يشكل الصقيع المصاحب للمنخفض الجوي العميق الذي يضرب المنطقة، بالإضافة الى المخاوف من نوايا الاحتلال تكرار فتح السدود والعبارات المائية مخاطر جسيمة على المحاصيل الزراعية وتحديداً المحاصيل الحقلية شرق مدينة غزة.
لم يخف مزارعو هذه المنطقة المنخفضة نسبياً قلقهم الشديد من تعرض مزارعهم للأذى والدمار الشامل اذا ما استمرت موجة الصقيع التي اخذت بالتعمق خلال الساعات الأخيرة، بالإضافة الى مخاطر فتح الاحتلال للسدود المائية القريبة من الحدود.
ولن تشفع الإجراءات الاحترازية التي اتخذها المزارعون في المنطقة الحدودية خلال الأيام والساعات الأخيرة بحمايتهم من خطر اغراقها مجدداً بعد أن أغرق الاحتلال جزءا واسعا منها مطلع الأسبوع الجاري عندما فتح العبارات وبرك التجميع الضخمة المقامة على بعد عشرات الأمتار من الحدود داخل الجانب الإسرائيلي.
ويعيش هؤلاء المزارعون في حالة ترقب شديدة مما ستحمله الأيام القادمة، خصوصاً مع توقع الأرصاد الجوية بهطول كميات كبيرة من الامطار خلال الساعات القادمة كما هو الحال مع المزارع هاني اسليم والذي أحاط ارضه المزروعة بالبصل بساتر رملي.
وأضاف اسليم، إن المنخفض الحالي وبرغم من حمله كميات كبيرة من الامطار، الا انه يحمل الكثير من المخاطر ومن بينها الصقيع وفتح الاحتلال للعبارات المائية المقامة في منقة مرتفعة مقابلة للشريط الحدودي شرق حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة.
ويشاركه الرأي المزارع اسعد المغني صاحب مزرعة في منطقة شرق حي الشعف القريب من العبارات المائية والذي أشار إلى أنه والمزارعين في المنطقة أمام خيارين قاسيين خلال المنخفض الجوي الحالي وهما موجة الصقيع التي تشكل خطراً داهماً على مزرعته المزروعة بالقمح وكذلك خطر الإغراق.
وقال المغني إن الحلول المتاحة وامكانياته الذاتية لا تكفي لتبديد المخاطر، خصوصاً وان عشرات المزارع تعرضت للدمار خلال الأيام الماضية بعد أن اغرقتها مياه السدود الإسرائيلية التي عادة ما يفتحها الاحتلال في مثل هذه الظروف.
وقال، ان مشكلة الصقيع يمكن ان يتم التغلب عليها ببعض الإجراءات الوقائية و"لكن لا يمكن تجنب تداعيات فتح السدود الإسرائيلية على الاطلاق خصوصاً وان المنطقة منخفضة بشكل واضح مقارنة مع المنطقة المقام عليها برك وعبارات تجميع مياه الامطار التي أقامها الاحتلال في المنطقة منذ سنوات.
وفي منطقة قريبة من ارض المغني وتحديداً بالقرب من محيط منطقة معبر "ناحال" ومنطقة الطاقة يحاول أصحاب الأراضي الزراعية التي غمرتها مياه العبارات الإسرائيلية اصلاح وترميم مزارعهم دون جدوى بسبب الدمار الشامل الذي حل بها.
وقدر الناطق باسم وزارة الزراعة بغزة أدهم البسيوني الأراضي المزروعة التي اغرقت بمياه العبارات والسدود الإسرائيلية التي فتحها الاحتلال فجر الاحد الماضي، بنحو 800 دونم تم اغراقها بالكامل وتدمير محاصيلها فضلاً عن تدمير مئات خلايا النحل المتواجدة فيها وفي أراض مخصصة أخرى.
وقال البسيوني إن الوزارة أطلقت نداء إلى المنظمات الدولية والعربية والجهات المانحة للإسراع في تعويض المزارعين بعد أن انتهت، أمس، من حصر الخسائر والأضرار التي لحقت بهم، مشيراً إلى أن خسائرهم مرتفعة جداً وتتجاوز قدراتهم وقدرات الجهات المحلية.
وأوضح البسيوني انه من الصعب جداً في ظل محدودية الإمكانات التصدي ومواجهة تداعيات ومضاعفات فتح سدود وعبارات الاحتلال التي تخزن مئات آلاف الأمتار المكعبة من المياه.
وأكد البسيوني ان المزارعين في القطاع وتحديداً في الشريط الحدودي شرق مدينة غزة يتعرضون لانواع متعددة من المخاطر خلال المنخفضات الجوية المتتالية التي تضرب المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة وابرزها اغراق أراضيهم نتيجة فتح عبارات المياه الإسرائيلية وكذلك بسبب موجة الصقيع الشديدة التي تضرب المنطقة.
ونصح البسيوني المزارعين باتباع إرشادات ونصائح وزارة الزراعية التي ترسلها عبر الرسائل او المنشورات الخاصة لتجنب المزيد من الخسائر.
قد يهمك ايضاً :
سهيل المزروعي لا يتوقع مخاطر فورية على تدفقات النفط عبر مضيق هرمز
واشنطن تستقبل وفدًا صينيًا لتوقيع اتفاق تجارة يخفض التصعيد
أرسل تعليقك