكو ترى أن تراوح سعر النفط بين 45 و50 دولارًا للبرميل مقبول لتحقيق التوازن في سوق النفط العالمية، وانتعشت أسعار النفط في العقود الآجلة من أدنى مستوياتها في شهر لتنهي الجلسة السابقة على ارتفاع بعدما أعلنت الكويت وجود مؤشرات إيجابية إلى التوصل إلى اتفاق في شأن الإنتاج خلال اجتماع الدوحة، وارتفع الخام الأميركي في العقود الآجلة أكثر من دولار للبرميل ليجري تداوله بسعر 37 دولارًا للبرميل. وزاد خام "برنت" في العقود الآجلة 90 سنتًا ليجري تداوله بسعر 38.77 دولار للبرميل.
وأفادت المصادر الروسية لوكالة "رويترز" بأن موسكو تريد توطيد التعاون مع "منظمة البلدان المصدرة للبترول" أوبك لمساعدة السوق على استعادة توازنها بسرعة أكبر، وأضافت "تجري حاليًا مناقشات في شأن فترة تثبيت الإنتاج وسبل مراقبة الاتفاق" مؤكّدة أن: "مستوى 45-50 دولارًا مقبول من حيث تحقيق التوازن في السوق. إذا ارتفعت الأسعار فإن إنتاج النفط الصخري قد يبدأ في التعافي".
وتعتقد المصادر التي ناقشت موقف موسكو بأن إيران ستواجه صعوبة في الوصول سريعًا إلى المستويات التي أعلنتها، وتابعت أن النمو في الإنتاج الإيراني يأتي حاليًا من بيع النفط المخزون وتشغيل الحقول التي يسهل تدشينها. وأضاف مصدر: "تجري مناقشة تجميد مستويات الإنتاج من دون إيران ، حاليًا لا نرى شروطًا صعبة من الآخرين في شأن مشاركة إيران"، مشددة على أن روسيا لا تنوي تعليق مشاريعها الجديدة في إطار اتفاق التثبيت وقد تستخدم سبلًا أخرى لتنظيم الإنتاج من بينها وسائل فنية، ونقل التلفزيون الرسمي في إيران عن وزير النفط بيغن زنغنه قوله إن إنتاج طهران من الخام سيصل إلى أربعة ملايين برميل يوميًا بحلول آذار مارس 2017 فيما تنوي طهران تصدير 2.25 مليون برميل يوميًا من هذه الإمدادات.
وأعلنت كبيرة خبراء الاقتصاد الروسي في البنك الدولي، بيرغيت هانسل، إن البنك لا يتوقع بالضرورة زيادة كبيرة في أسعار النفط في حال التوصل إلى اتفاق على تثبيت الإنتاج خلال اجتماع الدوحة، في حين أشار بنك "إيه إن زد" إلى أن العقود الآجلة للنفط "اكتسبت بعض الزخم ... التصريحات التي أدلت بها مندوبة الكويت لدى أوبك أعطت بعض الدعم للأسعار"، لكنه حذر من أن المستثمرين سيبقون حذرين على الأرجح قبيل الاجتماع المزمع في 17 الجاري.
وأكدّ مصدر في قطاع الطاقة الروسي أن وزير النفط الفنزويلي إيلوخيو ديل بينو ينوي زيارة موسكو هذا الشهر لحضور مؤتمر حول الطاقة، ونقلت وكالة "إنترفاكس" أن الأمين العام لـ "أوبك"، عبدالله البدري، ووزير البترول السعودي علي النعيمي سيحضران أيضًا، وفي العراق، شهد ميناء البصرة ازدحامًا شديدًا إذ بلغ عدد ناقلات النفط العملاقة التي اصطفت في طابور الانتظار خارج الميناء 30 ناقلة بسبب حالات التأخير في جدول التحميل، ووصلت مدة انتظار بعض الناقلات إلى ثلاثة أسابيع في وقت بلغت الكلفة التي تتحملها شركات التشغيل نحو 75 ألف دولار للناقلة الواحدة في اليوم. وتوقعت مصادر ملاحية وأخرى من الميناء حدوث مزيد من التأخير هذا الشهر إذ تواجه منشآت المدينة مشاكل في مجاراة الزيادة الهائلة في إنتاج العراق من الخام، وأظهرت بيانات الشحن لدى "رويترز" أن 27 من الناقلات العملاقة والناقلات من فئة "سويس ماكس" بطاقة إجمالية 43 مليون برميل تنتظر قبالة ميناء البصرة، ومن مصر أوضح مسؤول في وزارة النفط أن مستحقات شركات النفط الأجنبية لدى الحكومة المصرية بلغت نحو 3.2 بليون دولار في نهاية آذار، في ما يشير إلى ارتفاعها بنحو 200 مليون دولار عن مستواها في كانون الأول ديسمبر.
أرسل تعليقك