الدولار الأميركي يتراجع بشكل نسبي بسبب قرارات السياسة النقدية الجديدة

تراجع الدولار الأميركي، الخميس، مع اتجاه بعض المستثمرين إلى بيع العملة قبيل الاجتماع السنوي لمحافظ المصارف المركزية في جاكسون هول في ولاية وايومنغ الذي قد تصدر خلاله عن رئيسة مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي جانيت يلين إشارات جديدة في شأن السياسة النقدية، وصدرت في الآونة الأخيرة تصريحات تصب في مصلحة تشديد السياسة النقدية عن مسؤولين في مجلس الاحتياط من بينهم نائب رئيس المجلس ستانلي فيشر ورئيس فرع المجلس في نيويورك وليام دادلي ما دفع بعض المستثمرين إلى زيادة رهاناتهم على رفع أسعار الفائدة الأميركية في وقت ليس ببعيد في حين يعتقد البعض أن يلين قد تصدر مثل تلك الإشارات أيضاً في كلمتها أمام الاجتماع.

وانخفضت العملة الأميركية قليلاً أمام نظيرتها اليابانية إلى 100.40 ين بعدما نزلت دون مستوى 100 ين في الأيام الماضية، وجرى تداول العملتين في نطاق ضيق بين 99.55 و102.83 ين هذا الشهر لكن بعض المتعاملين قالوا إن الدولار قد يسجل ارتفاعًا كبيرًا إذا مهدت يلين الطريق أمام رفع أسعار الفائدة. وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.1295 دولار متجاهلة بيانات ضعيفة في مسح لألمانيا أجرته مؤسسة "إيفو" وأظهر تراجعًا حادًا في ثقة قطاع الأعمال الألماني في آب (أغسطس) ليسجل أكبر هبوط شهري منذ ذروة أزمة ديون منطقة اليورو في 2012 مع تضرر المعنويات من القرار البريطاني مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وجرى تداول الجنيه الاسترليني قرب أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع في مقابل الدولار مواصلاً طريقه نحو أفضل أسبوع خلال ستة أسابيع مع انحسار تأثير المخاوف المتعلقة بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي قليلاً بعد نتائج اقتصادية بريطانية أفضل من المتوقع في الآونة الأخيرة، واتجه الاسترليني إلى أفضل أسبوع له في ستة أسابيع في مقابل اليورو بعد صعوده إلى أعلى مستوى في أسبوعين في مقابل العملة الأوروبية الموحدة الأربعاء.

وبلغ الاسترليني في مقابل العملة الأميركية 1.3227 دولار ما يعني أنه يقترب من تحقيق مكسب أسبوعي بنحو 1.5 في المئة تقريبً، وأظهرت بيانات الثلاثاء أن طلبيات صادرات الصناعات التحويلية البريطانية زادت إلى أعلى مستوى في عامين في آب/أغسطس، وانخفض الاسترليني 0.2 في المئة أمام اليورو ليجري تداوله عند 85.32 بنس لكنه ما زال قرب أعلى مستوى بلغه في اليوم السابق عند 84.86 بنس ويقترب أيضًا من تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.5 في المئة.

وتماسك الذهب فوق أدنى مستوى في أربعة أسابيع لامسه في الجلسة السابقة مع تراجع الدولار قليلاً قبيل كلمة يلين. ومن شأن رفع أسعار الفائدة الأميركية زيادة تكلفة الفرصة البديلة الضائعة على حائزي المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدُا وارتفاع الدولار في الوقت ذاته ما يجعل شراء الذهب أعلى ثمنًا لحائزي العملات الأخرى. وصعد الذهب نحو 0.2 في المئة إلى 1325.30 دولار للأونصة. ولامس المعدن الأصفر أدنى مستوى في أربعة أسابيع عند 1323.20 دولار للأونصة الأربعاء مع ارتفاع الدولار. ولم يسجل الذهب تغيراً يذكر في العقود الأميركية عند 1328.90 دولار للأونصة.

ومن بين المعادن النفيسة الأخرى زادت الفضة 0.3 في المئة إلى 18.56 دولار للأونصة بعد تراجعها لأدنى مستوى في ثمانية أسابيع عند 18.46 دولار للأونصة في وقت سابق من الجلسة. وارتفع البلاتين 0.4 في المئة إلى 1076.70 دولار للأونصة في حين زاد البلاديوم 0.6 في المئة إلى 685.75 دولار للأونصة بعد انخفاضهما إلى أدنى مستوى في أكثر من أربعة أسابيع الأربعاء.

وهبطت الأسهم الأوروبية وتصدرت أسهم شركات التعدين قائمة الخاسرين لليوم الثاني على التوالي في حين ارتفع سهم شركة "جي أف كيه" الألمانية لأبحاث السوق بفعل الحديث عن عملية دمج واستحواذ، وانخفض مؤشر "ستوكس 600" لأسهم الشركات الأوروبية 0.8 في المئة بعدما سجل مستوى جديدًا هو الأعلى في أسبوع في الجلسة السابقة، وهبط مؤشر "ستوكس 600" للموارد الأساسية أكثر من اثنين في المئة ما جعله القطاع الأضعف خلال اليوم بقيادة هبوط نسبته 3.7 في المئة لسهم عملاق التعدين "غلينكور".

وتراجعت الأسهم اليابانية عند الإغلاق بعد تداول ضعيف بسبب حالة الترقب التي سبقت كلمة يلين، وانخفض مؤشر "نيكاي" القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 0.3 في المئة إلى 16555.95 نقطة، وتراجع مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقًا 0.2 في المئة إلى 1304.27 نقطة حيث جرى تداول 1.349 بليون سهم مقابل متوسط تداول يومي 1.970 بليون سهم على مدار 30 يومًا.

وأغلقت الأسهم الأميركية على انخفاض مساء الأربعاء بفعل خسائر لقطاعي السلع الأولية والرعاية الصحية بينما واصل المستثمرون تقييم احتمالات زيادة في أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. وأنهى مؤشر "داو جونز الصناعي" لأسهم الشركات الأميركية الكبرى جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضًا 65.82 نقطة أو 0.35 في المئة إلى 18481.48 نقطة في حين تراجع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الأوسع نطاقًا 11.46 نقطة أو 0.52 في المئة ليغلق عند 2175.44 نقطة. وأغلق مؤشر "ناسداك المجمع" الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا منخفضًا 42.38 نقطة أو 0.81 في المئة إلى 5217.70 نقطة.