الصين تتغلغل في أفريقيا بمشاريعها التنموية وتصبح الشريك الأول
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

شيدت خطوط السكك الحديدية في إثيوبيا وتنزانيا

الصين تتغلغل في أفريقيا بمشاريعها التنموية وتصبح الشريك الأول

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الصين تتغلغل في أفريقيا بمشاريعها التنموية وتصبح الشريك الأول

شيدت خطوط السكك الحديدية في إثيوبيا وتنزانيا
بكين ـ مازن الأسدي

تعود الصين بقوة خلال الفترة الجارية إلى القارة الأفريقية بقوة باحثة عن مناطق نفوذ جديدة، فمنذ مطلع القرن العشرين بنت الشركات الصينية الملاعب والطرق السريعة والمطارات والمدارس والمستشفيات في أنغولا، والآن إذا تجولت في أديس أبابا العاصمة الإثيوبية هذه المدينة المزدهرة، ستقع عيناك على الشيء المميز في قلب المدينة ألا وهي رافعات البناء هي الأكثر تألقًا في جوانب المدينة والتي ترجع إلى الشركات الصينية.

الصين تتغلغل في أفريقيا بمشاريعها التنموية وتصبح الشريك الأول

وفي الجزء الخلفي من القطارات الخضراء والبيضاء التي تروح ذهابًا وإيابًا على خط السكة الحديدية لن تجد شعارًا واحدًا، لكن سترى اثنين من الشعارات وهما "مؤسسة السكك الحديدية الإثيوبية"، وشعار المجموعة العملاقة للسكك الحديدية المملوكة للدولة في الصين "CREC"، وهنا تلوح في الافق علامة استفهام كبرى وهي كيف انخرطت الصين في تطوير المدينة الأفريقية التي يربطها الغربيون بالمجاعة والموت؟ مع العلم أن هذا المشروع واحدًا من بين العديد في أنحاء القارة.

وضخت الصين مئات المليارات من الدولارات في الحكومات والبنية الأساسية الأفريقية، وفي عام 2014 فقط وقعت الصين أكثر من عقد بناء في جميع أنحاء أفريقيا بتكلفة 56 مليار يورو، وكانت تلك  المشاريع بالتعاون بين المجموعة العملاقة للسكك الحديدية المملوكة للدولة في الصين ومؤسسة السكك الحديدية الإثيوبية، الشريك الأصغر، وستكون مترو شنزن المجموعة العملاقة للسكك الحديدية المملوكة للدولة في الصين بمثابة مدير العمليات على مدى السنوات الخمس المقبلة حتى تسليمها إلى السلطات السكك الحديدية المحلية.

يعود المشروع الإثيوبي إلى ديسمبر\كانون الأول 2011 عندما جاءت فكرة إنشاء خط لسكك الحديدية مكهرب، وبدأ المشروع بإنشاء 39 محطة في 2013، وافتتح المترو في 2015، وبلغت تكلفة الخط 475 مليون دولار، بنسبة إقراض تصل إلى 85 في المائة من البنوك السياسة الصينية أو شركات الأموال، وبالنسبة إلى الصينيين، كانت تلك المشاريع  تمثل فرصة كبيرة في سوق غير مستغلة، فهي بلد بها ما يقرب من 100 مليون شخص، 90 في المائة منهم لا يتعاملون مع البنوك.

وفي عام 1971، أثناء الثورة الثقافية، كان هناك شاب صيني يدعى غاو كان "فيكتور" انتهى لتوه من قضاء عامين في معسكر إعادة التثقيف الزراعي، وكانت مهمته الأولى من الحزب الشيوعي الصيني في تنزانيا العمل كمترجم للمشروع الأكثر أهمية تولته المملكة الوسطي على أرض أجنبي، والآن غاو هو مستشار التوظيف للسكك الحديدية في ذلك الكيان الضخم المملوكة للدولة.

وفي أواخر 1960، أبرم الرئيس ماو والحزب الشيوعي الصيني اتفاقًا مع بطل التحرير التنزاني جوليوس نيريري ونظيره الزامبي المعاصر كينيث ثاوندا، حيث كانوا يرغبون في بناء خط سكة حديدية بين تنزانيا وزامبيا على أن يتحمل الصينيين تكلفته بالكامل، وكانت تلك هي البداية لما وعدت به بكين من أنها ستكون على علاقة قوية وعلاقات مصالح على أساس الحاجة المتبادلة لدرء التناقضات المشتركة.

واستغلت الصين دفعها إلى عجلة التنمية المستدامة لسنوات عديدة في الدول الأفريقية من أجل تأمين الموارد الطبيعية والمعادن لصناعتها، وكان المشروع كبيرًا بالنسبة إلى تنزانيا التي كانت تعاني الفقر والانهاك بعد العديد من الثورات، فقد كانت التكلفة المبدئية للمشروع تتجاوز المليار دولار حينها، بالإضافة إلى مليار دولار آخر للصيانة لمدة عام، وتم تمويل هذا كله من الصين من خلال قرض بدون فوائد، ليتم تسديدها على مدى 30 عامًا، مع فترة سماح مدتها 10 سنوات.

وعملت الصين كل ذلك لأنها في ذلك الوقت كانت تهتم بشكل رئيسي بشأن الأهمية السياسية للسكك الحديدية، فبدون تازارا، لن يتم تأهيل الصين بسهولة إلى مقعد للأمم المتحدة، وتعمل الصين المزيد من المشاريع التنموية في قارة أفريقيا بالتزامن مع انحسار دور كلًا من الولايات المتحدة وأوروبا في القارة السمراء، ولهذا الأمر سلبيات خطيرة بسبب احتماليات تغيير الأنظمة في دول أفريقيا وتقارب الصين الاقتصادي والثقافي من تلك الدول.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين تتغلغل في أفريقيا بمشاريعها التنموية وتصبح الشريك الأول الصين تتغلغل في أفريقيا بمشاريعها التنموية وتصبح الشريك الأول



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday