واشنطن ـ يوسف مكي
بدأت أسوأ المخاوف التي أصابت الأسواق في نهاية العام في التلاشي، مما دفع العديد من المستثمرين ليصبحوا أكثر تفاؤلا بشأن النفط، منذ شهرين، وذكر موقع بلومبرغ الأميركي أن صناديق الإحاطة المالية تعززت بصافي رهانتها بسبب ارتفاع أسعار خام برنت بنسبة 9%، في الأسبوع الماضي في 15 يناير/ كانون الثاني، ومعظمها بسبب الاستمرار في التخلص من موجة البيع على المكشوف في نهاية عام 2018.
وبلغ هذا التحول ذروته مع إغلاق المؤشر القياسي العالمي عند أعلى مستوياته في 8 أسابيع، يوم الجمعة، بعد أن قيل إن الصين تقترح زيادة الواردات من الولايات المتحدة؛ لإنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم.
وحفزت إشارات من الاحتياطي الفدرالي الأميركي بعدم التسرع في رفع أسعار الفائدة، المستثمرين على إلغاء الرهانات بأن النفط سينخفض عندما يرتفع الدولار.
وفي هذا السياق، قال ليو مارياني، محلل في كيبناك كابيتال ماركت:" أعتقد الجميع أن الوضع كان تشاؤميا ومظلما منذ 4 أو 5 أسابيع، حيث البطئ الاقتصادي الكبير، وأعتقد أن هذه النظرة تغيرت للتو. وبالتأكيد كان هناك الكثير من عمليات إعادة تحديد المواقع نتيجة لذلك."
وتساعد المخاوف المتلاشية بشأن التجارة والسياسة النقدية، السوق في التركيز على التطورات الإيجابية في سوق النفط، ويبدو أن أوبك جادة في استزاف وفرة الإمداد المعروض العالمي، كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية تحسن الطلب هذا العام.
ووصلت العقود الآجلة لخام برنت (الفرق بين الرهانات الصاعدة والهابطة) إلى 172.905 خيارا في الأسبوع المنصرم في 15 يناير/ كانون الثاني، بحسب إحصاءات مؤسسة ICE Futures Europe، يوم الجمعة، وكان هذا الرقم هو الأكثر صعودا منذ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني.
ولم يبدأ النفط بهذه القوة منذ 18 عاما، في الولايات المتحدة. وبعد إغلاق عام 2018 وهو في حالة السقوط الحر، انتعشت أسعار النفط الخام في الولايات المتحدة بأكثر من 18% للبدء هذا العام. ويعد هذا أكبر قفزة خلال أول 13 يوم تداول منذ يناير/ كانون الثاني 2011، وفقا لبيانات New York Mercantile Exchange والتي جمعتها بلومبرغ.
وقال كريس كيتنمان ، كبير استراتيجيي الطاقة لدى شركة "Macro Risk Advisors LLC":" بعد مرور ثلاثة أسابيع من شهر يناير/ كانون الثاني، وبدء تخفيضات الإنتاج في الإنخفاض، يمثل ذلك إشارة قوية في تغطية القصور. والآن، إنها لعبة أوبك من حيث الشروط المتعلقة بمدى التكثيف في سحب البراميل."
وبينما تسير النظرة في طريق التفاؤل، فإن صناديق التغطية الاحتياطية تحتاج إلى مزيد من اليقين فيما يخص صفقة تجارية أو نمو مستمر؛ لبدء رفع رهانتها الطويلة بشكل ملحوظ.وقال كينتمان:" حتى نحصل على ضوء أخضر من أي اقتصاد على التجارة، أعتقد أن الأمر سيكون صعبا."
قد يهمك ايضا : 2,85 تريليون دولار حجم التجارة الخارجية الصينية خلال ثمانية أشهر
الصادرات الصينية تتحدى الرئيس ترامب وتواصل نموها القوي خلال أيلول الماضي
أرسل تعليقك