ارتفاع الأسعار في أميركا يمحو الزيادات الطفيفة في أجور العمال
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

سجَّل معدل التضخم أعلى مستوياته منذ ستة أعوام خلال الصيف

ارتفاع الأسعار في أميركا يمحو الزيادات الطفيفة في أجور العمال

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - ارتفاع الأسعار في أميركا يمحو الزيادات الطفيفة في أجور العمال

ارتفاع الأسعار الزيادات الطفيفة في أجور العمال الأميركيين
واشنطن - فلسطين اليوم

محا ارتفاع الأسعار الزيادات الطفيفة في أجور العمال الأميركيين في أحدث مؤشر يدل على عدم ترجمة النمو الاقتصادي القوي إلى رخاء ورفاهة أكبر في حياة أكثر الأميركيين من الطبقة الوسطى والعاملة.

ارتفاع تكلفة المعيشة
زادت تكلفة المعيشة 2.9 في المائة خلال الفترة من يوليو /تموز 2017 حتى يوليو /تموز 2018 وفقًا لما ذكرت وزارة العمل يوم الجمعة، في تضخم تجاوز زيادة الأجور البالغة 2.7 في المائة خلال الفترة ذاتها.
وانخفض متوسط "الأجر الفعلي" في أميركا، والذي يمثل مقياسا فيدراليا للأجور يضع في الاعتبار التضخم، إلى 10.76 دولار في الساعة خلال الشهر الماضي، أي بانخفاض قدره 2 سنت عنه منذ عام مضى.
وتشهد البلاد ذلك الثبات في الأجور على الرغم من ارتفاع النمو الأميركي خلال العام الماضي، حيث بلغ 4 في المائة خلال الربع الثاني من عام 2018، والذي يعد أكبر معدل له منذ منتصف عام 2014،  وأربكت عدم زيادة الأجور خبراء الاقتصاد، وواضعي السياسات، الذين كانوا يأملون أن يزيد أصحاب العمل أجور العاملين لديهم بشكل كبير للحفاظ عليهم، وجذب المزيد من العاملين، وذلك بعد توافر فرص العمل بشكل غير مسبوق، وانخفاض معدل البطالة إلى أقل مستوياته منذ عقود. مع ذلك الزيادات محدودة وقليلة حتى هذه اللحظة، وقد تضاءلت حد الاختفاء في مقابل ارتفاع الأسعار.
وسجّل معدل التضخم أعلى مستوياته منذ ستة أعوام خلال الصيف الحالي، ومن أسباب ذلك ارتفاع تكاليف الطاقة، حيث ارتفع سعر غالون الغاز بمقدار 50 سنتا خلال العام الماضي ليصل إلى متوسط 2.87 دولار على مستوى البلاد بحسب اتحاد السيارات الأميركي. ويتوقع بعض المحللين ثبات ذلك الارتفاع في أسعار الطاقة قريبًا، وهو ما من شأنه خفض معدل التضخم ككل، وربما ارتفاع الأجور الفعلية قليلا.
وارتفع ما يدفعه المستهلكون من مال من أجل السكن، والرعاية الصحية، وتأمين السيارة بحسب ما ذكرته الحكومة الفيدرالية يوم الجمعة، ومن المحتمل أن تشهد الأسعار ارتفاعاً أكبر في ظل التعريفات الجمركية الجديدة، التي فرضها الرئيس ترمب، والتي ستؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة الزهيدة التي يعتمد عليها المستهلكون الأميركيون.
ويشكل ارتفاع الأسعار إلى جانب ثبات الأجور مشكلة بالنسبة لترمب، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بتوفير فرص عمل وزيادة أجور الأميركيين من الطبقة العاملة، ممن قال عنهم إنهم "رجال ونساء هذا البلد المنسيون".
وتبين مع ذلك أن تحقيق الرخاء لأولئك العمال صعب بالنسبة لترمب كما كان بالنسبة إلى الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج بوش الابن، ويرى كبار المستشارين الاقتصاديين لترمب أنه ليس من الحكمة التركيز كثيراً على مقياس واحد لزيادة الأجور، حيث توجد مقاييس أخرى تثبت زيادتها.
ويشير مقياس الأجور بمصرف الاحتياطي الفيدرالي بولاية أتلانتا، الذي لا يضع التضخم في الاعتبار، إلى ارتفاع الأجور بنسبة 3.2 في المائة خلال العام الماضي، وقد وعد مسؤولو البيت الأبيض برفع الأجور بقدر أكبر قريبًا.

تباين في زيادة الأجور
وقال كيفين هاسيت رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين لترمب "نحن نقترب من التوظيف الكامل"، مضيفًا أن الأعمال والمؤسسات التجارية تقيم استثمارات جديدة في الولايات المتحدة وهو ما من شأنه زيادة إنتاجية العمال، وأجورهم خلال الأعوام المقبلة.
وأوضح قائلا "كل الظروف تهيئ لارتفاع الأجور بنسبة 4 في المائة"، وأشار هاسيت إلى انضمام الكثير من العمال محدودي المهارة مرة أخرى إلى صفوف القوى العاملة خلال الأشهر القليلة الماضية، واعتبر ذلك مؤشرًا مشجعًا، وأيضًا توجهًا ربما يُبقي على انخفاض متوسط الأجور، حيث لن يستطيع الكثير من أولئك العمال طلب زيادة أجورهم فورًا.
ويبدو أن العاملين، الذين يتقاضون أجورًا مرتفعة، ومستثمري سوق الأوراق المالية، والشركات هم من انتفعوا بمكاسب الاقتصاد القوي حتى هذه اللحظة، فقد سجلت سوق الأوراق المالية أرقاماً قياسية خلال العام الحالي، وحققت الشركات، المستفيدة من الخفض التاريخي لمعدل الضرائب على الشركات الذي قام به الجمهوريون في ديسمبر /كانون الأول، زيادة في الأرباح، فقد تجاوزت أرباح الربع الثاني للشركات، التي كشفت عن وضعها حتى هذه اللحظة، الـ20 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لمؤسسة تتبع البيانات المالية "فاكتسيت".

أجور القوى العاملة
واتسمت زيادة أجور القوى العاملة بالتباين والتفاوت، حتى مع انخفاض معدل البطالة من 10 في المائة في أكتوبر /تشرين الأول 2009 إلى 3.9 في المائة في تموز/ يوليو من العام الحالي.
وارتفعت أجور العمال، التي تشغل المراكز العشر الأولى على مقياس الأجور في الولايات المتحدة، بنسبة 6.7 في المائة منذ عام 2009 حتى 2017 وفقًا لـ"معهد السياسات الاقتصادية" ذي التوجه اليساري. على الجانب الآخر، شهدت أجور العمال، التي تشغل المراكز العشرة الأخيرة على المقياس، ارتفاعاً نسبته 7.7 في المائة، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى زيادة الحد الأدنى للأجور على مستوى المدينة والولاية. مع ذلك ظلت أجور العمال، الذين في المنطقة الوسطى، ثابتة أو انخفضت قليلا. لم تكن البيانات المتعلقة بالأجور، التي كشفت عنها مجموعة الدخل، لعام 2018 متاحة، لكن قالت إليز غولد، خبيرة الاقتصاد في معهد السياسات الاقتصادية، إن كل المؤشرات تدل على استمرار تلك التوجهات.
ويحصل العمال ككل على حصة أصغر من المكاسب مقارنة بما كانوا يحصلون عليه في الماضي، فخلال آخر فترة ازدهار اقتصادي في نهاية التسعينات كان العمال يحصلون على أكثر من 82 في المائة من دخل قطاع الشركات، بحسب معهد السياسات الاقتصادية، في حين يحصلون الآن على أقل من 77 في المائة.

القوة الشرائية للعمال
ويشير البعض إلى امتداد حالة الإحباط إلى ما هو أكثر من ذلك، حيث كتب مركز "بيو" للأبحاث في تقرير له خلال الأسبوع الحالي "على الرغم من بعض التقلبات صعودًا وهبوطًا خلال العقود القليلة الماضية، لا تزال القوة الشرائية لمتوسط الأجر الفعلي اليوم مثلما كانت منذ 40 عاما تقريبًا".
وتقول ليندسي بيغزا، كبيرة خبراء الاقتصاد في شركة "ستيفل" الاستثمارية: "لقد مر عقد تقريباً على التعافي الاقتصادي، وما زلنا نتجادل بشأن ما إذا كنا نشهد ارتفاعا ذا معنى في الأجور أم لا. كان من المفترض أن يصبح ذلك معطى واضحا وحقيقة راسخة في هذه المرحلة من الدورة الاقتصادية".
تشير استطلاعات رأي عدة إلى شعور الأميركيين بثقة أكبر في الاقتصاد، وفي قدرتهم على الحصول على وظائف، لكن يتساءل الكثير من العمال عن سبب عدم زيادة أجورهم في وقت يبدو فيه الاقتصاد في حالة جيدة. يقول موريس تيت، شاب يبلغ من العمر 36 عاماً يعمل في شركة دعم لوجيستي في ولاية كارولاينا الشمالية "أنا لست سوى شخص عادي، لكني أرى أن أفضل عشر شركات على قائمة "فورتشين 500" تحقق أرباحاً ضخمة، وسوق الأوراق المالية في أفضل أحوالها. ينبغي أن ترتفع الأجور أيضًا".

عدم زيادة الأجور
لا يوجد تفسير متفق عليه لسبب عدم زيادة الأجور، حيث يعتقد بعض خبراء الاقتصاد أن ذلك من آثار الكساد الكبير عندما كان العمال يشعرون بالامتنان والرضا لمجرد عثورهم على وظيفة، ويترددون في المطالبة بزيادة أجورهم في وقت من الممكن فيه التخلي عنهم وتوظيف غيرهم من بين كثيرين من العاطلين عن العمل، الآن وفي ظل بحث أصحاب العمل عن أشخاص لشغل الوظائف المتوافرة لديهم، لم يدرك الكثير من العاملين الميزة التي حصلوا عليها حديثاً أو أنهم مترددون في استغلالها بحسب ما ترى غولد.

زيادة ساعات العمل
وأوضحت "غولد" قائلة "لا يشعر العمال بأن لديهم القدرة على المطالبة بزيادة أجورهم، ولا يزال يشعر أصحاب العمل أنه لا يوجد ما يجبرهم على دفع المزيد من المال للعمال". على الجانب الآخر، يقول خبراء اقتصاد آخرون إن عدم زيادة الإنتاجية هي السبب وراء تدني الأجور نظراً لعدم رغبة أصحاب العمل في زيادة أجور العمال إذا لم يحققوا إنتاجية أكبر".
ويشير بعض الخبراء كذلك إلى ارتفاع تكلفة المزايا والمنافع مثل الرعاية الصحية، مما يعني أن بعض أصحاب العمل ربما يدفعون مبالغ أكبر مقابل تلك المزايا، حتى لو كانوا لا يزالون يبقون على انخفاض أجور العمال عن كل ساعة.
ويتجه العمال في ظل عدم زيادة الأجور، نحو زيادة ساعات عملهم من أجل الحصول على ما يكفيهم من المال، حيث ذكرت وزارة العمل أن الأميركيين يقضون وقتاً أطول في العمل خلال الصيف الحالي مقارنة بالصيف الماضي، وهو ما يساعد في الحفاظ على مستوى دخل الأسرة حتى الآن.كانت بيني هارفورد، عاملة تبلغ من العمر 67 عاماً في مدينة فايلر بولاية إيداهو، تعتقد أنها ستكون قد تقاعدت في هذه السن، لكنها عوضاً عن ذلك لا تزال تعمل في وظيفتين بدوام جزئي في متاجر تجزئة، وقد حصلت على الوظيفة الثانية العام الماضي مع بدء ارتفاع أسعار الطاقة، حيث أدركت أنها بحاجة إلى العمل لمزيد من الساعات من أجل دفع الفواتير والالتزامات المالية. وتقول هارفورد إنها فخورة بذاتها لأنها "ملتزمة بالميزانية".
وأضافت أنها تطهو وجباتها في المنزل، ولا تستخدم بطاقات الائتمان، مع ذلك تقول "إنه في ظل حصولها على راتب 12.65 دولار في الساعة في الوظيفة الأولى، و11 دولارا مقابل ساعة العمل في الوظيفة الأخرى، من الصعب تحقيق النجاح. وأضافت قائلة: "لقد كنت أتحدث مع زملائي في العمل بالأمس. نحتاج جميعًا إلى العمل لمزيد من الساعات لأن ما نحصل عليه من مال لا يكفينا".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتفاع الأسعار في أميركا يمحو الزيادات الطفيفة في أجور العمال ارتفاع الأسعار في أميركا يمحو الزيادات الطفيفة في أجور العمال



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday