شهد اليوم الثلاثاء الإعلان عن انضمام بنك فلسطين الى التحالف العالمي للبنوك الملتزمة بالقيم، ليكون أول بنك في المنطقة العربية وعلى مستوى الشرق الأوسط يحوز عضوية هذا التحالف، وجاء هذا الإعلان في مؤتمر صحافي عقده رئيس مجلس الإدارة، مدير عام البنك هاشم الشوا، والرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للبنوك الملتزمة بالقيم ماركوس ايغيوغورن، بمشاركة محافظ سلطة النقد الفلسطينية عزام الشوا.
وقال ايغيوغورن: "إن استيفاء بنك فلسطين المعايير المطلوبة للعضوية بشكل كامل أهلته ليس فقط ليكون عضوًا في التحالف، بل عضوًا متميزًا"، ويضم التحالف، الذي تأسس قبل نحو 15 عامًا ومقره في العاصمة الهولندية امستردام، 39 مصرفًا فقط من مختلف أنحاء العالم، ليرتفع العدد بانضمام بنك فلسطين إلى 40 مصرفًا، ويهدف، وفق ايغيوغورن إلى إحداث تغيير في اتجاهات البنوك والمؤسسات المالية نحو تأثير أكثر ايجابية في المجتمعات بشكل ممنهج ومستدام.
وأضاف "عضوية التحالف ليست أمرًا سهلًا، ولا بد لأي مصرف يحوز على هذه العضوية ان يفي بجملة من المعايير والمبادئ"، موضحًا أنها 6 معايير، أولها أن يكون البنك جزءًا من اقتصاد البلد الذي يعمل فيه وله استثمارات في الاقتصاد الحقيقي، واتباع سياسة رشيدة في الإقراض بما يخدم المجتمع ويترك أثرًا إيجابيًا فيه، والالتزام طويل الأمد بالعملاء وليس التعامل معهم باعتبارهم مجرد أرقام، وأن يتمتع بمتانة مالية وربحية كافية، اتباع الشفافية في تقاريره المالية وعملياته المختلفة، وأخيرًا الممارسة الفعلية لكل ما سبق من مبادئ من قبل البنك بكامل إدارته وموظفيه.
وتابع "بنك فلسطين استوفى هذه المعايير بشكل كامل، وهو أول بنك في منطقة الشرق الوسط ينضم إلى التحالف، وهذا يلقي على كاهله مسؤولية كبيرة في نشر هذه المبادئ في العالم العربي، وفي الوقت نفسه هذه فرصة للبنك للقيام بهذه المهمة الرائدة"، وقال ايغيوغورن أن تجربة السنوات الماضية أثبتت أن البنوك المنضوية في التحالف اكثر استدامة وربحية من غيرها من البنوك، عارضًا مؤشرات مقارنة بين البنوك المنضوية في التحالف وعدد من كبريات البنوك في العالم من خارجه، أبرزها أن معدل الإقراض للأصول في البنوك الأعضاء وصل إلى 75% مقارنة مع 40% فقط للبنوك الأخرى، كما أن العائد على الأصول للبنوك الأعضاء بلغ في السنوات ال15 الأخيرة 60% مقارنة مع 50% للبنوك الأخرى.
وأردف "هدفنا الرئيسي تعزيز التغيير في عالم المصارف، والطريقة الوحيدة هي أن نكون قدوة للآخرين، والقول للعاملين في القطاعات المالية أنه بإمكانكم القيام بعملكم وتحقيق أرباح بطريقة أخرى، دون التسبب بأذى للعالم بأسره، نعلم أن أحداث هذا التغيير معركة صعبة، لكننا متفائلون، ونتوقع أن نرى نتائج ملموسة خلال السنوات العشر المقبلة".
ولفت ايغيوغورن إلى عدد من الأدوات التي يستخدمها التحالف لمساعدة البنوك الأعضاء على التوسع والاستمرار في التزامها بالمعايير الأخلاقية في العمل، من ضمنها انشاء صندوق استثمار تمكن حتى الآن من جمع 100 مليون دولار، نصفها من البنوك الأعضاء ونصفها الىخر مساهمات من خارج التحالف، وأيضًا إنشاء أكاديمية للتدريب الكوادر المصرفية بالتعاون مع معهد ماساشوسيتس، وفيما يخص بنك فلسطين، "في العادة، فإن الصندوق، الذي له إدارة مستقلة عن التحالف، يتلقى طلبًا من البنك المعني لتمويل أنشطة توسعية يعتزم القيام بها، وتدرس إدارة الصندوق هذا الطلب وتتخذ قرارها، حتى الآن لم يتلق الصندوق طلبًا من بنك فلسطين بهذا الخصوص".
وشدد ايغيوغورن على أن انضمام بنك فلسطين للتحالف جاء بناءً على ترشيح من أحد صناديق الاستثمار العالمية، ووافق التحالف على عضويته الكاملة بعد دراسة وتقييم وتدقيق للتأكد من وفاء البنك بالمعايير المطلوبة، مضيفًا إلى أن التحالف لم يتلق أي ترشيحات لبنوك فلسطينية أخرى، "وفي حال ورود ترشيح أي بنك سنقوم بدراسة معمقة لوضعه واتخاذ القرار بناءً على نتائج هذه الدراسة".
من جهته، اعتبر محافظ سلطة النقد عزام الشوا حصول بنك فلسطين على عضوية التحالف العالمي للبنوك الملتزمة بالقيم نجاحًا لفلسطين وللجهاز المصرفي فيها، ولسلطة النقد، مستعرضًا النجاحات التي حققها البنك خلال مسيرته الطويلة، خصوصًا في السنوات الاخيرة، بما في ذلك افتتاح مكتب تمثيلي في دبي، وآخر قيد التجهيز في تشيلي، وحصوله على الكثير من الجوائز.
وأشاد عزام الشوا بسياسة البنك في التفرع في المناطق الريفية والنائية، "وهذا كان عامل مهم في وصل البنك الى ما وصل اليه"، معتبرًا انضمام البنك إلى التحالف العالمي "ليس فقط مصدرًا للفخر للبنك وفلسطين، وإنما مصدر فخر للتحالف نفسه".
واستعرض عزام الشوا جهود سلطة النقد في تطبيق المعايير المثلى، داخلها وخارجها، "ما وضعنا في مكانة متقدمة بين البنوك المركزية في منطقة الشرق الاوسط"، وكان رئيس مجلس الادارة، مدير عام البنك هاشم الشوا استهل المؤتمر الصحافي معربًا عن سعادته وفخره بانضمام البنك الى التحالف العالمي، بعد دراسة وتقييم من خبراء التحالف لأكثر من عام، "ما يؤكد الثقافة والمبادئ التي يقوم عليها بنك فلسطين، وتأسس عليها في العام 1960، وما زال ملتزمًا بها، بل تعززت هذه الثقافة وتمأسست على مدى السنوات، ونحن فخورون بأن مؤسسة كالتحالف العالمي للبنوك الملتزمة بالقيم، درست وقيمت واقرت بالتزامه بهذه القيم التي أوصلته إلى عضوية التحالف".
وتابع الشوا "كان المؤتمر المصرفي الأول قبل أربع سنوات بشأن تمويل المشاريع الصغيرة، ومنذ ذلك الحين، ارتفعت القروض التي قدمها البنك لهذه النوع من المشاريع إلى 350 مليون دولار، وقبل أيام، عقدت مؤتمرًا آخر كان بشأن تمويل الطاقة المتجددة، ونحن تجاوبنا فورًا بالتعهد ببناء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمية لأغراض استخدامات فروعه ومكاتبه، وعددها نحو 80 فرعًا ومكتبًا منتشرة في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة".
وكشف الشوا اهتمام البنك بالمرأة، سواءً على صعيد التوظيف أو التمويل، حيث تصل نسبة النساء بين موظفي البنك الى 32%، ويستهدف رفعها إلى 50% بحلول العام 2020، وبنك فلسطين اكبر بنك فلسطيني بأصول تجاوزت 4.25 مليار دولار في نهاية الربع الثالث من العام الحالي، فيما تجاوز إجمالي ودائع العملاء 3 مليارات دولار، فيما بلغ اجمالي تسهيلاته الائتمانية المباشرة نحو 2.14 مليار دولار.
أرسل تعليقك