لندن - فلسطين اليوم
أظهرت بيانات رسمية، الخميس، أن منطقة اليورو بدأت العام بتباطؤ اقتصادي وسط مخاوف من نشوب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، إذ نتج هذا التباطؤ في المنطقة التي تضم تسع عشرة دولة في الربع الأول من العام عن تراجع التجارة وتزامن مع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مارس/ آذار الماضي، بفرض رسوم جمركية باهظة على واردات الصلب والألمونيوم من شركاء مثل الاتحاد الأوروبي.
وأصبحت هذه التهديدات واقعًا ملموسًا بالفعل في الأسبوع الماضي، حيث فرض ترامب الرسوم الجمركية. وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي "يوروستات" إن ناتج منطقة اليورو زاد 0.4 في المئة بالربع الأول من العام في تباطؤ واضح عن 0.7 في المئة في الربع السابق. وتتفق هذه الأرقام مع التقديرات الأولية. وعلى أساس سنوي تباطأ النمو إلى 2.5 في المئة من 2.3 في المئة في الربع السابق.
وشهدت ألمانيا، أكبر اقتصاد في المنطقة والمصدر الرئيسي للصادرات، زيادة في الناتج الاقتصادي نسبتها 0.4 في المئة في الفترة بين يناير/ كانون الثاني ومارس. وساهم تراجع التجارة في إبطاء وتيرة النمو الذي دعمته زيادة الاستهلاك والاستثمارات، فيما انخفضت صادرات منطقة اليورو 0.4 في المئة عن الربع السابق، بينما تراجعت الواردات 0.1 في المئة في مؤشر على تباطؤ التجارة العالمية.
وفي الربع السابق نمت صادرات منطقة اليورو 2.2 في المئة، بينما زادت الواردات 1.5 في المئة، وأظهرت البيانات أن انخفاض في الصادرات ساهم في خسارة 0.2 نقطة مئوية في ناتج منطقة اليورو. وعوض تنامي إنفاق المستهلكين وزيادة الاستثمارات خسائر التجارة.
وزاد إنفاق الأسر 0.5 في المئة في منطقة اليورو مقابل 0.2 في المئة في الربع السابق في مؤشر على أن اقتصاد المنطقة يمكن أن يعتمد أكثر على الإنفاق المحلي.
وفي غضون ذلك، صعد اليورو لأعلى مستوى في أسبوعين الخميس، حيث زاد المستثمرون مراهناتهم على أن البنك المركزي الأوروبي سيلمح في اجتماعه الأسبوع المقبل إلى إنهاء برنامجه الضخم لشراء السندات تدريجيًا بحلول نهاية العام الجاري، وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في المركزي الأوروبي بيتر برايت، المقرب من رئيس البنك ماريو دراغي، يوم الأربعاء، إن البنك المركزي سيناقش في الأسبوع المقبل ما إذا كان سينهي شراء السندات في وقت لاحق من 2018.
وأوضح رئيس البنك المركزي الألماني، ينس فايدمان، أن التوقعات بإنهاء برنامج شراء السندات تدريجيا بحلول نهاية العام منطقية، بينما قال كلاس نوت رئيس البنك المركزي الهولندي، إنه لا يوجد سبب لمواصلة برنامج التسهيل الكمي.
ودفعت هذه التعليقات اليورو إلى الارتفاع لأعلى مستوى خلال أسبوعين مقابل الدولار الأميركي عند 1.1828 دولار ليزيد نصف في المائة خلال التداولات، وانخفض مؤشر الدولار 0.4 في المئة لأقل مستوى منذ 22 مايو/ أيار السابق، ما ساهم في تعويض عملات أخرى منها الجنيه الإسترليني والين الياباني بعض الخسائر التي تكبدتها مقابل الدولار الأميركي في الآونة الأخيرة.
وسجل الدولار أعلى مستوى في أسبوعين مقابل الين الياباني عند 110.27 ين في أواخر المعاملات الأميركية أول من أمس الأربعاء قبل أن يتخلى عن مكاسبه في المعاملات الآسيوية، وانخفض الدولار بنحو 0.2 في المئة إلى 109.98 ين في المعاملات الأوروبية، وهبط الدولار الأسترالي 0.2 في المائة مقابل نظيره الأميركي إلى 0.7653 دولار أميركي بعدما لامس أعلى مستوى في شهر ونصف الشهر الأربعاء الماضي، عند 76.77 سنت بدعم من بيانات نمو اقتصادي قوية.
أرسل تعليقك