القدس المحتلة ـ فلسطين اليوم
تستمر أزمة سداد الديون السيادية بين اليونان والاتحاد الأوروبي بشكلٍ خاص وترويكا بصفة عامة، تراوح مكانها للأسبوع الثاني على التوالي دون وجود بريق أمل لتوقع وتوقيع اتفاقية لتسوية الأمر.
الخبير المالي والاقتصادي أمين فايق أبو عيشة توقع استمرار العزم السلبي والتأثير غير الإيجابي على العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" أمام العملات الأجنبية الأخرى وعلى رأسها الدولار الأميركي، حيث أنه للأسبوع الثاني على التوالي فشلت المفاوضات بين أثينا والترويكا أو ما يعرف باتحاد المقرضين الدوليين ممثلين بالبنك المركزي الأوروبي والاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.
وأضاف، أنه بعد اجتماعات صاخبة ومستمرة وصلت المفاوضات المكوكية بين الأطراف لنقطة الصفر، فترويكا مصممة على سداد اليونان حوالي 1.6 مليار يورو كدفعة من ديونها المستحقة السداد دون قيد أو فرض أو شرط، واستمرار أثينا في برامجها الإصلاحية والتقشفية، وذلك لأجل استمرار استدامتها المالية، هذه الحزمة من البرامج الإصلاحية والتقشفية المفروضة على اليونان ستطول جوانب عده من منظومة الرواتب والأجور وضرائب القيمة المضافة على الكهرباء والمياه، وبمعدلات تصل 11% و 23% ومساهمات العناية والرعاية الصحية للمتقاعدين وزيادتها من 4% إلى حوالي 6% هذه الشروط وحدها إن تمت فقط وطبقت من قبل أثينا كفيلة بحصول اليونان على الدفعة الأخيرة وقيمتها 7.2 مليار يورو من قروض بلغت قيمتها حوالي 240 مليار يورو قدمت من قبل اتحاد الدائنون "ترويكا" إلى اليونان منذ العام 2010 وحتي الآن ، وتتبع برنامج الإنقاذ المالي لأوروبا اتجاه أثينا .
وفي حال عدم وفاء أثينا بسداد 1.6 مليار يورو ستعلن ترويكا الإفلاس المالي لليونان وبالتالي سيزيد ذلك الأمر من احتمالات خروجها من منطقة الـ 19 "اليورو" وهو ما تخشاه الأسواق النقدية وبشكل عام أسواق الصرف.
وتابع أبو عيشة موضحًا أن استمرار النظرة التشاؤمية اتجاه اليونان سيجعل اليورو ينخفض مقابل الدولار الأميركي لأدني مستوياته، حيث من الممكن أن يختبر سجل تشارت التداول "الرسم البياني" حاجز دعم 1.1050 الاثنين المقبل فنيا وهندسيا سيكسر اليورو حاجز 1.10 مقابل العملة الخضراء ، وسيعمل ذلك الأمر على تعزيز قيمة الدولار الأميركي مقابل اليورو والعملات الأجنبية الأخري وعلى رأسها الشيكل "الإسرائيلي".
إن قبول اليونان بهذا الأمر يطعن بالمبادئ الاقتصادية والسياسية لحزب "سيرازيا" اليساري بقيادة رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، وهو الحزب الذي عارض خطط الإنقاذ وبرامج التقشف ووقف ضدها حتى وحين فاز في الانتخابات التشريعية والرئاسية في 25 من كانون ثاني (يناير) العام 2015.
وحسب أبو عيشة فإن مجابهة هذا الأمر دفع برئيس الوزراء اليوناني اليساري اليكسيس تسيبراس لإعلانه إجراء استفتاءً شعبيًا في 5 تموز(يوليو) المقبلوهو ما وافق عليه البرلمان اليوناني الأحد وذلك للتصديق من عدمه على شروط ترويكا.
وبين أبو عيشة أن أثينا ومنطقة اليورو اليوم على حافة الجرف المالي لليورو، فبتوقيع الاتفاقية سينتشلهما من انهيار العملة الأوروبية وإفلاس اليونان المالي وخروجها، فليس الأمر بالخروج مقتصر على اليونان فهنالك دول ستخرج من هذه المسبحة "منطقة اليورو"، وهي إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وقبرص تعاني إشكالية الديون السيادية لليونان ، كما ـن إعطاء ترويكا فترة ومهلة أطول للسداد تتجاوز 30 حزيران(يونيو) لأثينا سيضعف عصب اليورو الممثلة بفرنسا وألمانيا وسيجعل منهما البقرتان التان تعطيان أوروبا كل شيء ودون شيء، وهنا تكمن الإشكالية في الشكل والهيكل.
وعن توقعه اتجاه سعر صرف الشيكل مقابل الدولار الأميركي توقع الخبير المالي الدولي أبو عيشة تداولا للدولار من جديد فوق حاجز ترند وفوق مستوي واتجاهات 3.83، وما يدعم من ذلك الاتجاه الثوري هو إعادة اختبار الدولار الأميركي مستويات التداول 3.81، كما أن استمرارية ضعف العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" وغياب آفاق جديدة للحلول في الأيام المقبلة إضافة لوجود بيانات أميركية ستصدر الأربعاء متعلقة بالتوظيف والتشغيل الأميركي غير الزراعي "الخاص" عن شهر حزيران(يونيو) الجاري.
ونصح أبو عيشة المواطنون بالبيع الآني للدولار فقط لأن سعر الصرف سيتحسن وبشكل كبير الاثنين، وبالتالي سيعمل ذلك على زيادة الطلب الآني وزيادة سعر العملة الخضراء من جديد مقابل الشيكل.
أرسل تعليقك